أطلقت وزارة العمل في غزة حملةً إعلامية لإرشاد طلبة الثانوية العامة "توجيهي" إلى التخصصات المطلوبة في سوق العمل، ومساعدتهم في تجنب الوقوع بمستنقع البطالة والعاطلين عن العمل.
وتنطلق الحملة منذ بداية الأسبوع الجاري وتستمر طيلة شهر، حيث نسّقت الوزارة مع وسائل إعلام وجامعات على مستوى القطاع، بالإضافة لعقد لقاءات افتراضية عبر "زوم" لمساعدة طلبة التوجيهي.
وقال مدير دائرة التوجيه والإرشاد بوزارة العمل في غزة صالح صهيون إن حملة "كيف تختار تخصصك الجامعي؟" تأتي "انطلاقًا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا والمعاناة التي يعيشها آلاف الخريجين جراء تعطّلهم عن العمل وتدني الفرص المعيشية في غزة".
وأوضح صهيون، في حديث لوكالة "صفا"، أن "الحملة تم الإعلان عنها بعد أن تم المصادقة عليها من الأمانة العامة لمجلس الوزراء"، مؤكدًا أهمية اختيار طلبة "التوجيهي" لتخصصهم الجامعي المناسب كونه قرارًا مصيريًا.
وأضاف "يوجد نحو 37 ألف طالب توجيهي، نتوقّع تخرج 30 ألف طالب وطالبة منهم على الأقل، ومن الصعب عقد لقاءات وجاهية لهم لإرشادهم باختيار التخصصات المطلوبة في سوق العمل".
وذكر أنه سيتم نشر لقاءات توعوية لطلبة التوجيهي عبر موقع وزارة العمل ومواقع تواصل اجتماعي تابعة لها، وسيكون هناك بروشورات وإنفوجرافيك وإحصائيات ودراسات منشورة ستساعد كثيرًا الطلبة في عملية اتخاذ القرار.
آلية الخطة
واعتمدت خطة وزارة العمل على نظام معلومات متعلقة بسوق العمل، حيث يقدم للطلبة نسب ومؤشرات عن التخصصات الأكثر ركودًا والأكثر فعالية في سوق العمل.
ويؤكد صهيون أن الخطة جاءت وفق 3 مصادر رئيسية وهي "وحدة معلومات سوق العمل التابعة للوزارة، ومركز الإحصاء الفلسطيني، ودراسات أجريت على سوق العمل بغزة وفلسطين".
وبيّن أن الوزارة ستطلق لاحقًا رابطًا على موقعها الإلكتروني يحتوي على اختبار "الميول الشخصية MBTI" وهو عبارة عن 28 سؤالًا يختار طالب التوجيهي إجاباتها المناسبة وصولاً لمعرفة ميوله وتخصصه الجامعي.
وبحسب وزارة العمل، فإنه ينبغي على الطالب أن يراعي في اختيار تخصصه الجامعي 3 عوامل وهي "رغبته في دراسة التخصص، وقدرته على ذلك، وفرصته في سوق العمل".
نصائح للطلبة
ويقدم مدير دائرة التوجيه والإرشاد بوزارة العمل صالح صهيون عدة نصائح لطلبة التوجيهي في اختيار تخصصهم الجامعي، أهمها الالتحاق بتخصصات يقل فيها عدد المبدعين، والتوجه إلى التخصص في الدراسة الجامعية، خاصةً أن العالم يتجه إلى الخصخصة في العلوم.
ويقول "لا تتعب من السؤال عن التخصص الذي ستدرسه، نوّع مصادرك. ابحث عن كل الكليات والجامعات التي توافق تخصصك وهواك؛ أوجه رسالة للآباء لا تؤثر على ابنك في دراسة التخصص الذي يريده".
وفي قطاع غزة نحو320 ألف خريج وعامل ومهني عاطل عن العمل، وتبلغ نسب المتعطلين من الخريجين 54%، و42% عامل، 3% مهني.
وبحسب وزارة العمل فإن من بين 54% من الخريجين، 39% خريجو مهن تعليم-تضم 20 تخصصًا-و22% مهن تجارية وإدارية، و10% مهن طبية، و8% مهن اجتماعية، 5% مهن هندسية، 4% مهن حاسوب وتكنولوجيا، و4% صحافة وإعلام، 3% مهن قانون، 1% مهن زراعية وبيئية، 1% مهن فنية وتقنية.
وينصح صهيون بتوجه الطلبة لاختيار تخصصات تقل فيها نسبة العاطلين عن العمل، والاتجاه نحو التخصصات المهنية والدبلوم المتوسّط، مؤكدًا أن خريجي الدبلوم المتوسط هم أكثر حظًا في الحصول على فرص عمل.
وبحسب مؤشرات سوق العمل الفلسطيني والمسجلين لدى وزارة العمل، فإنه ينصح لدراسة تخصصات "هندسة هيدروليك، صحة وسلامة مهنية، تصنيع غذائي، طب بيطري، إنتاج نباتي ووقاية، تكنولوجيا الطاقة، تربية اسماك، هندسة ديكور".
ومن التخصصات التي ينصح بها أيضًا "إنتاج حيواني وارشاد زراعي، بالإضافة إلى تخصصات IT بشكل عام، صيانة أجهزة مكتبية وطبية أجهزة جوال برمجة أنظمة حاسوب أمن سيبراني تسويق رقمي وتكنولوجيا هندسة برمجيات".