"حرّض أكثر تأخذْ أصواتًا أكثر"، قاعدة ينطلق منها معظم أعضاء الكنيست المرشحين بدعاياتهم لخوض الانتخابات الإسرائيلية المقبلة المقررة في نوفمبر المقبل، ماسّين بها خلال الأيام الأخيرة، صحفيين في أراضي الـ 48 المحتلة.
وقاد عدد من أعضاء الكنيست حملة تحريض ضد عدد من الصحفيين الفلسطينيين البارزين في الداخل، واستغلّوا وجودهم في ساحات الكنيست، للنيل منهم والتحريض عليهم، بهدف لفت اهتمام الجمهور الإسرائيلي.
ومن الصحفيين الذين تعرضوا للتحريض قبل أيام، الصحفية سلام مشرقي، والتي ما إن وصلت لمبنى الكنيست وظهرت في بث مباشر حول التصويت لحلها، حتى اعترضها عضو الكنيست من حزب "الليكود" أفي ديختر.
وطالب "ديختر" عناصر أمن الاحتلال في ساحات الكنيست، بطرد مشرقي وطاقم مصوريها، بالإضافة لعدد من الصحفيين من الداخل، أرادوا نقل جلسة التصويت، كما هو معتاد.
وتطور التحريض ضد مشرقي ليصل إلى صفحات اليمين الإسرائيلي المتطرف، ليؤكد أنه تم اتخاذها ضمن الدعاية الانتخابية للحزب الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو.
ويحاول نتنياهو بكل الأساليب العنصرية ضد الفلسطينيين بالداخل المحتل، نيل أكبر عدد من الأصوات من أجل العودة لرأس الهرم السياسي في "إسرائيل".
وسبق التحريض على مشرقي، تحريض اليمين المتطرف أيضًا على صحفي يعمل في موقع "الجرمق" الإخباري، وهو من أبرز المواقع لفلسطينيي الداخل.
ولن يقف الأمر عند هذه الحالات مع بدء العد التنازلي لانتخابات الكنيست، كما يؤكد عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة إمطناس شحادة.
استمرار الوضع وتطوره
ويقول لوكالة "صفا": "إن التحريض على الصحفيين يندرج ضمن قاعدة، حرّض أكثر تأخذ أصوات أكثر، وبطبيعة الحال هذا استمرار للوضع القائم في إسرائيل".
ويقصد شحادة بالوضع القائم على العنصرية والتحريض على كل ما هو فلسطيني عربي في الكيان الإسرائيلي، مؤكدًا أن التحريض أصبح سمة وأمرًا طبيعيًا دارجًا ومقبولاً لدى الشارع الإسرائيلي.
ويلفت إلى أن التحريض يبدأ من داخل الكنيست ضد أعضاء المشتركة، الذين طالهم أيضًا، وسيطالهم خلال فترة الدعايات الانتخابية، ولن يقتصر على الصحفيين.
إلا أن التحريض على الصحفيين يتخذه بعض أعضاء اليمين المتطرف منهجًا خلال التحضير لأي انتخابات، وخلال فترات تغطية الأحداث المهمة والمتطورة في "إسرائيل"، والمتعلقة بالصراع أيضًا.
ويؤكد أن "نتنياهو" الذي ركّزت منصات يمينه المتطرف مؤخرًا على التحريض ضد الصحفيين، يريد التأثير على البنية الإسرائيلية والناخبين، لكي يؤثر عليها، ويكسب الأصوات التي تؤهله للعودة لرئاسة الحكومة.
لكن شحادة لا يجزم بأن نتنياهو سيعود للحلبة، بالرغم من يقينه بأن حملات التحريض هذه –ضد الصحفيين- وضد أي شيء فلسطيني، لها تأثير وتؤثر ثمارها وسط الشارع اليهودي.
ويذّكر بأن "حملة نتنياهو عام 2015 الأساسية كانت قائمة على التحريض ضد فلسطينيي الداخل، إذا ما عدنا للوراء، واستذكرنا كل الأحداث آنذاك".
وعلى كل حال، فإن هذا التحريض من المتوقع أن يتصاعد خلال الأسابيع المقبلة، حسب شحادة.
تحذير من نتائجه
من جانبه، استنكر مركز "إعلام" التحريض من قبل إسرائيليين بينهم أعضاء كنيست على صحفييَن في أراضي الـ48، معتبرًا إياه استخفاف بحرية الصحافة لمكاسب انتخابية.
وقال المركز في بيان له "إن عضو الكنيست من حزب الليكود آفي ديختر والذي شغل منصب رئيس الاستخبارات الإسرائيلية حرض على الصحفية سلام مشرقي من أراضي الـ48 عندما وصلت لمبنى الكنيست قبل أيام".
وأشار إلى أن مشرقي وطاقمها، معروفون بتواجدهم الدائم في الميدان لتغطيات وصفها المركز بالمهنية والتي تعكس الواقع بكافة إشكالياته، إذ تعمل ضمن شركة إنتاج تقدّم خدمات إعلامية منها لقناة فلسطين.
وتابع البيان "سبق هذا التحريض الذي تطوّر إلى صفحات اليمين، تحريض على زميل عمل على تغطية نفس الحدث لموقع الجرمق".
وشدد على أن هذه الحالات تؤكد أن التحريض على الصحافيين الفلسطينيين في "إسرائيل" بات يشكل جزءًا من الحملات الانتخابية للنواب اليمين الذين يرتكزون بحملاتهم على التحريض الأرعن على المواطن الفلسطيني لمكاسب سياسية.
وحذر المركز من محاولات التعرّض لمشرقي أو أي صحفي أخر، في ظل نتائج لهذا التحريض لم يتخط الفلسطينيون عقباتها، كما حدث مع استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة مؤخرًا.