قال أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، إن ذكرى انطلاقة حركة الأحرار تأتي في توقيت دقيق وحساس تمر به القضية الفلسطينية، لتؤكد على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وعدم التنازل عنها في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية نحو مستنقع التطبيع، وما يجري الحديث عنه من تشكيل ناتو عربي إسرائيلي، مما يشكل خيانة للقضية الفلسطينية وللأمة العربية والإسلامية وتخلي عن ثوابتها.
وأكد بحر خلال مشاركته في اللقاء السياسي بعنوان "رغم التفريط والتطبيع وتشكيل الناتو العربي الصهيوني لا تنازل عن الثوابت الوطنية" في الذكرى السنوية الخامسة عشر لانطلاقة حركة الأحرار، أن كل هذه المؤامرات والمخططات الإجرامية ستسقط على صخرة صمود شعبنا ومقاومته الباسلة.
وأضاف أن حركة الأحرار هي حركة مقاومة فلسطينية تستمد قوتها من شرعية الجهاد والمقاومة في وجه الاحتلال، وخاصة أنها انطلقت تحت قبة البرلمان الفلسطيني في 7/7/2007م.
ونعى بحر شهيد لقمة العيش أحمد عياد الذي ارتقى إثر اعتداء جنود الاحتلال عليه، موجهاً التحية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال.
واستهجن نتائج التحقيق الأمريكي التي أعلن عنها مؤخراً، والذي يسعى لتبرئة الاحتلال من جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة ضمن سياسة الانحياز الأمريكي السافر والأعمى للاحتلال، محملاً السلطة تبعية تسليم الرصاصة القاتلة للأمريكان.
وهنأ بحر الشعب الجزائري الشقيق بذكرى انتصار الثورة الجزائرية، مقدراً الدور الجزائري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية العادلة.
وتابع، "للمرة الأولى يشهد الواقع الفلسطيني تزاوجاً حقيقياً بين الحكم والسياسة، وبين الكفاح والمقاومة، تجسد خلاله نموذج فلسطيني مقاوم لا يخضع لسطوة الضغوط وأساليب الترغيب والترهيب الدولية، ويعتمد على قواه وإمكانياته وموارده الذاتية لحماية قراره الوطني المستقل، وحفظ الحقوق والثوابت الفلسطينية من العبث والتدخل الخارجي".
وبين أن قطاع غزة عاش حراً متجرداً من تأثيرات الضغط الخارجي والمال السياسي المسموم، وقدم نموذجاً وطنياً متميزاً جديراً بالثقة والاحترام يقوم على مفاهيم الشراكة واحترام كل قوى ومكونات شعبنا الفلسطيني، ومحاربة مفاهيم الإقصاء والأثرة الحزبية، ويضع مصلحة الشعب والوطن والقضية أولًا وأخيراً، وهو ما شكل عنصر تقوية وتعزيز لشعبنا الفلسطيني وجبهته الداخلية وقضيته الوطنية.
وأشار بحر إلى أن المقاومة الفلسطينية انتصرت في حروبها مع الاحتلال، وكان لانتصارها الأخير في معركة سيف القدس أثراً فاعلاً وكابحاً قوياً للمشروع الصهيوني الذي رسم خططه للقضاء على المقاومة في غزة، ومن ثم القضاء على كل مقومات القوة والمقاومة في الأمة العربية والسيطرة على مقدراتها.
ولفت إلى أن شعبنا الفلسطيني يسطر اليوم ملحمة تاريخية ومعركة عزّ وشموخ بدماء شبابه ونسائه وشيوخه وأطفاله، ويضع القدس والمسجد الأقصى على رأس أولوياته الوطنية، ويعمل على تحشيد كل الطاقات الجماهيرية في مسارات الكفاح الوطني لدحر الهجمة الشرسة عن القدس.
وأردف بحر أننا نعيش اليوم تجليات وإرهاصات مرحلة ما قبل التحرير والعودة بإذن الله، فالكيان الإسرائيلي الذي مارس التهجير والاقتلاع وامتهن العدوان على القدس والأقصى والمقدسات على مدار عقود، ها هو يضطرب وينكمش اليوم وبداخله هاجس الرعب من ضربات المقاومة، فيتحرك يميناً ويساراً للضغط على الوسطاء، ويطلق التهديدات الجوفاء التي لا تعبر إلا عن ضعفه وعجزه وإفلاسه الاستراتيجي.
وأكد أن الاحتلال يتخبط في كل الاتجاهات وتسقط حكوماته واحدة تلو الأخرى، وستسقط حكومة يائير لابيد كما سقطت حكومة نفتالي بينيت، وسيسقط الحلف العسكري الذي أبرمه الاحتلال مع بعض المطبعين العرب برعاية أمريكية، والذي يجري التحضير لإعلانه المشؤوم إبان زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، وسيبوء المطبعين بالخسران، ولن يبقى سوى لواء الحق وراية المقاومة عالية.