استغرب النيابة الفلسطينية العامة، الاثنين، الرواية الأمريكية بشأن التحقيق في استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وأكد النيابة في بيان وصل وكالة "صفا" نسخة منه: عدم صحة ما صرح به الجانب الأمريكي بشأن نتائج الفحص الفني من وجود أضرار بالغة في المقذوف الناري حالت دون التوصل إلى نتيجة واضحة بشأنه.
وذكرت أن "النتائج التي توصلت لها في القضية والتي سبق وأن تم الإعلان عنها بُنيت على مجموعة من الأدلة والبينات الدامغة والتي تضمنت تقارير فنية ومعاينات وإفادات شهود العيان؛ حسمت بشكل قاطع أن اغتيال أبو عاقلة كان باستهداف مباشر من أحد أفراد قوة جيش الاحتلال المتمركزة بالمكان، وأثبتت بالوجه القاطع أن وقت ومكان وقوع الجريمة لم يكن هناك أي مظاهر أو مواجهات مسلحة".
وأفادت النيابة أن البينات تضمنت التقارير الفنية المتعلقة بالمقذوف الناري المستخرج من رأس الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والتي بينت أن المقذوف من عيار 5.56 خارق للدروع وأطلق من مسافة 170 إلى 180 مترا بمسار إطلاق يتوافق ومكان تمركز قوة جيش الاحتلال.
وأكدت أنها قامت بتحقيقاتها بشكل مستقل وأطلعت الجانب الأمريكي على فحوى النتائج التي تم التوصل إليها كون الشهيدة تحمل الجنسية الأمريكية.
ولفتت النيابة إلى أن الجانب الأمريكي قام بإجراء تحقيق منفصل منذ وقوع الجريمة وبهدف استكمال تحقيقاتهم تم تسليمهم المقذوف الناري لمدة 24 ساعة لإجراء الفحص الفني اللازم من قبل خبراء أمريكيين تم إحضارهم لهذه الغاية؛ وذلك بناء على طلب رسمي قدم من الإدارة الأمريكية وتمت الموافقة عليه من الجهات الفلسطينية المختصة.
واستغربت "ما ورد في البيان الأمريكي اليوم كون أن التقارير الفنية الموجودة لدينا تؤكد أن الحالة التي عليها المقذوف الناري قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم، هذا الى جانب أن استهداف أبو عاقلة ووفقاً للأدلة والبينات القاطعة كان بشكلٍ متعمد".
وقال بيان النيابة:" من غير المقبول ما ورد من تصريح الجانب الأمريكي بعدم وجود أسباب تشير أن الاستهداف كان متعمداً".
وذكر أن "الأمريكيين كانوا على اطلاع بمجمل تحقيقات النيابة العامة التي أكدت مسألة التعمد في القتل سواء بما هو موثق بتسجيلات الفيديو أو من خلال شهود العيان أو مسار ومسافة وارتفاعات إطلاق النار أو من خلال استهداف من حاول إسعاف الشهيدة، وفق ما تم تفصيله في إعلان نتائج تحقيقاتنا في المؤتمر الصحفي".
وأضاف البيان أن "الجهة المختصة بإجراء التحقيق قانونا هي النيابة العامة الفلسطينية وأي نتائج تحقيقات تجريها أي جهات أخرى غير ملزمة لنا قانوناً، واستناداً إلى التحقيقات فان إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تعمد اغتيال أبو عاقلة".
وأشارت النيابة إلى أنها ستعمل على استكمال إجراءاتها القانونية لملاحقة "إسرائيل" أمام المحاكم الدولية.
وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت في بيان مساء الاثنين، أنها لم تتمكن من التوصل إلى "نتيجة نهائية فيما يتعلق بأصل الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة".
وأضافت، "قرر خبراء المقذوفات أن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة، مما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة".
لكنها ذكرت أن تلخيص كلا التحقيقين اللذين أجرتهما "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، جعل مجلس الأمن الأمريكي يخلُص إلى أن إطلاق النار من مواقع الجيش الإسرائيلي "كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل أبو عاقلة"، لافتة إلى أنها لم تجد "أي سبب للاعتقاد بأن هذا كان متعمدًا".
وتسلمت الولايات المتحدة، السبت، الرصاصة التي أدت إلى استشهاد الصحفية أبو عاقلة، من السلطة الفلسطينية بغرض إجراء تحقيق بشأن الجهة التي تسببت في استشهادها.