اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، صباح الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات مقدسية متواصلة للاعتكاف في العشر الأوائل من ذي الحجة.
وأفاد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر كسواني لوكالة "صفا" بأن 114 متطرفًا اقتحموا المسجد المبارك على عدة مجموعات متتالية، ونظموا جولات استفزازية بدءًا من باب المغاربة ووصولًا لمنطقة ما بين المصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وانتهاءً بخروجهم من باب السلسلة.
وأوضح أن المستوطنين تلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا وصلوات تلمودية في باحاته وعند الخروج من باب السلسلة.
وأضاف أن الأوقاف كثفت عدد حراس الأقصى في منطقة ومصلى باب الرحمة، وحذرنا الاحتلال من مغبة إقدام المستوطنين على انتهاك حرمة المصلى، وأداء الطقوس التلمودية فيه اليوم، وحملناه مسؤولية أي ردات فعل فلسطينية على ذلك.
ووصف الكسواني هذه الاقتحامات بأنها "شاذة تتم بقوة الاحتلال والسلاح"، ولن تعطى أي شرعية للاحتلال.
وأشار إلى وجود تشديدات إسرائيلية على المصلين الوافدين للمسجد الأقصى، وحجز لهوياتهم عند البوابات الخارجية، بالإضافة إلى تشديدات على المصلين والحراس داخل المسجد أثناء اقتحامات المتطرفين، بهدف توفير الحماية لهؤلاء.
وأكد أن إجراءات الاحتلال وتضييقاتها على المرابطين والحراس لن تثنينا عن الرباط والتواجد داخل الأقصى، والقيام بواجبنا تجاهه.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية للاعتكاف في المسجد الأقصى، في العشر الأوائل من ذي الحجة، تصديًا لمخططات التهويد الاستيطانية، والتي يحاول الاحتلال فرضها على المقدسات الإسلامية.
وبدأ مئات المواطنين بالاعتكاف في المسجد الأقصى، ونظموا حلقات لتلاوة القرآن الكريم، إلى جانب صلاة قيام الليل في ثالث ليالي الاعتكاف.
وفي سياق متصل، انطلقت مبادرة شبابية مقدسية لتسيير الحافلات إلى المسجد الأقصى بدلًا من المركبات الخاصة خلال عيد الأضحى لتسهيل حركة المصلين.
ودعت المبادرة إلى إخراج حافلات وباصات من كل منطقة، تنطلق في وقت محدد لنقل المصلين وعائلاتهم إلى المسجد الأقصى وتحديد وقت لرجوعهم، بسبب عدم وجود عدد كافٍ من مواقف السيارات والبنية التحتية لاستقبال عشرات آلاف المصلين والسيارات، ما يؤدي لعدم تمكن وصول العديد منهم للأقصى.
والجمعة، حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة من الدعوات التحريضية الصادرة عن الجماعات اليهودية المتطرفة الداعية للدخول من مصلى باب الرحمة، وأداء الطقوس التلمودية فيه ابتداءً من اليوم، ومطالبتهم أيضًا بقيام دائرة الأثار الإسرائيلية بترميم الحائط الجنوبي للأقصى من الداخل.
وطالب بضرورة وقف هذه الدعوات ولجمها، ووقف جميع ما يحصل من انتهاكات ومحاولة لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك ومحيطه قبل عام 1967.
وأشار إلى أن الانجرار وراء هذه الدعوات التحريضية المتطرفة سيجر المنطقة الى حرب دينية لا تحمد عقباها، وتتحمل "إسرائيل" نتائجها، وإن أهل القدس وفلسطين والمسلمين جميعًا لن يتوانوا في الدفاع عن مسجدهم.