كشف تقرير لمجموعة "أوروبيون لأجل القدس" عن 4 مؤشرات تدلل على تصاعد خطر التهويد في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس خلال شهر يونيو/ حزيران المنصرم.
وحسب التقرير الشهري الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية بالمدينة المقدسة، حاولت جماعات المعبد اليمينية مطلع يونيو تكريس أداء الطقوس والصلوات التلمودية في المسجد الأقصى بهدف تحويلها إلى مكتسبات دائمة، عبر 4 وسائل.
وأوضح أن هذه الوسائل تمثلت في تكرار ما يسمى "السجود الملحمي" في باحات الأقصى، وأداء للصلوات العلنية الجماعية بصوت عالٍ، وترديد التراتيل الدينية والأناشيد القومية بصوت مرتفع في الأقصى، واقتحام المسجد بالملابس البيضاء حصراً، وهي ملابس التوبة التي ينبغي على "كهنة المعبد" أن يرتدوها ما داموا في خدمة "المعبد" وفق التعاليم الدينية لهذه الجماعات، وأخيرًا تكريس البائكة الغربية لقبة الصخرة بعدّها نقطة صلاة ثابتة إلى جانب الساحة الشرقية.
وحذرت أوروبيون لأجل القدس أن هذه الممارسات الأربع تسعى لتكريس التعامل مع المسجد الأقصى بعدّه معبداً قائماً، وذلك بإحياء كل خصوصيات المعبد التي اندثرت باندثاره وفق الرواية الدينية، وهو خطر يتجاوز التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بالقفز إلى الصراع على طبيعة الأقصى وهويته.
ووفق التقرير فإن القوات الإسرائيلية اقترفت (772) انتهاكًا خلال شهر يونيو، موزعة على (16) نمطا من انتهاكات حقوق الإنسان.
وجاء في مقدمة هذه الانتهاكات الاقتحامات والمداهمات بنسبة 29.5 % يليها الاعتقالات 22.4 %، وغالبية هذه الانتهاكات مركبة.
ورصد التقرير خلال هذا الشهر (50) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء القدس المحتلة، أدت إلى إصابة 68 مواطنًا، بالرصاص وقنابل الغاز، فضلا عن تعرض أكثر من 77 آخرين للضرب والتنكيل المباشر.
ووثق تنفيذ قوات الاحتلال (228) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس، اعتقلت خلالها 173 منهم 35 من الأطفال والنساء، واستدعت 29 آخرين وفرضت الحبس المنزلي على 21 مواطنًا.
ورصد فريق "أوربيون لأجل القدس" تنفيذ قوات الاحتلال (32) عملية هدم، أسفرت عن تدمير 6 منازل أحدها ذاتيا، ما أدى إلى تشريد 20 مواطنًا، منهم نساء وأطفال. كما وزعت ما لا يقل عن 10 إخطارات بالهدم والإخلاء.
وخلال الشهر ذاته، أعطت المحكمة العليا الإسرائيلية الضوء الأخضر لجمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية للاستيلاء على ممتلكات لبطريركية الروم الأرثوذكس في شرقي القدس. ويتيح القرار، للجمعية الاستيطانية الاستيلاء على فندقَي "إمبريال" و"بترا" في ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل بالبلدة القديمة ومبنى "المعظمية" في البلدة.
كما صادرت قوات الاحتلال جرافة ومعدات بناء في القدس.
ووفق التقرير؛ خلال يونيو استمرت قوات الاحتلال في تكريس الاستيطان والتهويد من 6 قرارات تشمل بناء 820 وحدة استيطانية جديدة كجزء من مخطط البناء في منطقتين جنوب البلدة القديمة، ومخطط استيطاني يهدف لإقامة "حديقة وطنية" على مساحة تبلغ حوالي (مليون دونم) بين القدس والبحر الميت، ومخطط جديد يفصل "حَيّ المصرارة" عن "باب العامود" و"باقي أحياء القدس"، وتنفيذ أعمال في "مئذنة قلعة داوود"، بمنطقة باب الخليل في القدس القديمة، بهدف تهويد وتزوير الحقائق التاريخية.
ورصد التقرير 27 اعتداءً من قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، وإغلاق أبواب المسجد والبلدة القديمة مرتين، فيما شارك خلال هذا الشهر، 4492 مستوطنًا في اقتحام المسجد الأقصى، الذي تكرر على مدار 22 يومًا.
وخلال هذا الشهر، برزت -وفق التقرير- إجراءات إسرائيلية خطيرة في المسجد الأقصى تؤشر لسياسة التهويد وفرض امر واقع، من ذلك عملية التسوية في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، حيث تعمل سلطات الاحتلال على تهيئتها وتجهيزها فيما يبدو لتصبح ملائمةً للصلاة وهناك خطر أن تتحول هذه التسوية فجأةً إلى كنيسٍ داخل المسجد الأقصى مقابل المصلى المرواني وبمحاذاته تماماً من الجهة المقابلة.
كما برز شبح التهويد عبر الحفريات في منطقة السور الجنوبي للمسجد الأقصى، وكذلك منطقة القصور الأموية، وتسجيل الأراضي الواقعة ضمن مخطط "الحديقة القومية" حول أسوار البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى، بأسماء يهود.
واستمرّت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسية الإبعاد عن المسجد الأقصى أو مدينة القدس، وخلال هذا الشهر أصدرت (22) قرارا بالإبعاد، عن المسجد الأقصى وأحياء القدس.
وواصل المستوطنون تنفيذ اعتداءات بحق المواطنين في القدس المحتلة وخلال هذا الشهر وثق "أوروبيون لأجل القدس" (18) اعتداء نفذها المستوطنون، يضاف لذلك 22 عملية اقتحام نفذها المستوطنون للمسجد الأقصى.
كما رصد التقرير، 71 حاجزًا ثابتا وفجائيا، و7عمليات إغلاق لشوارع، وقرار منع سفر و4 اعتداءات للحريات وقمع للصحفيين.