المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن استمرار العنف الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين يأتي بسبب غياب مساءلة "إسرائيل".
وشدد منصور على أن غياب المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها "إسرائيل" يشجعها على ارتكاب المزيد في ظل افلاتها من العقاب.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تدهور الوضع في فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأوضح منصور في رسائله، أن هذا العنف يُرتكب بشكل متواصل ومنهجي بدعم كامل من حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية في انتهاك جسيم للقانون الدولي، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334، الذي دعا إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما يشمل أعمال الإرهاب.
وأشار إلى استشهاد المزيد من المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الشباب، على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين.
ودعا منصور إلى محاسبة مرتكبي كل هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
ولفت إلى تزايد حالات عنف وإرهاب المستوطنين والذين أصبحوا أكثر عدوانية وتطرفا، نتيجة لدعم قوات الاحتلال لهم، وقناعتهم بأنهم لن يعاقبوا أبدا على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني.
وتطرق إلى عدد من أعمال الاستفزاز والتحريض والعنف التي نفذها في الفترة الأخيرة، من ضمنها اقتحام عشرات المتطرفين الذين تحميهم قوات الاحتلال مرة أخرى المسجد الأقصى وأداء الشعائر الدينية، وقيام مستوطنون إسرائيليون بإرهاب مجموعة من الأطفال الفلسطينيين في مخيم صيفي بالخليل.
وأكد أن هذا الاستخدام المستمر للقوة والعنف والإرهاب يهدف إلى خلق بيئة قسرية لتسهيل الاستيلاء على المزيد من الأراضي، بدون سكانها الفلسطينيين الأصليين، لتمكين "إسرائيل" من مواصلة خططها الاستيطانية والضم غير القانوني دون عوائق.
وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن، بالتصرف بمسؤولية وجدية لتطبيق القانون الدولي، والذي يتم انتهاكه بشكل خطير من قبل الاحتلال، وذلك من أجل وضع حد للإفلات الوقح والمدمر من العقاب.
وقال إن مثل هذا العمل الجماعي مع التدابير الملموسة للمساءلة، يمكن من خلالها أن يتم حماية أرواح المدنيين الأبرياء، وأن يضع كذلك حدًا للاحتلال الاستعماري الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، بما في ذلك الحصار اللاإنساني لقطاع غزة منذ 15 عامًا.