تستضيف العاصمة البحرينية المنامة يوم الإثنين، "قمة النقب" الثانية، بمشاركة وزراء الخارجية لكلٍ من "إسرائيل" وأمريكا والمغرب والإمارات ومصر، فيما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأحد الماضي، عن لقاءٍ سري جمع بين ممثلين من المملكة العربية السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين و"إسرائيل" في شرم الشيخ المصرية.
ويرى كتاب ومحللون مختصون بالعلاقات الدولية أن هذه اللقاءات السرية والعلنية التي تجمع قيادات ومسؤولين إسرائيليين وأمريكيين بأنظمة التطبيع العربي، تأتي كمحاولة لإعادة ترتيب المنطقة من جديد في ظل تغيرات إقليمية ودولية متسارعة مردها انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة واحتمالية نشوب مواجهات عسكرية واقتصادية مع الصين وروسيا، فضلا عن انشغال أوروبا بالحرب الروسية الأوكرانية.
ويقول هؤلاء المختصون خلال أحاديث منفصلة لـ "صفا"، إن الحلف الذي تسعى له "إسرائيل" والولايات المتحدة سيكون له ارتدادات سلبية خطيرة على القضية الفلسطينية والإقليم، من حيث محاولة دمج وتسيد "إسرائيل" للمنطقة من جهة، وتهميش وتصفية القضية من جهة أخرى عن طريق ضرب ومحاصرة أي طرف يسعى لدعم حقوق الفلسطينيين.
المحلل السياسي المتخصص في قضايا الأمن القومي إبراهيم حبيب، يقول لـ "صفا"، إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تأمين الكيان الإسرائيلي بعد انتهاء دوره الوظيفي بعد انسحابها من المنطقة، "لذلك تلجا الإدارة الأمريكية الحالية لإعادة التموضع من جديد من خلال إنشاء حلف عربي سني إسرائيلي لمواجهة محور المقاومة، وهذا ينبئ بالتحضير لحرب في الإقليم".
أثر الحلف على قضيتنا
ويوضح حبيب، أن هذا الحلف يتجاوز القضية الفلسطينية التي أصبحت غير ذات أولوية بالنسبة لهذه الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي وتسمح بالهجوم على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وعلى المستوى الاستراتيجي، فإن القضية الفلسطينية في تراجع مستمر وتفقد بعدها العربي بشكل كبير خاصة على مستوى الأنظمة بعد أن كانت تتقرب من فلسطين والقضية الفلسطينية.
أما على المستوى السياسي، فسنشهد حصارًا سياسيا لكل المكونات الفلسطينية بما فيها السلطة الفلسطينية، وعسكريا ستصبح المقاومة أكثر استهدافا من ذي قبل من هذه الأنظمة، وسيعاني الاقتصاد الفلسطيني أكثر من خلال تجفيف الدعم، إلا إذا اندلعت حرب في المنطقة وأحسنا استثمارها، كما يقول حبيب.
الخبير والمحاضر السابق في العلاقات الدولية خالد عمايرة، يشير إلى أن هذه المحاولات لتشكيل هذا المحور وهذا الحلف تدعمه إدارة بايدن، واللوبي الصهيوني ويتلاقى مع طموحات ومصالح بعض أمراء وملوك ورؤساء هذه الأنظمة العربية.
ويلفت عمايرة على أن الهدف الأساسي لهذا الحلف سيكون تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تغلغل التطبيع بأشكاله عبر الأنظمة للشعوب، وفي النهاية سيتم الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على القدس والمسجد الأقصى كتمهيد للسيطرة على كل فلسطين.
وكانت "إسرائيل" استضافت ذات القمة أواخر مارس الماضي، فيما لقيت تنديدًا فلسطينيًا وعربيًا شعبيًا واسعًا.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية، فسيحاول الوزراء الحاضرون استعراض شكل رسمي للقمة، بأن تتحول إلى هيئة دائمة ومستمرة.
وسيمثل "إسرائيل" الوكيل العام لوزارة الخارجية آلون أوشفيز ونائب المدير العام لقسم الشرق الأوسط بالوزارة "عودد يوسف".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الهدف هو تحويل اجتماع وزراء خارجية الدول الست إلى حدث سنوي ينعقد في كل مرة ببلد مختلف، وأن تصبح اجتماعات مديري وزارات خارجية هذه الدول حدثا روتينيا.
وسيناقش الوزراء الحاضرون مواضيع من الغذاء والمياه وحتى السياحة والزراعة.
وبحسب التقرير فإن دعوة الأردن لاستضافة المنتدى القادم لا زالت ذات صلة، لكن في اللجنة التوجيهية سيشارك فقط وكلاء الدول التي شاركت في قمة النقب.