تسابق سلطات الاحتلال الإسرائيلي الزمن عبر ما يسمى "قانون التسوية" التهويدي الذي أقرته قبل سنوات، لوضع يدها على أراضٍ ملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، واعتبارها "أراضي دولة"؛ لتسهيل أعمال الحفريات تحت أساسات المسجد.
وفي مارس/ آذار 2018، أصدرت "إسرائيل" قانون "التسوية" والذي يعني تسوية الأراضي بالقدس ليخدم المخططات الاستيطانية وهيمنة الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين على أراضي المقدسيين.
وبدأ الاحتلال فعلياً قبل عام 2020 بالسيطرة على أراضٍ في أحياء مقدسية يزعم الاحتلال وجود أملاك يهودية فيها.
لكن أخطر خطوة بدأتها سلطات الاحتلال قبل أيام، وهي تطبيق التسوية على الأرض الملاصقة للمسجد الأقصى من الناحية الجنوبية وهي منطقة القصور الأموية، وفق الباحث المقدسي فخري أبو دياب.
ويقول أبو دياب لوكالة "صفا": إن سلطات الاحتلال شرعت في 23 يونيو الجاري، بفرض التسوية على 17 دونمًا من المنطقة التي تحوي القصور الأموية.
ويضيف أن الاحتلال بهذا الإجراء ينزع هذه الأراضي عن تبعية دائرة الأوقاف الأردنية ويسحب صفة الوقفية عنها، أي اعتبارها أراضي دولة تابعة لـ"إسرائيل".
ويوضح أبو دياب أن الاحتلال يقطع الطريق على دائرة الأوقاف والوصاية الأردنية، لعدم اتخاذ أي إجراء قانوني أو ضغط تمارسه الأردن عليها لتستمر بحفرياتها وأعمال التجريف وطمس المعالم فيها.
ويشير إلى أن ما يسمى بسلطة الآثار التابعة لسلطات الاحتلال بدأت في الآونة الأخيرة بأوسع حفريات ملاصقة للمسجد الأقصى بمنطقة القصور الأموية.
ويحذر الباحث المقدسي من أن هذه الحفريات سيكون لها آثار ونتائج تدميرية لأسوار وأساسات المسجد الأقصى.
ويتابع، "أيضا سيتم تسوية 237 دونمًا من أراضي حي الثوري جنوب الأقصى لذات الهدف".
ويؤكد أبو دياب أن "هذه الأعمال التهويدية تستهدف أساسات المسجد مما قد يؤدي إلى انهياره أو انهيار جزء منه".
وفي 2 أبريل/ نيسان الماضي، كشفت وكالة "صفا" عن نفق وحفريات جديدة تُجريها جمعية "إلعاد" الاستيطانية بسرية تامة، على بعد 130 مترًا من السور الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.
وتُدخل قوات الاحتلال العمال والآليات داخل فتحة النفق، الملاصق تمامًا لمجمع مياه "عين العذراء" التي حفرها الكنعانيون، وصولًا لمجمع عين سلوان تحت الأرض بطول 533 مترًا.
واستولت جمعية "إلعاد" على تلك العين منذ سنوات، وأغلقتها ومنعت الدخول إليها، وأقامت عليها مركزًا ضخمًا محكم الإغلاق، تحت حراسة ورقابة أمنية مشددة، رُغم أنها وقف إسلامي تابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس حذّر، يوم الخميس الماضي، من الحفريات والأعمال "المريبة والغامضة" التي تنفذها سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية "العاد" الاستيطانية منذ فترة في محيط المسجد الأقصى المبارك خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح المجلس، في بيان، أنه يرصد منذ فترة قيام مجموعة من العمال وباستخدام الجرافات وآلات الحفر الكبيرة بالعمل بعجلة مريبة في ساحة حائط البراق وفي منطقة القصور الأموية في المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى المبارك.
وفي ذات السياق، حذرت فصائل فلسطينية من الأعمال التهويدية التي تجريها سلطات الاحتلال في محيط الأقصى.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الخميس الماضي إنّ "ما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات متواصلة في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية، يُعدّ تهديداً مباشراً لأساسات وجدران المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة لطمس معالم مدينة القدس الإسلامية والتاريخية".