بدموع الشوق والحنين لزيارة البيت الحرام يودع المواطن جهاد عجور زوجته التي تسافر في أول دفعة حج للديار الحجازية، بعد عدم مقدرته على مرافقتها لارتفاع أسعار الحج لهذا العام وعدم قدرته على تغطية المبلغ كاملًا.
شعور بحسرة كبيرة تحيط بالمواطن عجور (52 عامًا) على ضياع فرصته هذا العام، بعد محاولات عدة على مدار 10 أعوام لخروج اسمه في قرعة الحج، لكن الوضع الاقتصادي الصعب حال دون ذلك.
ويقول عجور لوكالة "صفا"، "سجلت أنا وزوجتي قبل أعوام وخرجت أسماؤنا هذا الموسم، لكن لما أستطع توفير المبلغ لكلينا، فسافرت زوجتي اليوم دونًا عني، لأن السعر تضاعف عن الأعوام الماضية".
ويلفت إلى أنه لم يتوقع صعود وغلاء الأسعار بهذا الشكل، "فعندما سجلنا قبل أعوام أبلغونا بأن الرسوم 2500 دينار أردني لنتفاجأ بارتفاع الرسوم عند الدفع لهذا الموسم لتصل لـ 3470 دينار أردني".
ويأمل المواطن عجور بقدرته على توفير المبلغ خلال الأيام القادمة، ليتمكن من السفر في موسم الحج القادم بعد تقديمه طلبًا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بتأجيل رحلته للديار الحجازية.
من جانبها تعبر المواطنة إيمان سعد عن خيبة أملها بعد عدم تمكنها من دفع باقي مبلغ رسوم الحج لهذا العام، لارتباطها بأولويات معيشية أخرى، وفق تعبيرها.
"ارتفاع رسوم الحج لهذا الموسم هو السبب الرئيسي في عدم تمكني من السفر مع الدفعة الأولى، وزواج نجلي المقرر بعد شهر من الآن حال دون ذلك"، تقول المواطنة أسعد لوكالة "صفا".
وتشير إلى أنها أُجبرت على زواج نجلها بدلًا من ذهابها هذا العام للحج، بعد تقدمها بطلب التأجيل للوزارة، "حتى أتمكن من توفير المبلغ المرتفع التي لم نتوقع أن يكون بهذا القدر".
وتلفت المواطنة أسعد إلى أنها سجلت للحج منذ أكثر من 10 أعوام، "وكنت أحلم يوميًا بزيارة النبي محمد، والكعبة المشرفة، لكن الوضع الاقتصادي الصعب بدد أحلامي وتراكم أولويات الحياة خاصة في غزة أمر مرهق".
الشاب خالد عبيد (39 عامًا) يقول لوكالة "صفا"، "إنه سجل للحج منذ نحو 10 أعوام، لكن اسمه خرج في قرعة الحج هذا العام، مع زيادة كبيرة في رسومه".
ويتابع "أجلنا السفر هذا العام على أمل قدرة توفير المبلغ العام القادم، وكنا نحلم بالسفر هذا العام لكن أقدار الله والوضع الاقتصادي الصعب حال دون ذلك".
ويشعر الشاب عبيد بالحسرة على عدم مقدرته على السفر، والشوق الكبير لزيارة البيت الحرام والمدينة المنورة، ضمن قوافل الحجاج حول العالم.
ويلفت إلى أنه كان من المقرر خروجه مع أخته وعمه للحج هذا العام، "لكننا لم نتمكن من ذلك لارتفاع السعر بشكل كبير، وعدم مقدرتنا على توفير الدفعات بشكل كامل".
بدوره يقول رئيس قسم الإعلام بوزارة الأوقاف والشئون الدينية بغزة إكرامي المدلل، إن الوزارة منحت فرص عديدة لمن لم يستطيع تسديد المبلغ على مراحل.
ويتابع المدلل في حديثه لوكالة "صفا"، أن الوزارة قبلت تأجيل كل من طلب ذلك قبل الإعلان عن دفع الدفعة الأولى وأثناء دفعها، عدا عن قبول طلبات التأجيل المقدمة بعد الإعلان عن دفع الدفعة الثانية".
ويقول "من لم يتقدم بطلب تأجيل بعد انتهاء توقيت دفع الدفعة الثانية سقط حقه من رحلة الحج للموسم القادم، وسيدخل اسمه للقرعة كما الأسماء الجديدة".
ويلفت المدلل إلى وجود نحو 200 طلب مؤجل بسبب الظروف المالية وعدم مقدرة المواطنين على دفع الرسوم كاملة للسفر مع دفعة الموسم الحالي.
ويعزو مسؤولون في وزارة الأوقاف بغزة ارتفاع رسوم الحج لهذا العام لزيادة الرسوم في مخيمي عرفات ومنى وكذلك عوائد مؤسسة الزمامة والطوافة.
وارتفعت رسوم هذا البند في موسم الحج بشكل كبير، حيث كانت في الماضي تقدر بنحو 300 دينار، بينما الموسم الحالي ارتفعت لتصل 1028 دينارًا، وفق المسؤولين.
وبدأ صباح يوم الثلاثاء أولى قوافل الحجاج مغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح متوجهة إلى الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج لهذا العام 1443هـ/ 2022م.
وسيكون سفر حجاج غزة على مدار يومين، بمعدل ثلاث رحلات بعدد 736 حاجًا، وغدًا بمعدل رحلتين بعدد حجاج 596 على أن يكون الطيران بشكل متتالي بفارق ساعة بين كل رحلة والأخرى.
ويبلغ عدد حجاج فلسطين الذين سيتوجهون للديار الحجازية لأداء فريضة الحج بلغ 2900 حاجًا موزعين على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبلغت نسبة الحجاج لهذا العام بلغت 45%، بناء على قرار من السعودية نظرًا لجائحة كورونا، حيث أقرت السعودية أن بتوجه مليون حاج لهذا العام منهم 15% من داخل السعودية.