تعزز اللقاءات المكثفة التي يجريها القيادي بحركة فتح حسين الشيخ مع المسؤولين الدوليين منذ تعيينه أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التكهنات بشأن ما يتردد سياسيًا وإعلاميًا حول تهيئته لخلافة الرئيس محمود عباس.
وفي 26 مايو المنصرم، أصدر عباس (87 عامًا) قرارًا بتكليف الشيخ بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اعتبارًا من تاريخه، فيما انتقدت فصائل في المنظمة طريقة التعيين، وقالت إنها غير قانونية.
وما زاد من أهمية تكهنات خلافة الشيخ لعباس، الأنباء التي نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر مطلعة في 4 يونيو/ حزيران بأن عباس أوكل بعض "المهام الجوهرية" للشيخ بسبب "ظروف صحية" يمرّ بها الرئيس، وهو ما نفاه الشيخ.
وأشار رصدٌ أعدته وكالة "صفا" إلى زيادة ملحوظة في لقاءات الشيخ مع مسؤولين دوليين بالأسبوعين الأخيرين، والتي بلغت 10 لقاءات وجاءت كالتالي:
30 مايو
- حسين الشيخ يلتقي مع ممثلة مملكة النرويج لدى فلسطين تورون فيزتي والقنصل السويدي العام يوليوس ليليستروم في مدينة رام الله ويبحث معهم المستجدات السياسية والتطورات.
31 مايو
- حسين الشيخ يلتقي القنصل الفرنسي العام في القدس رينيه تروكاز والوفد المرافق له ويبحث معه آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
- حسين الشيخ يجتمع مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ويبحث معه مستجدات القضية الفلسطينية.
8 يونيو
- حسين الشيخ يلتقي مع ممثل سنغافورة لدى السلطة الفلسطينية هوازي بن ديبي.
- حسين الشيخ يلتقي مع الممثل الإيرلندي دون سيكستون.
9 يونيو
- حسين الشيخ يلتقي مع المبعوث الأمريكي هادي عمرو.
12 يونيو
- حسين الشيخ يلتقي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف ومساعدها هادي عمرو
- حسين الشيخ يلتقي رئيسة قسم الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا في وزارة الخارجية السويسرية مايا تيسافي.
- حسين الشيخ يلتقي مع السفير التونسي لدى فلسطين الحبيب بن فرح
14 يونيو
- حسين الشيخ يلتقي وفد رفيع المستوى من الخارجية الفرنسية برئاسة مدير إدارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان والفرنكوفونية في الخارجية الفرنسية فابيان بينون.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس دستوريًا في الـ15 يناير 2009 وما تلاه من محطات مفصلية، والسؤال الشاغل للكثير من المحللين والمراقبين هو الكيفية التي سيتم بها تجديد شرعية الرئاسة.
ويبدو هذا السؤال أكثر وجاهة مع تقدم عباس بالعمر واعتلال صحته دون وجود رؤية واضحة حول آلية اختيار خليفة له في حال وفاته أو فقدان الأهلية، وفي ظل الفوضى الدستورية الناتجة عن حل المجلس التشريعي وتعطيل الانتخابات.
وفي المطبخ السياسي تشير الدلائل إلى أن منصب الرئيس قد حسم لصالح وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ الذي جرى في السنوات الأخيرة تصعيده بشكل لافت في المناصب القيادية، وصولاً إلى منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ولم يبق أمامه سوى شغور منصب الرئيس.
وبتولي الشيخ لمنصب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، يكون تلقائيًا رئيسًا للسلطة لكون المنظمة هي التي أسست السلطة بقرار اتخذه المجلس المركزي.
لكن وفق القانون الأساسي للسلطة؛ يتولى رئيس المجلس التشريعي منصب الرئيس لفترة انتقالية مدتها 60 يومًا تجرى خلالها انتخابات رئاسية، لكن الرئيس استبق ذلك بحل المجلس.
وقال مختصون إن دستورية وشرعية الإجراءات تم تجاوزها بشأن خلافة الرئيس عباس، وكل السيناريوهات باتت ممكنة بعد أن تم كسر القاعدة الدستورية.