"قرانا الباقية فينا".. مشروع بالداخل يُميت مقولة "بن غوريون"

الداخل المحتل - خاص صفا

تموت مقولة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي السابق ديفيد بن غوريون معه يومًا بعد يوم، فحينما قال "الكبار يموتون والصغار ينسون"، بدا و"كأنه نسي" أداة النفي قبل الفعل "ينسون"، ليأتي أطفال القرى الفلسطينية المهُجرة عام 1948، ويثبتونها.

ويتسارع مئات الأطفال المهّجرين بأراضي الـ 48 إلى القرى المهجرة فيها، ليستمعوا إلى قصص أجدادهم قبل النكبة، ضمن مشروع "قرانا الباقية فينا"، متشوقين في كل مرة لأن يبدأ الحكواتي بـ "كان يا مكان في قديم الزمان".

وانطلق المشروع بأراضي الداخل المحتل، وهو مشرع وطني نضالي بحت يشمل سلسلة قصص وفعاليات وطنية اجتماعية، لتعريف الأطفال بالقرى المهجرة وربطهم عواطفهم بها.

ويأتي مشروع "قرانا الباقية فينا" استكمالًا لمشروع "هويتنا وكياننا"، الذي يقوم عليه مركز الطفولة بالناصرة.

وتقوم على المشروع مركزّته الحكواتية المعروفة سمر أبو الهيجا، والتي تقص العديد من القصص القصيرة من السلسلة القصصية "قرانا الباقية فينا" للكاتبة ومديرة مركز الطفولة نبيلة اسبنيولي.

تثبيت القضية واستكمال المسيرة

وتقول أبو الهيجا لوكالة "صفا" "إن "قرانا الباقية فينا" يهدف لتثبيت وربط الأطفال الفلسطينيين بقضيتهم عامة، ولكن بالقرى المهجرة خاصة".

وتضيف "أن فكرة المشروع بدأت في عام 2017 وهي تستمر وتحيا حتى اليوم".

وجاءت فكرة المشروع لدى الكاتبة اسبنيولي حينما كانت في إحدى الأيام بنزهة مع أطفال عائلتها، ومرت مركبتهم من جانب شاطئ قرية البصة، فشاورت الأطفال بالنزول إليها وحكاية قصة فيها، ليتحول هذا المقترح إلى مشروع وطني.

"استهداف الأطفال في المشروع يأتي لأنهم الجيل الرابع للنكبة، والذي نستند عليه في التمسك بحق العودة واستكمال طريق ونهج الكبار تجاه هذا الحق المقدس"، وفق أبو الهيجا.

ومن مميزات الأطفال وفق القائمة على المشروع أنهم "ينقلون ما يسمعونه ويستوعبونه، لذلك فإن عدد من الأطفال الذين استمعوا لقصة "قرية البصة"، أعادوا روايتها لذويهم وأصدقائهم".

وتقول أبو الهيجا "منهم تشجعنا على استكمال المشروع، وما يفعلونه هو الهدف منه، أن ترسخ قراهم بعقولهم، وينقلونها لغيرهم".

"فلسطين ما قبل وبعد"

قصة قرية "البصة" شكلت أول القصص لسلسلة مشروع "قرانا الباقية فينا" وهي قصة تحكي عن صياد البصة، وتلتها قصص أخرى.

وتذكر أبو الهيجا منها "قصة شاعر البروة ورسام الشجرة، وقصة فراشة الناصرة بالإضافة إلى قصة سر صفورية التي تم روايتها، ومن المقرر أن تخرج للنور في الفترة القريبة".

وتعتمد الحكواتية أبو الهيجا في كل قصصها على مقدمة ثابتة وهي "كان يمكان في قديم الزمان، مش زمان كثير، قبل الـ 48".

وتتضمن قصص "قرانا الباقية فينا" معلومات وتواريخ عن قرى مهجرة، في كل مرة قصة داخل قرية، ومن الممكن أن يكون داخل القرية أكثر من قصة.

وتلفت أبو الهيجا إلى أن الهدف من القصص ليس مجرد روايتها، وإنما "خلق ترابط عاطفي وروحي بين القرية والطفل ما يدفعه للحوار والسؤال ومشاركة ما سمعه مع عائلته وأقرانه وكل من يعفهم".

وتهدف أساليب حكواتية القصص إلى "إبقاء الأماكن والأحداث عالقة في ذهن الطفل لينطلق بها عبر مسار معرفي عن القرية ثم القضية والهوية الفلسطينية وتاريخ الشعب الفلسطيني قبل وبعد النكبة".

وتشدد على أهمية إيصال فكرة وجود فلسطين التي كانت ما قبل النكبة، وما هي فلسطين ما بعد النكبة.

ويلقى المشروع تفاعلًا شديدًا من الأطفال وذويهم، وهو ما يشجع على استكمال مراحل قادمة منه تدور جميعها حول فكرة حق العودة، كما تؤكد أبو الهيجا لوكالة "صفا".

ر ب/م غ

/ تعليق عبر الفيس بوك