web site counter

ترك طفلته وذهب ليُحضر مركبته

أبو عيهور.. خرج من عيادة الأطفال فاغتاله رصاص الاحتلال

الخليل- سائدة زعارير - صفا

خرج محمود من عيادة الأطفال تاركًا طفلته "يامور" بعد تلقيها لقاح عمر السنة؛ ليأتي بمركبته التي ركنها وسط البلدة، لكن رصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت بلدة حلحول شمالي الخليل وصل إليه قبل أن يصل إلى طفلته.

لم يكن الشهيد محمود فايز أبو عيهور (27 عامًا) في البداية على علم بالأحداث الجارية وسط البلدة، وحاول مع أحد أقاربه إبعاد مركبته عن المواجهات المندلعة بين الشبان وقوات الاحتلال، التي كانت تطلق الرصاص الحي والمطاطي بكثافة تجاه المواطنين.

ويقول قريب الشهيد، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "صفا"، إنه ومحمود افترقا في اتجاهين لمحاولة الوصول إلى المركبة، ومن مكانه كان شاهدًا على إصابة شاب برصاصة في الصدر طرحته أرضًا ولم يكن حينها يعلم أن هذا هو محمود.

كان محمود قبل دقائق قليلة من اغتياله، يحمل طفلته "يامور" بين يديه يداعبها ويخفف من خوفها من إبرة اللقاح، وكان رزق بطفله أسيد قبل أقل من شهر.

نقل شبان محمود فور إصابته إلى المشفى، وأعلن الأطباء عن استشهاده برصاصة اخترقت بطنه والحجاب الحاجز والشريان الأورطي، ولم تنجح جميع محاولات الطواقم الطبية إنقاذه.

"كان صاحب نفس طيبة، عرف بشهامته وخلقه واجتهاده بالرغم من صغر سنه"، يقول قريب الشهيد واصفًا محمود، مضيفًا أنه كان صاحب انتماء ووفاء لوطنه وأهله وأصدقائه.

أما فايز أبو عيهور والد الشهيد، فيشير إلى أن نجله أتم دراسة الثانوية العامة، وانتقل للعمل في البناء بالضفة الغربية بعد أن منعته سلطات الاحتلال من العمل في أراضي الـ48 بحجة المنع الأمني.

وبنى الشهيد منزله بمجهوده الخاص في منطقة مصنفة "ج"، وواجه خطر الهدم من قوات الاحتلال عدة مرات قبل انتزاع قرار بمنع الهدم من محكمة الاحتلال، وفق ما يؤكد والده لوكالة "صفا".

ويروي الوالد المكلوم عن لقائه الأخير بولده قبل أسبوع من استشهاده، إذ حضر وزوجته إلى كرم عنب لمساعدة أبيه في قطف فاكهة الموسم.

"واقفًا في كرم العنب، يقتطف ورقها ويغطي ثمرها لحفظه من العطب، مجتهدًا رغم ما بدا عليه من التعب والإرهاق"، هكذا يتحدث والد الشهيد عن صورة نجله الأخيرة التي طبعت في مخيلته.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت وسط بلدة حلحول جنوبي الضفة الغربية المحتلة الخميس الماضي، وداهمت محل صرافة وصادرت مبلغًا ماليًا، كما اعتقلت مواطنًا.

واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت ما أدى إلى استشهاد أبو عيهور وإصابة خمسة شبان آخرين، بينهم ثلاثة بالصاص الحي وآخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

واستشهد منذ بداية العام 65 مواطنًا في الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، بينهم 21 من محافظة جنين وحدها.

أ ج/س ز

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام