زيارات متسارعة يجريها مسؤولون أمريكيون في الأيام الأخيرة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، تمهيدًا لزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي "جو بايدن" للمنطقة.
وتشهد الأراضي الفلسطينية حراكاً غير مسبوق لمسؤولين في الخارجية الأمريكية، إذ زارت أمس مساعدة وزير الخارجية "باربرا ليف" رام الله، فيما التقى المبعوث الأمريكي هادي عمرو مسؤولين فلسطينيين الخميس الماضي، سبقها عدة لقاءات لمسؤولين أمريكيين خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وتتمحور زيارات المسؤولين، حسب مصادر إعلامية حول إيجاد سبل وقف التصعيد وفتح آفاق سياسية وتعميق التعاون الأمريكي الثنائي مع "إسرائيل" والسلطة، وردع الأنشطة الإقليمية في إشارة إلى إيران.
لكن يرى مختصان في الشأن السياسي أن الزيارات المكوكية للمسؤولين الأمريكيين تأتي في سياقات أخرى، بعيدة عن فتح آفاق سياسية في المنطقة.
ويقول المحلل السياسي عمر رحال إن:" التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة هي أدنى من المتوقع، وتأتي في إطار الحفاظ على أمن الاحتلال، والحفاظ على الائتلاف الحكومي الهش في إسرائيل".
ويرى رحال في حديث لوكالة "صفا" أن الولايات المتحدة وخصوصاً إدارة بايدن وحملته الانتخابية وبرنامجه الانتخابي التي تحدثت عن العديد من القضايا في مقدمتها حل الدولتين، لم تصل لهذه النتيجة وبقيت حبرًا على ورق.
ويلفت رحال إلى أن الاستيطان لم يتوقف وزادت الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية يوما بعد آخر، إلى جانب تصاعد عربدة المستوطنين وقتل الفلسطينيين وتقييد حركتهم.
أمن "إسرائيل"
ويؤكد أن ما تقوم به الولايات المتحدة لا يعدو كونه عملاً في إطار الحفاظ على أمن ومصالح الاحتلال، بعكس ما يروج عن بوادر لتسوية سياسية.
ويقول إن:" قضايا القنصلية في القدس الشرقية وإزالة منظمة التحرير من قوائم الإرهاب وفتح مقر المنظمة والحديث عن حل الدولتين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية لن يتحقق".
ويرى رحال أن القضية الفلسطينية بالنسبة للرئيس الأمريكي ليست أولوية، ولذلك ترسل الإدارة الأمريكية مبعوثين على المستوى الدبلوماسي إما مساعد أو نائب وزير خارجية.
ويبين أن التحركات الجارية تأتي على شكل علاقات عامة ذات طابع دبلوماسي متواضع لا يعول عليه كثيرا.
ويتطرق رحال إلى أن الثابت في السياسية الخارجية الأمريكية هو الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة، والدفع بأن يكون لإسرائيل اليد الطولى للحفاظ على مصالحها، دون النظر بجدية للقضية الفلسطينية.
قضايا اقتصادية
أما الباحث في قضايا الحكم والسياسة جهاد حرب فيرى في حديث لـ"صفا" أن الحراك الأمريكي القائم ليس له أي معنى حقيقي لبناء أفق سياسي، وأن التحرك يأتي بخصوص قضايا تتعلق بالجوانب الاقتصادية و"التسهيلات" التي تدعي "إسرائيل" تقديمها للفلسطينيين.
ويتوقع حرب أن الجوانب التي يمكن أن تتناولها جولات الوفود الأمريكية تتعلق بالاتصالات والعمال وأمور اقتصادية.
ويستبعد الباحث تحقيق تقدم في العملية السياسية، نظراً لعدم وجود طرف إسرائيلي يرغب بالعودة للمفاوضات، في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي ترفض بتاتا أي تحرك سياسي.
ويرى أن "التحركات الجارية تأتي كخطوة لتحسين حياة الفلسطينيين كما يدعون، وقد يكون الإعلان عنها قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة أو بالتزامن معها".
ويجمل حرب أهداف الحراك لترتيب زيارة بايدن المرتقبة، بما فيها اللقاء مع الرئيس عباس وترتيب العلاقات الفلسطينية الأمريكية والتغييرات التي وعدت بها الإدارة الأمريكية.