على وقع الأهازيج الوطنية ونشيدة "أنا ابن القدس ومن هون مش متزحزح وقاعد فيها".. زُفّت المقدسية ربيحة الرجبي، السبت، عروسًا من فوق ركام منزلها الذي هدمته آليات بلدية الاحتلال في حي عين اللوزة ببلدة سلوان بالقدس المحتلة.
وكانت تحلم ربيحة أن تُزف لعريسها من منزلها الذي ولدت وعاشت وكبرت فيه، كبقية الفتيات في سنها، إلا أن الاحتلال أبى إلا أن يهدم البناية التي تعيش فيها مع والديها وأشقائها منذ 21 عاما، قبل موعد زفافها بشهر.
وتقول العروس ربيحة في يوم زفافها: "خرجت اليوم من منزلي عروسا من بين الركام، مثلما وعدتُ بذلك لحظة هدمه في العاشر من الشهر الماضي".
إصرار وعزيمة
وتضيف في رسالة للاحتلال "لم يقدر الاحتلال كسر فرحتي وعزيمتي، بل زدنا ثباتا وقوة وعزيمة، وسوف أخرج من بين الركام، ليكون شاهدا على قساوة الاحتلال الذي يتعمد سرقة فرحتنا".
وبكت ربيحة بألم وحرقة من شدة الصدمة لحظة هدم جرافات بلدية الاحتلال منزلها، قبل موعد زفافها الذي حدد اليوم، لأن الاحتلال لم يدمر منزلها فقط وانما أحلامها وذكرياتها التي عاشتها مع عائلتها فيه.
وتعد ربيحة احدى أفراد عائلة الرجبي التي شردها الاحتلال بفعل هدم البناية التي كانت تأويهم، بينهم نحو 15 طفلا، يعيشون منذ شهر في العراء.
من جانبها، قالت والدتها: "رغم الألم الذي تسبب به الاحتلال لهدمه منزلنا، إلا أننا سنفرح اليوم بمعنى الكلمة، فهدم المنزل لن يسلب منا فرحتنا بزفاف ابنتي الوحيدة ربيحة".
وتضيف " تأثرت ابنتي جراء هدم منزلنا، وكل ليلة تجلس فوق أنقاضه وتبكي بشدة وتقول كنت أتمنى الخروج من منزلنا قبل هدمه، ولكن الاحتلال لن يهزمني وسأخرج من فوق الركام عروسا، ولن نهزم وسنبقى أقوياء".
وشارك العشرات من أهالي سلوان وعائلة الرجبي اليوم في زفاف ربيحة التي أصرت على الخروج من منزلها المهدوم عروسا، رغم منغصات الاحتلال.
ورفعت العائلة العلم الفلسطيني فوق منزلها المهدوم، كما رفع الأطفال الأعلام الفلسطينية في المكان، وأطلقت المفرقعات تعبيرا عن فرحتهم بزفاف ابنتهم الوحيدة.
أما شقيقها لؤي الرجبي فيقول: "اليوم لدينا فرحة كبيرة وعظيمة لأختي الوحيدة بين 4 شبان، ستزف أختي من بين الهدم وخيمة الاعتصام في حي عين اللوزة أحلى زفة".
ويضيف "رسالتنا لبلدية الاحتلال التي هدمت بيتنا، مهما هدمت سنبني البناية مرة أخرى ونعيش فيها، وسنبقى صامدين في بيت المقدس، رغم قساوتكم علينا وسيأتي اليوم الذي نقسو فيه عليكم باذن الله".
وتعدّ عائلة الرجبي ضمن العائلات التي هدمت جرافات الاحتلال بنايتها الشهر الماضي، بعد إخراجها من داخلها بالقوة والاعتداء عليها بالضرب المبرح وتشريدها، بحجة البناء دون ترخيص.