لم تكن الطفلة ميرال تعلم أن حفل تخريجها من البستان سيكون حفل التخريج الأول والأخير بحضور والدها الشهيد أيمن محيسن، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال في مخيم الدهيشة ببيت لحم.
واستشهد الأسير المحرر أيمن محيسن (29 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال صباح الخميس الماضي، ليكون شهيد الضفة الثالث خلال 24 ساعة.
وقال علاء محيسن ابن أخ الشهيد لوكالة "صفا" إن عمه أيمن كان استعد وتجهّز بعدما علم بتواجد قوات الاحتلال في محيط منزله متوقعاً قدومهم لاعتقاله، إلا أن قوات الاحتلال انقسمت في اتجاهين، إلى منزل شقيقته الذي يبعد 50 متراً عن منزله بنية اعتقال أحد أبنائها، وإلى منزل صديقه عبد الله رمضان، إذ اعتقلت كلاهما لاحقاً.
وأضاف محيسن أن عمه قد فتح النافذة في ساعات الفجر بعد سماعه لحركة غريبة بالقرب من المنزل، ليرى جنود الاحتلال قد استقروا أسفل النافذة وأمروه بإغلاقها فوراً.
وبيّن أن عمه خرج من منزله بعد تأكده من تراجع قوات الاحتلال، واتجه إلى منزل شقيقته ليطمئن عليها، وفور خروجه ومروره في أحد أزقة المخيم حيث استقر أحد قناصي الاحتلال مختبئاً بين خزانات مياه، أطلق عليه وابلاً من الرصاص حتى ارتقى شهيداً.
وأوضح أن الشهيد أبٌ لثلاثة أطفال أصغرهم الطفلة إيلان بعمر سنة، وبراء (3 أعوام) وميرال (5 أعوام)، مشيراً إلى "أن براء كان يراقب الشبان وهم يعلقون صور والده الشهيد على جدران المنزل ويشير إليها منادياً على أبيه".
وأكد شقيق الشهيد الأكبر محمود محيسن أن قوات الاحتلال أعدمت شقيقه بدم بارد، مبيّناً أن أمين كان مصاباً بجلطة قبل عام وأجرى عملية زرع شبكيات في القلب، وكان لا يستطيع القيام بمجهود عالي بحكم ظروفه الصحية.
وأضاف إن أمين كان يعمل مع شقيقه في كشك لإعداد القهوة أخل المخيم، مقابل عائد مادي بسيط لإعالة زوجته وأطفاله الثلاثة.
"كان خفيف الروح حسن المجلس، وصاحب أثر جميل أينما حلّ"، يصف محيسن شقيقه الشهيد، مضيفاً إن أيمن كان إنساناً بسيطاً ويرفض الظلم بكافة أشكاله.
وأوضح أن شقيقه اعتقل في سجون الاحتلال لما يزيد عن أربع سنوات، وفي أول اعتقال له كان بعمر 14 عاماً، لافتاً إلى أنه اعتقاله جاء بعد أسبوع من الإفراج عنه من سجون السلطة.
وتقول المواطنة سميرة شعلان إنها شهدت تفاصيل الحادثة من نافذة منزلها، حينما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه أحد الشبان، ما أسفر عن إصابته برصاصتين أحدها في الصدر والأخرى في يده اليمنى.
وأضافت أن الشبان حاولوا إسعاف الشاب، بالرغم من استمرار المواجهات في أزقة المخيم.
وبيّنت شعلان "أن المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال لم تكن عنيفة جداً لدرجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي بكثافة تجاه كل من يتواجد في الشارع دون مراعاة إن كان طفلا أو شيخاً أو امرأة".
وأشارت إلى أن والد الشهيد تواجد في مكان الحادثة بعد نقل المصاب، وسألها عن اسمه ولم تتمكن من إخباره بأن نجله قد استشهد، حتى بادر أحد الجيران بإبلاغه بأن ابنه أمين هو المصاب.
وأوضحت المواطنة شعلان أن والدا الشهيد في حالة صحية سيئة جداً، وإن والده يمكث في المشفى منذ سماع خبر استشهاد نجله.