تخطط بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة لإقامة أضخم مركز تهويدي جديد للمؤتمرات على أراضي جبل المكبر جنوب شرقي المدينة.
وجبل المكبر قريةً مقدسية تقع فوق تلة مرتفعة تطل على بلدة سلوان والبلدة القديمة، قسمها الاحتلال، وأخرج جزء منها وهو حي الشيخ سعد من القدس، وضمه إلى الضفة الغربية، وكذلك السواحرة الشرقية من حدود السواحرة، وقسمها إلى 3 مناطق، وهي السواحرة الغربية والشرقية والشيخ سعد.
الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول لوكالة صفا" إن حكومة الاحتلال وافقت على إقامة أضخم مركز للمؤتمرات سيقام بالقرب من مبنى المندوب السامي في بلدة جبل المكبر لجذب حوالي 3 آلاف إسرائيلي إلى المنطقة.
ويوضح أن الاحتلال سيقام في هذه المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي المهم بالنسبة لأهل القدس، عدة فنادق ضخمة في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي جبل المكبر، وذلك بمناسبة الذكرى الـ55 لاحتلال مدينة القدس.
ومؤخرًا، جرى الترويج لخطة إسرائيلية ضخمة لبناء مجمع فندقي جديد في المنطقة بالقرب من الممشى الرائع المطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
استهداف متواصل
ويستهدف الاحتلال جبل المكبر بشكل كبير ومتواصل، عبر إقامة عشرات المشاريع الاستيطانية والفنادق والمراكز التجارية والسياحية، بهدف تهويدها ومحاصرتها بالاستيطان والمستوطنين والمراكز الأمنية الاحتلالية. وفق أبو دياب
ولم يقتصر استهداف الاحتلال للبلدة على ذلك، بل يتهدد كابوس الهدم والتطهير العرقي حوالي 150 منزلًا ومنشأة مقدسية، لصالح توسعة "الشارع الأمريكي" الاستيطاني الذي التهم مئات الدونمات من أراضيها.
ويبين أن المشروع التهويدي الجديد يأتي ضمن مشروع كبير تريد حكومة الاحتلال بالتعاون مع البلدية وجهات أخرى تنفيذه، حيث رصدت مبلغ بقيمة مليار و600 مليون شيكل لتنفيذ عدة مشاريعها، من بينها إقامة مركز المؤتمرات في جبل المكبر.
ويشير إلى أن هذا المبنى الضخم سيقام في أعلى مناطق القدس المرتفعة والمطلة على البلدة القديمة والمسجد الأقصى وبلدة سلوان، وسيقام في ساحته سارية لأعلى علم إسرائيلي في المنطقة المستهدفة.
وبحسب أبو دياب، فإن المبنى التهويدي سيستخدم لإقامة المؤتمرات والاجتماعات لسلطات الاحتلال والمستوطنين، وأيضًا كمركز للمراقبة الأمنية، ولأغراض عسكرية واستيطانية، كونه يقع في منطقة فاصلة ما بين الأراضي المحتلة عام 1948-1967.
ويضيف أن مركز المؤتمرات سيكون في منتصف مفرق الطرق الذي يوصل الأحياء العربية مع البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وسيشرف على مفرق طرق من الناحية الجنوبية للقدس أيضًا.
ويرجع الناشط المقدسي اختيار هذه الأيام للمصادقة على إقامة المركز التهويدي، لـ"رمزية الصراع على الأعلام في المدينة المقدسة، ومحاربة رفع الأعلام الفلسطينية، باعتبارها رمزًا للسيادة الفلسطينية على المدينة".
أهداف المخطط
والهدف من إقامة المركز، كما يوضح أبو دياب، فرض وقائع تهويدية على القدس، باعتبارها أصبحت من أولويات حكومة الاحتلال، وكذلك تغيير الطراز المعماري والحضاري للمدينة، وخاصة في المناطق القريبة من المسجد الأقصى.
ويتابع أن الهدف أيضًا، سلب أراضي المزيد من أراضي الفلسطينيين، ومحاصرة التجمعات الفلسطينية السكنية، وكنوع من السيطرة وإثبات السيادة على القدس، بعد فشل حكومة الاحتلال في تجسيدها سواء من خلال "مسيرة الأعلام" أو بقوته العسكرية.
ويلفت إلى أنه سيتم بالإضافة إلى بناء مركز المؤتمرات، إقامة مراكز أخرى على أراضي فلسطينية تم الاستيلاء عليها سابقًا في جبل المكبر، وأقيم على جزء منها مركزًا لشرطة الاحتلال، بالإضافة إلى مسارات تلمودية لتنزه المستوطنين.
سيطرة وتهويد
ويؤكد الباحث في شؤون القدس أن الاحتلال يعمل بشكل متسارع على تنفيذ مشاريعه التهويدية والاستيطانية في المدينة المحتلة، لأجل استكمال تهويدها وتغيير هويتها العربية الإسلامية وتاريخها العريق، ولفرض وقائع جديدة عليها.
ويبين أن هذا المشروع الجديد يأتي كردة فعل من حكومة الاحتلال على صمود المقدسيين وتصديهم لمخططاتها وإفشالها، بعدما أثبتوا أنهم أصحاب السيادة والأرض، وأن لا سيادة للاحتلال على القدس مهما كان الثمن، لذلك تحاول استعادة تلك السيادة ولو عن طريق إقامة مباني أو مراكز ومجسمات، وغيرها.
ويحذر أبو دياب من خطورة هذا المشروع وتداعياته على القدس، وتحديدًا بلدة جبل المكبر، كونه سيؤدي إلى فصل المناطق الجنوبية للقدس عن جنوب الضفة الغربية المحتلة مثل بيت لحم وبيت ساحور والخليل، وسيخدم المستوطنين، عبر جلب أكبر عدد منهم للعيش بالجزء الشرقي من المدينة المقدسة.