المقدسيون أثبتوا أنهم أصحاب السيادة

بكيرات لـ"صفا": 3 مسارات لما حدث في الأقصى والقدس بـ"مسيرة الأعلام"

القدس المحتلة - خــــاص صفا

قال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، إن ما حدث في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة بالأمس، يحمل ثلاثة مسارات أراد الاحتلال الإسرائيلي تحقيقها وتكريسها، بغية فرض سيادة كاملة على المسجد المبارك.

وأوضح بكيرات، في حوار خاص مع وكالة "صفا" يوم الإثنين، أن هذه المسارات تتمثل: أولًا: المسار الإسرائيلي، كان يهدف إلى محاولة فرض سيادة كاملة على الأقصى من خلال "اقتحامات المستوطنين المكثفة، ورفع الأعلام وأداء الصلوات والرقصات التلمودية، والسجود الملحمي والانبطاح على الأرض".

وأضاف أن" حكومة الاحتلال أرادت حسم موضوع السيادة على القدس، من خلال استخدام كل قوتها وأذرعها سواء كان سياسيًا أو عسكريًا أو أمنيًا، وحاولت الاستعداد والتحضير لهذا اليوم منذ ثلاثة شهور، تمهيدًا لفرض سيادة بالقوة ولو لساعة، كي يشعروا بأن هذه المدينة عاصمتهم الموحدة".

والمسار الثاني-وفقًا لبكيرات- أن "ما حدث كان يهدف إلى تقوية اليمين الإسرائيلي المتطرف وإرضاءه، بغية إبقاء الائتلاف الحكومي مستمرًا، في ظل حالة الضعف والهشاشة التي تعاني منها حكومة نفتالي بينيت والمهددة بالانهيار".

وأضاف أن "بينيت يريد أن يقول لبنيامين نتنياهو أنه استطاع السير على خطاه، وأن يحقق شيئًا، وما شهدناه من اقتحام لنتنياهو حائط البراق بالأمس ورفعه العلم الإسرائيلي، إلا ليقول إنه مع مسيرة الأعلام، وللحصول على أصوات أكثر من اليمين المتطرف حال إجراء أي انتخابات جديدة".

خلق قدسية جديدة

وبحسب بكيرات، فإن "ما حصل معركة انتخابية، لأن من يريد الحصول على أصوات أكثر يجب أن ينكل ويعتدي على الأقصى والمقدسيين بشكل أكبر وأعنف، وهو من ينادي بشعارات تلمودية لنقلها للقدس والأقصى، وهذا ما كان واضحًا في تصريحات سابقة لنتنياهو وغيره، ومن مدى التحريض على القدس وسكانها".

وأما المسار الثالث-كما يقول بكيرات- "محاولة الاحتلال إظهار عنصريته وبطشه علنيًا أمام وسائل الإعلام المختلفة، من خلال اعتداءاته الهمجية على النساء والمرابطين والفتيات، واعتقال الأطفال وتكبيلهم، كي يرسل رسالة طمأنة للشارع الإسرائيلي بأن هناك جيش قوي قادر على أن يبطش بالمقدسيين".

وبين أن سلطات الاحتلال باعتداءاتها المكثفة، أرادت إخافة وترهيب المقدسيين، وكسر إرادتهم ومعنوياتهم، إلا أنها فشلت، بل ظل الشعب الفلسطيني صامدًا لم ولن يرضخ لأي اغراءات ولم يستسلم في سبيل الدفاع عن القدس والأقصى.

ومن وجهة نظره، فإن الاحتلال يسعى إلى إعادة الهيبة لجيشه المهزوم، الذي هرب من محيط قطاع غزة مرارًا، ولترميم صورته من خلال التغول والاعتداء والاقتحام.

وأكد أن الاحتلال يسعى إلى "محاولة خلق قدسية جديدة وتقديم تاريخ عريق وكأن القدس لليهود، وبالتالي جعلها عاصمة يهودية موحدة".

الحراك المقدسي

وحول الحراك المقدسي والفلسطيني، قال بكيرات إن المرابطين استطاعوا بصمودهم وبهتافات التكبير، ورغم القيود والإجراءات الأمنية الاحتلالية، أن يلاحقوا المستوطنين المتطرفين أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى منذ اللحظة الأولى وحتى خروجهم منه، وأن يدافعوا عنه، رغم الاعتداءات والتنكيل.

ولفت إلى أن الفتية والشبان المقدسيين لاحقوا المستوطنين حتى في باب العامود، وتمكنوا من رفع العلم الفلسطيني وفق المنطقة، وأثبتوا أن هبيتهم كانت لأجل الحفاظ على قدسية الأقصى وهوية القدس وسيادتها الفلسطينية.

وأضاف "شاهدنا صعودًا واضحًا في مستوى الوعي المقدسي، وأن هذه الاعتداءات والإجراءات الاحتلالية لن تمر دون مقاومة، وأنهم هم أصحاب الأرض والسيادة، وليس للاحتلال أي سيادة على القدس والأقصى".

وتابع "استطاع المقدسيون ولأول مرة، بفعل وجود حاضنة قوية في كل التراب الفلسطيني، وخاصة في غزة والضفة، أن يسيروا في مسيرة أعلام فلسطينية وسط القدس، ما يشكل تطورًا كبيرًا جدًا، يدلل على عمق فهم الصراع مع العدو".

وأيضًا تمكن المقدسيون من إيصال رسالة للشعب الفلسطيني وللعالم بأسره مفادها أن" القدس لن تجف وأن هناك من يحميها ويدافع عنها، وأنهم أصحاب مشروع ورأس الحربة، رغم ما يعانوه من ألم وقهر، بفعل انتهاكات الاحتلال وممارساته". كما يؤكد بكيرات

وشدد على أن الفلسطينيين تمكنوا بصمودهم من تحقيق الانتصار، عبر خنق دولة الاحتلال التي استنفرت كل جيشها وجنودها وقواتها وترسانتها العسكرية، لأجل تأمين مسيرة ترفع فيها أعلامها، وكي تقول أنها" تملك الإرادة"، لكن المقدسيين أثبتوا هم أصحاب الإرادة والسيادة.

وبين أن المقدسي استطاع كذلك، إشغال الاحتلال في أكثر من نقطة مواجهة سواء في المسجد الأقصى أو باب العامود أو حي الشيخ جراح، أو صور باهر وجبل المكبر وغيرها، وسط أجواء شهدت رفع الأعلام الفلسطينية في كل مكان، في مشهد أغاظ الاحتلال وصدمه.

مشروع خطير

وحول ما جرى في المسجد الأقصى تحديدًا، قال بكيرات:" نحن أمام حكومة عنصرية تُوفر الأجواء للمستوطنين كي يفعلوا ما يشاؤون داخل المسجد، وسكوت شرطة الاحتلال على رفع العلم وأداء السجود الملحمي أثناء الاقتحامات، يدلل على تآمرها على الأقصى، وأنه بات في خطر شديد".

ومن وراء ذلك، يهدف الاحتلال –بحسب بكيرات- إلى إيجاد قدم في المسجد الأقصى، والذي يتعرض لخطر ولكرة ثلج متدحرجة من الانتهاكات والاقتحامات التي رادت نوعيتها، حتى أصبحت تشمل أعضاء كنيست ومسؤولين في حكومة الاحتلال.

وأكد أن حكومة الاحتلال تخطط لنقل معظم الرموز والطقوس اليهودية للأقصى، تمهيدًا لإقامة "الهيكل" المزعوم معنويًا، قبل أن تقيمه حجريًا، وعلينا أن ندرك مدى خطورة ذلك.

ولمواجهة هذا المخطط، طالب نائب مدير عام دائرة الأوقاف، منظمة العالم الإسلامي وكافة أصحاب القرار، وكل الذين أقروا بحرية العبادة، بالعمل السريع على إخراج الاحتلال من الأقصى والقدس، لأنه" ما دام هناك احتلال فإن هناك خوف عليهما".

وأوضح أن ما فعله الاحتلال ومستوطنيه بالأمس، مقدمة لمشروع خطير يستهدف تغيير القداسة الإسلامية والوضع التاريخي والقانوني في الأقصى.

وشدد على أن هذا الأمر يتطلب زيادة الوعي بمخططات الاحتلال وفهم كل ما تريده حكومته وجماعاته المتطرفة، كي نتمكن من إفشالها، وضرورة تكثيف شد الرحال للأقصى وعدم تركه فارغًا، وأن" يصبح الرباط عالميًا ليس فقط بالجسد، بل بالفكر والقلب والعقل، لأن كل من يحمل هم الأقصى فهو مرابط".

ط ع/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك