تصدى عشرات الشبان لاقتحام مجموعات من المستوطنين بحماية عناصر الشرطة الإسرائيلية، لمقبرة الصديق في مدينة عرابة البطوف بالداخل الفلسطيني المحتل.
وخرج هؤلاء فجرًا للتصدي لاقتحام المستوطنين لمقبرة الصديق التي رفضت البلدية بالمدينة التنسيق لهم وحذرت منه، إذ تدخلت الشرطة الإسرائيلية لحمايتهم.
واحتفل المستوطنون بما يسمى "لاغ وعومر" وهو أحد الأعياد اليهودية للمتطرفين، وينفذون فيه زيارة لبعض القبور "اليهودية" المزعومة في المقبرة.
وكانت اللجنة الشعبية في المدينة أطلقت قبل أيام دعوات للتصدي لاقتحامات المستوطنين المقررة يوم الخميس للاحتفال بما يسمى "لاغ وعومر" اليهودي.
ودعت اللجنة المواطنين للتصدي ومنع إدخال المئات من المستوطنين للمقبرة، بهدف فرض سيطرتهم عليها، وهو ما يحاولونه منذ سنوات طويلة.
كما نشرت البلدية إعلانًا تؤكد فيه أنها لم تسمح أو تنسق لمستوطنين لزيارة المقبرة، داعيةً إلى عدم السماح لهذا الاقتحام بكل الطرق.
وتزعم جماعة من المستوطنين بأن مقبرة الصديق في عرابة تضم قبرين قديمين ليهود، وسبق أن حاولت السيطرة على مساحة 30 متر منها، وبناء مراحيض وغرفة لهم، إلا أن ذلك قوبل بمقاومة وتصدي من أهل المدينة.
وتزامن مخطط اقتحام المقبرة مع حملة احتلالية ضد نشطاء اللجنة الشعبية الذين نفذوا عمل تطوعي بالتواجد المتواصل بالمقبرة قبل أيام، وعلى رأسهم مسؤول اللجنة مجدي خطيب.
واعتقلت قوات الاحتلال خطيب يوم الثلاثاء بتهمة "التحريض، ثم أطلقت محكمة إسرائيلية بعكا سراحه ليلة الخميس بشروط مقيدة منها الإبعاد عن مقبرة الصديق لمدة 7 أيام".
استهداف الحراس لتمرير الاقتحام
ويقول خطيب في حديث لوكالة "صفا" "إن اعتقالي لم يكن استهداف لي وحدي، فقد تم استدعاء معظم أعضاء اللجنة، إلا أن اعتقالي له مأرب من ناحيتهم".
وتنظر سلطات الاحتلال لخطيب على أنه رأس الحربة في اللجنة للدفاع عن المقبرة، وأنه من يقود الأعمال التطوعية والمواجهة لحماية المقبرة.
ويضيف: "كل من في المدينة هم درع حماية للمقبرة، وقد نجحنا بإفشال مخططات عديدة للسيطرة على المقبرة، كان أخرها قبل ما يقل عن شهرين".
وكان أهالي الحي اكتشفوا تواجدًا للمستوطنين في المقبرة وبدء بناء مرحاض وغرفة لهم داخلها، لوضع اليد عليها قبل نحو شهرين، وتدخلوا وطردوا المستوطنين وأقاموا حراسة عليها.
ويؤكد خطيب أن مزاعم المستوطنين في المقبرة بوجود قبرين ليهوديين غير صحيحة أبدًا، مشيرًا إلى أن كل ممارساتهم داخلها قذرة، وقد اعتدوا على قبور المسلمين وقضوا حاجاتهم عليها، بالإضافة لاعتدائهم على السكان المحيطين بالمقبرة.
ويبين أنه "يجري إطلاق نداءات لأهل الحي مع كل اقتحام للمقبرة، ورغم قرار إبعادي لن نسمح للمستوطنين بتحقيق مخططاتهم ما حيينا".
يُذكر أن قضية مقبرة الصديق قديمة متجددة، حيث تقتحم جماعات المستوطنين المقبرة منذ سنوات وتعتدي عليها ضمن محاولات وضع السيطرة عليها، التي تصطدم بالمقاومة الشعبية.