تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام حملة مسعورة ضد أبناء وناشطي عدد من بلدت الداخل الفلسطيني المحتل، ولاسيما مدينة أم الفحم؛ استباقًا لمسيرة الأعلام التي يخطط المستوطنون لتنظيمها في مدينة القدس المحتلة يوم الأحد المقبل.
وتتركز الحملة في مدينة أم الفحم بسبب رباط سكانها المستمر في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى أسباب ومآرب أخرى لدى سلطات الاحتلال، في وقت يؤكد نشطاء ومختصون أنها ستأتي بنتيجة عكسية.
ووصل عدد المعتقلين في المدينة وبلدات مجاورة لها خلال اليومين الماضيين ما يزيد عن 100، جميعهم من فئة الشباب، من بين 500 حالة اعتقال تمت في الداخل والقدس خلال 48 ساعة.
وما زالت قوات الاحتلال تستدعي العشرات من أبناء أم الفحم حتى صباح يوم الخميس، فيما أصدر وزير جيشه بيني غانتس قرارات بإبعاد عدد من أبنائها عن المسجد الأقصى، واعتقالات إدارية ضد آخرين رهن الاعتقال.
"لتفريغ المسجد الأقصى"
الناشط الحقوقي المحامي خالد زبارقة يقول لوكالة "صفا" "إن الاستهداف الإسرائيلي المتجدد لأبناء أم الفحم والداخل عامة، خاصة المتصاعد خلال اليومين الماضيين، يستهدف كل الشباب الذين سُجل مداومتهم على الذهاب للمسجد الأقصى للصلاة أو الرباط".
ويضيف "الاستهداف لأم الفحم وغيرها يهدف لتفريغ المسجد الأقصى من الشباب، ومنعهم من التواجد فيه بشكل دائم، وهو نوع من تفريغه لتمرير مسيرة الأعلام المزمعة يوم الأحد المقبل".
ويشدد زبارقة على أن "إسرائيل" تعتقد أنها بالقوة تستطيع أن تُخضع الشعب الفلسطيني وتقوض إرادته وتفرض أمر واقع على المسجد الأقصى من خلال تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
ويؤكد أن هذا الشعور غير حقيقي ووهمي، "وهناك أصوات عاقلة تحذر حكومة الاحتلال من خطوة تمرير مسيرة الأعلام في الحي الإسلامي أو باب العامود في المسجد الأقصى، وتدعوها للتراجع عن هذا التصعيد، وتحذر من أثاره وجر الأمور للهاوية".
وانبرى محامون لمتابعة ملفات المعتقلين من أبناء المدينة، الذين أضيفوا إلى عشرات المعتقلين سابقًا خلال حملات شهدتها المدينة عقب العمليات الفدائية التي وقعت الشهر الماضي، وعلى خلفية مسيرات ضخمة شهدتها المدينة دفاعًا عن المسجد الأقصى.
وتحاول سلطات الاحتلال كبح جماح فلسطينيي الداخل، بعد الصدمة والضربة التي تلقتها في هبة الكرامة، حينما التحم الفلسطينيون بأراضي الـ 48 مع أبناء غزة والقدس والضفة، دفاعًا عن المسجد الأقصى وتنديدًا بالعدوان عليه وعلى قطاع غزة.
تحذير من استمرارها
من جانبه، حذر عضو بلدية أم الفحم وجدي جبارين، سلطات الاحتلال من أن الاعتقالات التي تشهدها أم الفحم، قد تودي بالمنطقة إلى ذات الأحداث التي وقعت في هبة الكرامة بمايو 2021.
وقال جبارين في تصريح، "على الحكومة الإسرائيلية أن تتوقف عن استفزاز الفلسطينيين في أم الفحم، وإلا فإن أحداث العام الماضي ستكرر".
وشدد على أن مسيرة الأعلام هي أكبر عمل استفزازي ومحاولة فرض أمر واقع في مدينة القدس، "لذلك إن مجريات الأمور وما كان من العام الماضي، وما يحدث من تهديدات في المنطقة، يجعلنا نخشى أن تتطور الأمر ويجر المتطرفون المنطقة إلى التصعيد".
وتابع جبارين "لا يمكن التنبؤ بما سيحدث يوم الأحد، لكن إن أقدمت إسرائيل على مسيرة الأعلام واستمرت بعمليات الاستفزاز للفلسطينيين، فإن الأمور ستتجه للتصعيد التام، الذي تتحمل هي مسئوليته".