تعقد محكمة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، جلسة للنظر في أمر تمديد عزل الأسير المقدسي أحمد مناصرة، لمدة ستة أشهر جديدة.
وقال المحامي خالد زبارقة إن سلطة السجون الاسرائيلية قدمت إلى المحكمة المركزية في بئر السبع طلب لتمديد العزل الانفرادي للطفل مناصرة بستة أشهر أخرى، وحددت اليوم جلسة للنظر في هذا التمديد.
وأضاف أنه في ظل الوضع النفسي الذي يعاني منه الأسير مناصرة، فإن العزل الانفرادي يشكل خطورة حقيقية على سلامته النفسية والجسدية.
والمعتقل مناصرة واجه الاعتقال والتعذيب منذ أنّ كان في الـ13 من عمره، وهو واحد من بين مئات الأطفال الذين يتعرضون لعمليات الاعتقال والتّعذيب في سجون الاحتلال سنويا، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبيّ المتعمد (القتل البطيء).
وفي تاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليهما، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وفي حينه نشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له، كان يبدو فيها وهو ملقى على الأرض ويصرخ وهو ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به.
وشكّل هذا اليوم نقطة تحول في حياة مناصرة، بعد اعتقاله وتعرضه لتحقيق وتعذيب جسديّ ونفسيّ حتّى خلال تلقيه العلاج في المستشفى، ونتيجة ذلك أصيب بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية خطيرة.
ولاحًقًا، أصدرت محكمة الاحتلال بعد عدة جلسات حُكمًا بالسّجن الفعلي بحقّه لمدة 12 عامًا وتعويض بقيمة 180 ألف شيقل، جرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف عام 2017.
وقبل نقله إلى السجون احتجزته سلطات الاحتلال لمدة عامين في مؤسسة خاصّة بالأحداث في ظروف صعبة وقاسية، ولاحقًا نقل إلى سجن "مجدو" بعد أن تجاوز عمر الـ14 عامًا.
وفي 13 أبريل الماضي، عُقدت للأسير أحمد مناصرة جلسة، أتاحت محكمة الاحتلال فيها لمحاميه بالنظر في ملفه.
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إنّ استمرار أجهزة الاحتلال جريمتها بحقّ الأسير أحمد مناصرة، دون أدنى اعتبار للحالة الصحيّة والنفسيّة التي وصل لها، جرّاء عمليات التّعذيب المُمنهجة التي مورست بحقّه على مدار سنوات ومنها عزله الانفرادي، أمر ليس مستغربًا، فهذا هو نهج الاحتلال.
واعتبر إنّ نية الاحتلال بتمديد عزله الانفرادي لمدة ستة شهور جديدة، يؤكّد أنّ الاحتلال ماضٍ في قهره وحرمانه من عائلته والإمعان ما أمكن في هذا القهر.
وأضاف "رغم أننا ندرك أنّ المحكمة المنعقدة اليوم ليست المخولة بالإفراج عنه، إلا أنّها منظومة متكاملة تعمل من أجل تحقيق أقسى أنواع القهر والتّنكيل بحقّه.
وأكّد إنّ الاحتلال يحاول أنّ يضع هذا القهر والإمعان فيه، بحقّ أحمد، في إطارات تبدو ظاهريًا أنها "قانونية"، للانتقام منه ما أمكن.