حفاظًا على الهوية الفلسطينية، وتأكيدًا على التمسك بحق العودة وتعميق الانتماء لفلسطين وتاريخها العريق، تواصل الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء، تنفيذ فعالياتها بنسختها الـ13، بالتعاون مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.
ومن لبنان، والأردن، وتركيا، والكويت، وقطر، ودول أوروبية، انطلقت فعاليات الحملة، التي تستمر حتى نهاية مايو/ أيار الجاري، كي تجسد انتماء اللاجئ الفلسطيني أينما تواجد بأرضه وتراثه وهويته الوطنية.
و"انتماء" حملة وطنية شعبية ترفع شعار "الانتماء لفلسطين"، انطلقت عام 2010، ترعاها مؤسسات ولجان فلسطينية بمختلف تخصصاتها منتشرة في أكثر من 20 دولة، ويشارك فيها عشرات المؤسسات واللجان العاملة والداعمة للحق الفلسطيني في مختلف مناطق الانتشار الفلسطيني، وذلك من أجل تعزيز الشعور الوطني.
تعزيز الانتماء
منسق حملة انتماء في لبنان ومدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمود يقول لوكالة "صفا" إن فعاليات الحملة انطلقت في لبنان هذا العام من أقرب نقطة على الحدود مع فلسطين المحتلة، للتأكيد على التمسك بالحقوق الوطنية، وعلى رأسها حق العودة، ولتعزيز انتمائنا لفلسطين.
ويوضح أن الفعاليات انطلقت بالتعاون مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ويشارك فيها أكثر من مائة مؤسسة وجمعية داعمة للحق الفلسطيني.
ومن خلال الحملة، تسعى المؤسسات المشاركة، إلى تعزيز الشعور الوطني في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني وإبراز تمسكه بحقوقه التاريخية، وخاصة حق العودة، وإنعاش الذاكرة الجمعية والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
ويبين أن فعاليات الحملة تنطلق تزامنًا مع الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، وتأتي هذا العام في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات الاحتلال لتهويد المدينة وتهجير سكانها، ناهيك عن الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغيرها.
ويضيف أن الحملة تؤكد من خلال فعالياتها المستمرة تمسك شعبنا داخل الوطن وفي الشتات بأرضه ومقدساته وبكامل حقوقه وثوابته الوطنية، بالإضافة لدعم انتفاضته في مواجهة الاحتلال وممارساته وإجراءاته العنصرية.
فعاليات الحملة
وعن فعاليات الحملة، يوضح حمود أنها تتنوع ما بين أنشطة شعبية تراثية وفنية، وأنشطة إعلامية وشبابية، تشمل فعاليات عند الحدود مع فلسطين، ومهرجان يوم القرية الفلسطينية، ومهرجان الطفل الفلسطيني، وملتقيات مع روابط القرى والجمعيات، وكذلك تنفيذ جولات في المخيمات وتكريم الشخصيات.
وتشمل أيضًا، تنفيذ أنشطة داخل المدارس ومسابقات وطنية، ومسيرات كشفية، ودوريات كرة قدم، وندوات ومحاضرات، وكذلك مأكولات تراثية، ناهيك عن العديد من الأنشطة التي تستهدف كبار السن والشباب ورياض الأطفال.
ولم تقتصر فعالياتها على ذلك، بل أطلقت حراكًا إلكترونيًا لتعميم أسماء المدن والقرى الفلسطينية على كافة منصات التواصل الاجتماعي، من خلال تصاميم تحمل أسماء المدن والقرى مزيّنة على الطريقة الفلسطينية، بالإضافة إلى التغريد على وسمي "#القدس_موعدنا"، و"#نكبة74".
ويشير حمود إلى أن الحملة تركز على عدة وسائل لأجل تحقيق أهدافها، بما يشمل رفع العلم الفلسطيني طوال شهر مايو/ أيار، وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني وكل ما يرمز لفلسطين مثل الكوفية والوشاح الفلسطيني، ونشر الملصقات والمواد الدعائية والتراثية الفلسطينية في الأماكن العامة.
ويتابع أنها تتضمن كذلك، كتابة المقالات والتقارير الصحفية ونشرها في الوسائل الإعلامية، وإطلاق صفحات إلكترونية لنشر الفكرة على الإنترنت، وتنظيم الحملات الإعلامية والثقافية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك المشاركة في مسيرات واعتصامات في ذكرى النكبة.
طمس الهوية
ويلفت إلى أن الفعاليات الميدانية للحملة توقفت خلال العامين الماضيين بسبب انتشار جائحة "كورونا"، واقتصرت على الوسائل والندوات الإلكترونية المتنوعة، لكن هذا العام ومع تخفيف الإجراءات في الدول المشاركة تم تنفيذ الفعاليات ميدانيًا.
ويؤكد حمود أن الحملة ماضية في تحقيق أهدافها وإيصال رسالتها، والحفاظ على الهوية الفلسطينية ورفض كل المحاولات الإسرائيلية لطمسها ومحوها، وإبراز تمسك الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه وثوابته، وكذلك حقه في مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة، وصولًا لتحرير أرضه ومقدساته.
ويشدد على أن "فلسطينيي الخارج في مختلف أماكن اللجوء والشتات، ومعهم جميع أحرار العالم المناصرين للحقوق الفلسطينية ينتفضون ويرفعون الصوت عاليًا في شوارع العواصم المختلفة، دعمًا وإسنادًا لانتفاضة شعبنا ومقاومته، التي تجسد وحدته في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال".