ودعت جنين فارسًا جديدًا في معركة الدفاع عن المخيم، وهو الشهيد داود الزبيدي (43 عامًا) الذي عانقت روحه السماء بينما يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة الـ74.
وصباح الأحد، أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد داود الزبيدي، شقيق الأسير زكريا، في مستشفى "رامبام" بالداخل الفلسطيني المحتل؛ متأثرًا بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي في جنين بشمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأصيب الزبيدي، القيادي في كتائب شهداء الأقصى، خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال في جنين يوم الجمعة الماضية، خلال اقتحامها المدينة والمخيم لاعتقال أحد المقاومين المطاردين.
والشهيد الزبيدي أسير محرر قضى 9 أعوام في معتقلات الاحتلال هو ابن الشهيدة سميرة الزبيدي وشقيق الشهيد طه، كما أنه شقيق الأسير زكريا الزبيدي أحد أبطال نفق الحرية.
كما أن داود يعد الشهيد الثاني من أشقاء أسرى نفق الحرية بعد استشهاد شأس كممجي شقيق الأسير أيهم الشهر الماضي.
شهيد في ذكرى النكبة
يقول يحيى الزبيدي شقيق الشهيد داود: "استشهد أخي في ذكرى النكبة داخل أراضينا التي هجرنا منها وهذه رسالة منه أن حقق حلم العودة من مخيم جنين إلى فلسطين المحتلة".
ويضيف لمراسل وكالة "صفا"، "إن احتجز جثمانه فهذه كلها أراضينا".
ويشير الزبيدي إلى أن شهادته في شقيقه داود "مجروحة، "فهو صمام الأمان لمخيم جنين والأخ والابن والصديق والحنون والقلب الطيب".
ويلفت يحيى إلى أن "الاحتلال حرض على شقيقي لحظة نقله إلى مستشفيات الداخل المحتل من قبل المستوطنين وعلى رأسهم بن النائب المتطرف إيتمار بن غفير وطالبوا بقتله الليلة الماضية ".
وبعث رسالة إلى شقيقه الأسير زكريا قائلا له: " أنت جبل، ودائما ما كنت حاملا روحك على كفك وكنا ننتظر خبر استشهادك لكن اليوم ننقل إليك خبر استشهاد داود ونتمنى أن يلهمك الله الصبر والسلوان".
"الاحتلال يتحمل المسؤولية"
بدوره، يقول أمين سر حركة فتح عطا أبو ارميلة:" الاحتلال سمح بنقل داوود لمستشفيات الداخل المحتل لاعتقاله وليس لعلاجه".
ويضيف لمراسل وكالة"صفا"، "الليلة الماضية بن غفير اقتحم المستشفى المتواجد به داود وطلب بقتله وبعدها أعلن الاحتلال أنه معتقل رغم إصابته وفي الصباح أعلن استشهاده".
ويحمّل أبو ارميلة، "الاحتلال "مسؤولية استشهاد واغتيال داود".
ويؤكد أن "الاحتلال يستهدف عوائل الاسرى الستة أبطال نفق الحرية الذين هزموا منظومة كاملة الاحتلال وبالأمس اغتالوا شاس كممجي شقيق أيهم، واليوم داود شقيق زكريا".
"عداوة مطلقة"
من جهته، يقول القيادي في الجهاد الإسلامي أسامة الحروب: إن "ما جرى عملية اغتيال جبانة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني قادة ورموز وأسرى محررين وشخصيات اعتبارية".
ويضيف لمراسل "صفا"، أن "كل الشعب الفلسطيني بنظر الاحتلال هو عدو والكيان له خزان عميق من الحقد تجاه عائلة الزبيدي ليس بدءا من زكريا بل من والدته وشقيقه طه".
ويشير الحروب إلى أن "الكيان يشعر بعداوة مطلقة تجاه الشعب لكن هذه العداوة مختلفة مع آل الزبيدي".