دعت "جماعات الهيكل" المزعوم جمهورها إلى "اقتحام مركزي" للمسجد الأقصى المبارك غدًا الأحد، بمناسبة ما يسمى في الشريعة التوراتية بـ"الفصح العبري الثاني".
ونشرت الجماعات المتطرفة عبر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، دعوة للمستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى خلال ساعات الاقتحام اليومية.
وتأتي هذا الدعوات، تزامنًا مع الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، الشاهدة على إجرام الاحتلال وعصاباته الصهيونية بطرد شعب كامل من أرضه.
وبحسب الباحث المختص في شؤون القدس زياد إبحيص، فإن" هذه المناسبة اليهودية قررتها التوراة بعد شهر من الفصح العبري، لتشكل تعويضًا لمن لم يتمكن من أداء طقوس الفصح الأولى في موعدها بسبب عذر مانع، وعادة يختص بأصحاب المهن التي لا يمكن الانقطاع عنها وبالمرضى والمسافرين".
وأضاف أن "الفصح الثاني مناسبة هامشية من الناحية الدينية اليهودية، ولم يكن يُدعى فيها للاقتحام بشكل مركزي طوال العقدين الماضيين، لكن الدعوة لاقتحام مركزي هذا العام تأتي لكون الأحد 15-5-2022 يوافق ذكرى النكبة فلسطينيًا".
وأوضح أن" هذا ما يجعل هذا الاقتحام اقتحام نكاية وُضع بحسب الرزنامة الفلسطينية لاستعراض الحضور الصهيوني في المسجد الأقصى يوم النكبة".
في المقابل، وجه ناشطون ومقدسيون دعوات لتكثيف الرباط والتواجد في المسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين غدًا، وإفشال مخططات التهويد في مدينة القدس المحتلة.
وتفرض شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين من أهل القدس والداخل المحتل للأقصى، وتحتجز هويات بعضهم عند البوابات الخارجية، فيما تبعد العشرات عنه لفترات متفاوتة.
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم "إن دعوات ما يسمى جماعات الهيكل الصهيونية المتطرّفة باقتحام المسجد الأقصى غداً الأحد في ذكرى النكبة، وسماح سلطات الاحتلال بذللك، تصعيد خطير واستفزاز لمشاعر شعبنا وأمتنا".
وأضاف قاسم في تصريح وصل وكالة "صفا" السبت، أن هذه الدعوات هي دفع إلى صدام مفتوح يتحمل الاحتلال الإسرائيلي تبعاته كاملة.
وشدد على أن تكرار الاقتحامات للمسجد الأقصى، ما هي إلا محاولات يائسة لن في تفلح في فرض أمر واقع، وتغيير حقائق التاريخ بأن المسجد الأقصى فلسطيني عربي إسلامي، كان وسيبقى.
وخلال شهر رمضان الماضي، شهد المسجد الأقصى تصاعدًا كبيرًا في انتهاكات واقتحامات الاحتلال للمسجد، والاعتداء على المرابطين والمعتكفين فيه، وإصابة واعتقال المئات منهم، بغية توفير الحماية الكاملة لاقتحامات المستوطنين.
ونجح المرابطون طيلة رمضان، في إحباط مخططات الاحتلال ومستوطنيه لتدنيس المسجد الأقصى وتنفيذ طقوسهم التلمودية مثل "ذبح قرابين الفصح"، ورفع أعلام الاحتلال داخله، وتمكنوا من تغيير مسار الاقتحامات وتسريعها.