كان مشهد توافد المواطنين على التبرع لإعادة بناء منزلين هدمتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت دجن شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة مؤثرًا للغاية، وعكس حالة التلاحم والتعاضد بين أبناء شعبنا.
ولفت مشهد الأطفال وهم يتبرعون بحصّالاتهم لإعادة بناء ما هدمته قوات الاحتلال أنظار الحضور، وتفاعلوا بحرارة مع الحدث، وسط تعالي التكبيرات والهتافات.
وتوافد المواطنون من البلدة والبلدات المجاورة إلى ساحة المجلس القروي مساء الجمعة لتقديم التبرعات لإعادة بناء منزلين في البلدة هدمهما الاحتلال الأسبوع الماضي.
وهدمت جرافات الاحتلال الاثنين الماضي منزلين كل منهما مكون من طابقين يعودان للمواطنين صالح أبو حلوان وعماد أبو حلوان، بحجة البناء في المناطق (ج).
وفي نهاية اليوم الأول للحملة (أمس)، أعلنت اللجنة الوطنية لإعمار البيوت المهدومة في بلدة بيت دجن عن جمع تبرعات نقدية وعينية بقيمة نصف مليون شيكل، خلال أول أيام الحملة.
وقال رئيس مجلس قروي بيت دجن رفيق حج محمد إن الحملة استطاعت في يومها الأول جمع تبرعات نقدية بقيمة 350 ألف شيكل، وكذلك تبرعات عينية ومواد بناء بقيمة 150 ألف شيكل.
ولفت إلى أن المواطنين من بيت دجن ومن بلدتي بيت فوريك وسالم تداعوا رجالا ونساء وأطفالا لتقديم التبرعات بسخاء.
وأشار إلى أن من بين المتبرعين أطفالا أحضروا حصالاتهم والتي بيعت بمبلغ 45 ألف شيكل لصالح الحملة.
وقال: "كان مشهدا رائعا يثلج الصدر عَكَس حالة التضافر والتلاحم بين أبناء البلدة، ولو أن الاحتلال كان يعلم بهذا المشهد لما أقدم على الهدم".
وأضاف "أراد الاحتلال بهدم المنزلين أن يضربنا في داخلنا، لكن أهالي البلدة وجهوا له صفعة قوية".
وأوضح أن اللجنة وضعت عند انطلاقها سقفا زمنيا لمدة شهر لجمع المبلغ المطلوب، لكن تم جمع المبلغ خلال ساعتين فقط، وهو ما دفعها لوقف حملاتها اللاحقة مع إبقاء باب التبرع مفتوحا لمن يرغب.
من جانبه، عبر صالح أبو حلوان، صاحب أحد المنزلين المهدومين، عن اعتزازه بهذه الوقفة من أهالي بيت دجن، موجها الشكر لكل المساهمين.
وقال لوكالة "صفا": "منذ عام ونصف وأنا أبني بمنزلي ووضعت فيه كل ما جمعته خلال 30 سنة، وعندما شارف على الاكتمال جاءت جرافات الاحتلال وسوته بالأرض في دقائق قليلة".
وأضاف "لكن هذه الوقفة المشرفة من أهل بلدتي أشعرتني أنني لست وحدي في مواجهة الاحتلال، وتقول للاحتلال أنتم تهدمون ونحن نبني".