يُوافق اليوم الأول من مايو الذكرى السنوية الـ19 لارتقاء الأشقاء الثلاثة من عائلة أبو هين في حي الشجاعية شرق غزة خلال تصديهم لقوة من جيش الاحتلال تسللت إلى الحي في العام 2003.
وكانت قوة من جيش الاحتلال عتادها عشرات الدبابات تسللت شرق الحي من عدة محاور، فيما وفرت المروحيات الحربية الغطاء الكامل لتلك الآليات، فيما كان الهدف هو ثلاثة قادة كتائب القسام وهم الأشقاء يوسف ومحمود وأيمن أبناء خالد أبو هين.
فقد تابعت القوة المتسللة طريقها صوب منزل عائلة الشهداء أبو هين، فيما استعدوا للتصدي للقوة من خلال فتح النار تجاه الآليات المتوغلة، موقعين عددًا من أفراد الجيش ما بين قتيل وجريح.
ومع استمرار المعركة لنحو 16 ساعة، استدعت قوات الاحتلال مزيدٍ من الوحدات لمساندتهم في المهمة، من خلال فرض حصار على منزل الأشقاء الثلاثة ونشر قوات القناصة على أسطح بيوت قريبة من المنزل الذي تحصن فيه الإخوة أبو هين.
وشاركت آليات الاحتلال بالتزامن مع مروحيات الأباتشي بإطلاق النار والقذائف بكثافة صوب المنزل، فيما عمل عناصر كتائب القسام على إسنادهم من خلال إطلاق النار بشكلٍ متتابع صوب القوة المتسللة، حيث ارتقى خلال تلك الاشتباكات 6 عناصر من الكتائب بينهم الاشقاء، و7 مواطنين آخرين.
وقبل آذان الظهر وعند الساعة الحادية عشرة والنصف بالتحديد استشهد كل من يوسف ومحمود أبو هين بعد أن أصابهم الرصاص وشظايا الصواريخ التي انهمرت عليهم داخل المنزل، ولم يبقَ إلا أيمن الذي فقد بصره وسمعه وأصيب في أنحاء مختلفة من جسده.
ومع اقتراب موعد العصر بدأت الدبابات والآليات الإسرائيلية بالانسحاب تحت تغطية من طائرات الأباتشي التي حلَّقت بكثافة في السماء، وظن الجميع أن من في البيت قد نجَوا، وبعد دقيقتين وأثناء الانسحاب انفجر المنزل الذي طال حصاره من قبل، وصار ركاما على من فيه، ولحِق أيمن بشقيقيه شهيدًا.
ونشأ الأشقاء الثلاثة محمود ويوسف وأيمن خالد أبو هين في عائلة عرفت بالتزامها وإيوائها ودعمها للمقاومين، أمثال القائد الشهيد ياسر النمروطي والقائد عماد عقل والشهيد المهندس يحيى عياش والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ما أكسبهم الأخلاق الحسنة وحب الجهاد في سبيل الله منذ نعومة أظافرهم.
ويروي أقرباؤهم وأصدقاؤهم أنهم كانوا " كالجسد الواحد، فقد عاشوا حياةً حافلةً بالمعاناة والأسر والإبعاد، وقدَّر الله أن يستشهدوا معًا، فقد تعرض الأشقاء الثلاثة للأسر في سجون السلطة الفلسطينية وفي سجون الاحتلال، فقد قضى الشهداء الثلاثة جلَّ عمرهم خلف قضبان الأسر؛ نتيجة مواقفهم البطولية.
كما أبعدتهم سلطات الاحتلال أيام حكومة إسحاق رابين آنذاك- عن غزة إلى جنوب لبنان في منطقة تعرف باسم "مرج الزهور" عام 1990م مع أكثر من 400 فلسطيني آخرين، ليعودوا بعدها مباشرةً إلى معتقلات السلطة الفلسطينية.