قال نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق، إن الاحتلال الإسرائيلي، هو الذي طلب من العديد من الأطراف أن يتواصلوا مع الحركة لتهدئة الشارع الفلسطيني، مؤكداً أنه في حال لم تتمكن هذه الاتصالات من إنهاء استفزازات الاحتلال بمدينة القدس المحتلة، فإن جميع أشكال مقاومة شعبنا مشرّعة للرد على هذه الاستفزازات، وللدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وأضاف أبو مرزوق في حوار أجرته معه وكالة "صفا" الأربعاء، أن حركته تلقت اتصالات من الأشقاء المصريين، والقطريين، والأمم المتحدة والأتراك، والعديد من الدول الأوروبية بطرق غير مباشرة، مشدداً أننا أوصلنا رسالتنا بأننا غير معنيين بالحرب، ولكن إذا استمر العدوان على القدس، وأهلنا في الضفة الغربية فنحن سندافع عن مقدساتنا، وأهلنا، مهما كانت النتائج.
وأكد إجراء قيادة الحركة العديد من الاتصالات واللقاءات مع أطراف دولية وإقليمية فاعلة بهدف الضغط على العدو الإسرائيلي ولجم عدوانه على المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى، وأهلنا في الضفة الغربية وخصوصًا مدينة جنين، ورفض سياسة العقاب الجماعي المفروضة على أهالي المقاومين الأبطال.
وأوضح أن الاتصالات مع الوسطاء ما تزال مستمرة، خصوصًا من الأمم المتحدة والأشقاء في مصر وقطر، ولم نطلب ولو مرة واحدة التوسط، ودائمًا يأتي الطلب من الاحتلال، مؤكداً أن لشعبنا الفلسطيني كامل الحق في الدفاع عن نفسه، وعن مقدساته، وإذا لم تتمكن هذه الاتصالات من انهاء استفزازات العدو، فإن جميع أشكال مقاومة شعبنا مشرّعة للرد على هذه الاستفزازات، وللدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وفيما يلي نص الحوار:
السؤال الأول: في إطار التحرك لتهدئة الأوضاع الميدانية، تم الكشف مؤخراً عن سلسلة اتصالات تجريها قيادة حماس مع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، لو تطلعنا على فحواها، وما هي أبرز الرسائل التي ترسلها حماس في هذا الإطار؟
الجواب: العدو الإسرائيلي قلق من تصاعد التوتر في الأراضي المحتلة، ولهذا طلب من العديد من الأطراف أن يتواصلوا مع الحركة لتهدئة الشارع الفلسطيني، ووصلتنا اتصالات من الأشقاء المصريين، والقطريين، والأمم المتحدة والأتراك، والعديد من الدول الأوروبية بطرق غير مباشرة، واستمعت الحركة إلى مواقف هذه الأطراف وأوضحنا لهم أننا غير معنيين بالحرب، ولكن إذا استمر العدوان على القدس، وأهلنا في الضفة الغربية فنحن سندافع عن مقدساتنا، وأهلنا، مهما كانت النتائج، كما أجرينا العديد من الاتصالات واللقاءات مع أطراف دولية واقليمية فاعلة بهدف الضغط على العدو الإسرائيلي ولجم عدوانه على المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى، وأهلنا في الضفة الغربية وخصوصًا مدينة جنين، ورفض سياسة العقاب الجماعي المفروضة على أهالي المقاومين الأبطال.
العدو الإسرائيلي قلق من تصاعد التوتر في الأراضي المحتلة
موقفنا ورسائلنا واضحة، وهي أن القدس خط أحمر، ورفضنا التام للاستفزازات الإسرائيلية في المدينة، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاستفزازات، وشعبنا الفلسطيني ومن وراءه مقاومته سترد على أي محاولة تهدف إلى تغيير الأوضاع في القدس، أو إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا كما حدث في المسجد الابراهيمي.
السؤال الثاني: في المقابل كانت هناك جهات وسيطة تبادر للاتصال بحماس تتعلق بالأوضاع الميدانية، من يقود هذه الوساطات؟ وما هو رد حماس؟
الجواب: لاتزال الاتصالات مع الوسطاء مستمرة خصوصًا من الأمم المتحدة والأشقاء في مصر وقطر، ولم نطلب ولو مرة واحدة من هؤلاء التوسط، ودائمًا يأتي الطلب من الاحتلال، ولشعبنا الفلسطيني كامل الحق في الدفاع عن نفسه، وعن مقدساته، وإذا لم تتمكن هذه الاتصالات من انهاء استفزازات العدو، فإن جميع أشكال مقاومة شعبنا مشرّعة للرد على هذه الاستفزازات، وللدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.
السؤال الثالث: في حال نشبت مواجهة مع الاحتلال، ما هو الدور الملقى على حماس في الخارج؟
الجواب: نحن نخوض معركة مستمرة مع العدو، ونؤمن بالمقاومة الشاملة، على صعيد مختلف الأدوات وفي القلب منها المقاومة المسلحة، وكذلك مواجهة المشروع الصهيوني في جميع الساحات في داخل فلسطين، وخارجها، وفق خصوصية كل ساحة، والأداة الأنسب لمحاصرة النفوذ الإسرائيلي ومحاربته، وشعبنا الفلسطيني في الخارج منتشر في عشرات البلدان، ويقومون بأدوار محورية في إدارة الصراع مع الحركة الصهيونية.
نحن نعمل بشكل مستمر على تحشيد طاقات شعبنا الفلسطيني في الخارج، سواء لمحاربة الرواية الإسرائيلية، أو المحاربة القانونية، أو الإعلامية، أو الشعبية، ومحاربة جميع أشكال وجوده، إضافة إلى تعزيز صمود شعبنا في الداخل، ومد مقاومته بسبل البقاء والتطوير، وتختلف أدوات الصراع من مرحلة إلى أخرى ونعمل دائمًا على إعادة تقييم أدائنا ولا ثابت في هذه المعركة إلا محاربة العدو، وهي مستمرة لا تنتهي إلا بتفكيك الاحتلال.
هذا من جانب، ومن جانب آخر لنا في خارج أرضنا أمة حيّة وهي حاضنة لقضيتنا ومشاركة لنا في همومنا واتصالاتنا وحضورنا فيها كبير، وكذلك هنالك آلاف من أحرار العالم والدول الصديقة والذين يدافعون عن قضيتنا في مواجهة المشروع الصهيوني، ولعل أبرز أنشطتهم في المقاطعة للكيان، والمظاهرات، والمحاضرات، والمواجهات ودعم شعبنا الفلسطيني.
السؤال الرابع: بين فترة وأخرى يطفو على السطح الحديث عن علاقة حماس مع الإقليم فكيف تقيمون العلاقة مع كل من مصر، وإيران، ودول الخليج؟
الجواب: حركة حماس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ومن الأمتين العربية والإسلامية، ونرتبط بعلاقات وثيقة مع الشعوب العربية والإسلامية والقوى الحيّة فيها، كما أننا نعمل بشكل مستمر على تطوير علاقاتنا الرسمية لما فيه مصلحة لشعبنا الفلسطيني، ولتحقيق هدف التحرير والعودة لشعبنا الفلسطيني.
وكل من إيران مصر ودول الخليج، من الدول المؤثرة في مجريات الصراع، ونحرص في الحركة على تطوير هذه العلاقات بشكل مستمر، والعمل على إزالة أي موانع تجاه تعزيز العلاقة، ويختلف دور وسقف كل دولة من هذه الدول، عن الدولة الأخرى ونعمل دائمًا على أن يكونوا أقرب لفلسطين، وأن يرتفع سقف موقفهم.
المشكلة في علاقات الحركة الإقليمية هي هشاشة وضع الإقليم، فأصبح يقبل الضغوط الخارجية كما حصل في فترة الرئيس ترمب، ثانيًا هو انفراط عقد السياسة الجمعية العربية، والتي تم تبنيها عام 2002 وأصبحت الدول تعمل ما بدا لها، وثالثًا هو الحضور الإسرائيلي الفاعل للأسف في الأجندات العربية.
"سنستمر في جهودنا حتى الافراج عن آخر مُعتقل فلسطيني في السعودية"
السؤال الخامس: فيما يتعلق بالمعتقلين السياسيين في السعودية، ما هي جهود حماس للإفراج عنهم، وهل يوجد تواصل مع النظام السعودي بهذا الخصوص؟
الجواب: لم تترك الحركة وسيلة إلا وحاولت من خلالها الإفراج عن معتقلي الحركة لدى المملكة العربية السعودية، ولم تفلح هذه الجهود، وسنستمر في جهودنا حتى الإفراج عن آخر مُعتقل، فهؤلاء المعتقلين عاشوا بين إخوانهم السعوديين لسنوات، ولم يصدر عنهم شيء يخل بالقانون السعودي، وعملوا على تحشيد الدعم المالي والسياسي للقضية الفلسطينية، لتعزيز صمود أهلنا في الداخل، ولا ننسى فضلهم ودورهم، وعلى الإخوة في المملكة الإفراج عنهم، لأن اعتقالهم يُسيء للمملكة، ولا يخدم صورتها أمام شعوبنا العربية والإسلامية.
للأسف الشديد وضع القضية الفلسطينية في الإقليم حيث باتت "إسرائيل" تعتبر المنطقة منطقة نفوذ، ووصل الأمر حتى اقتراح أحلاف عربية تشارك فيها "إسرائيل"، بل نخشى أن تقدم "إسرائيل" طلب الانضمام لجامعة الدول العربية.
السؤال السادس: فيما يتعلق بالعلاقة مع تركيا، بعض وسائل الإعلام تحدثت عن أن استعادة العلاقة بين تركيا و"إسرائيل"، أثر على التعامل مع حماس، مدى صحة هذا الحديث؟
الجواب: سياسة الحركة أنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ومع ذلك لا نُحب لتركيا أن توثق علاقاتها مع العدو الإسرائيلي، الذي لا يكل ولا يمل في رسم المخططات لاستهداف تركيا ورموزها، وتقويض صعودها السياسي والاقتصادي، وإثارة القلاقل لها في الداخل والخارج، وبكل الأحوال علاقات الحركة مع تركيا لم تتأثر، وهي قبل وبعد خطوات التقارب مع العدو الإسرائيل كما هي، إلا أن القضية الفلسطينية وحماس تتضرر من أي علاقة يقيمها العدو مع الدول الإسلامية والعربية، ويجب أن يبقى الكيان غريب عن هذه المنطقة. وإن أي تعاون مع الاحتلال هو تشجيع وتقوية له من ناحية، ومن ناحية أخرى على حساب الحق الفلسطيني الثابت وإنه بالقدر الذي تتقدم فيه العلاقات مع الاحتلال تتراجع قوى التأييد للقضية الفلسطينية، ومن هذا المنطلق نحن نرفض أي تقارب أو تعاون مع الاحتلال ولكن المشكلة أنهم لن يكونوا ملكيين أكثر من الملك.
السؤال السابع: تواصل حماس مع الساحة الدولية لا يزال محدوداً كما يرى البعض، فما هي الاختراقات التي حققتها حماس في هذا الإطار؟ وهل لا زال تحفظ المجتمع الدولي للحديث مع حماس كما هو أم هناك تغير في الرؤى لديهم؟
القضية الفلسطينية وحماس تتضرر من أي علاقة يقيمها العدو مع الدول الإسلامية والعربية
الجواب: نحن حقيقة لا نعوّل على المجتمع الدولي، أو الدول التي تسمي أنفسها المجتمع الدولي، فهي راعية للمشروع الصهيوني، وتمده بسبل الحياة، وتمده بالمال والسلاح والدعم السياسي، والكيان الصهيوني نشأ بوعد من بريطانيا وهي أحد أركان هذا المجتمع، وسيتفكك هذا الكيان يقينًا بوعد الله. أولًا، وثانيًا هناك تغيرات كونية ونحن نعيش إرهاصات هذه التغيرات حيث أن "إسرائيل" أنشئت بوعد بعد الحرب العالمية الأولى، وحقيقة بعد الحرب العالمية الثانية، وانتصار الحلفاء في الحرب، لكن كل ذلك لم يمنعنا من التواصل مع الأطراف ما عدا الكيان الصهيوني، ونصيغ من العلاقات ما يخفف عن شعبنا، ويقوي عزائمنا، ويحمي مقاومتنا، ولنا نجاحات ملموسة، والحديث عنها مضر ولا يفيد لأسباب معروفة.
ومع ذلك نحن نعمل بشكل مستمر على قطع حبل الناس عن هذا الكيان، ونعمل على بناء معادلات سياسية تزحزح موقف هذه الدول، مع العلم أن معظم الدول الغربية تتصل بالحركة دون اعلان احترامًا لرغبتها في إبقاء هذه الاتصالات سريّة.
أحرار العالم والدول الصديقة يدافعون عن قضيتنا في مواجهة المشروع الصهيوني
السؤال الثامن: لا يزال الحصار مستمرًا على غزة، ما هي جهود حماس الخارجية في هذا الإطار لتحقيق انفراجة حقيقية في الأوضاع؟
الجواب: فك الحصار عن قطاع غزة أولوية لدى الحركة، فهو يستهدف الحياة في قطاعنا الحبيب، وآمال شعبنا وتطلعاته، بل بات جيل بأكمله لا يعرف شيئًا إلا الحصار، والحصار نوع من أنواع الحروب، ولا يكاد يخلو لقاء مع أطراف خارجية دون التأكيد على ضرورة فك الحصار عن قطاع غزة، وفي المقابل هنالك جهود مستمرة لتقليل حدّة آثار هذا الحصار الظالم، من خلال تعزيز صمود الشعب، وتفكيك القضايا التفصيلية حتى لا يُطبق الحصار بالكامل على شعبنا في غزة، وبمزيد من الصراحة الحصار تدخل فيه عوامل داخلية وإقليمية غير وطنية وغير إنسانية تساهم في إبقاء الحصار من قبل الاحتلال، ونحن نتعامل مع كل هذه الأطراف بواقعية منتظرين تغيير الأوضاع والمواقف والبرامج والله المستعان.