شدد مشاركون من فصائل وقوى سياسية ونخب وطنية على ضرورة توحيد الجهود نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، داعين لتشكيل قيادة موحدة تدير حالة الصراع والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد هؤلاء خلال ندوة سياسية بعنوان "القدس هي المحور"، نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية-مكتب فلسطين اليوم الأحد بمدينة غزة أن القدس هي المحور الرئيس التي توحد المقاومة وأحرار العالم في مواجهة الاحتلال ومخططاته.
وينظم "يوم القدس العالمي" في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هو حدث سنوي يعارض احتلال "إسرائيل" للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في بعض الدول العربية والإسلامية، وخصوصًا في إيران حيث كانت أول من اقترح هذه المناسبة.
وقال القيادي بحركة حماس إسماعيل رضوان يأتي "يوم القدس العالمي" في وقت تتزامن فيه انتهاكات الاحتلال بالمسجد الأقصى وبحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في محاولة لوقف هذه الثورة المتصاعدة التي يخوضها أبناء شعبنا دفاعًا عن القدس.
وشدد رضوان على أن القدس هي عقيدة في ضمير الأمة، مضيفًا "نقول للمحتل الذي يتجرّأ على انتهاك المحرمات والأقصى إن القدس عقيدة في ضمير الأمة"، مطالبًا علماء الأمة حشد كل طاقات والجماهير في معركة تحرير القدس والأقصى.
ودعا لتعزيز الوحدة الميدانية على المستوى الفلسطيني لاستمرار المقاومة ضد الاحتلال، مؤكدًا أن "المعركة مستمرة ضد الاحتلال، وأن سيف القدس لا زال مشرعًا ولم يُغمد".
وحث أبناء شعبنا لاستمرار الرباط بالمسجد الأقصى وشد الرحال إليه، مطالبًا جماهير أمتنا العربية والإسلامية للقيام بدورهم في حماية القدس والأقصى، مطالبًا السلطة وقف التنسيق الأمني وإنهاء ما يسمى "حقبة أوسلو" وتحقيق الوحدة ورفع اليد عن المقاومة.
القدس محورنا
بدوره، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل إن "المتابع لتسلسل الأحداث تاريخيًّا يؤكد أن القدس هي المحور وبوصلة شعبنا، وكانت بوصلة امتنا العربية والإسلامية ولكن اليوم تنحرف للأسف".
وأوضح المدلل أن الاحتلال لم يتوقف ولا يزال يحاول تغيير هوية القدس من هويتها العربية الإسلامية إلى هوية يهودية استيطانية.
وأضاف "الاحتلال للأسف اتخذ مبررات قوية جدًا سواء من خلال القيادة الفلسطينية أو الدول العربية، لكن شعبنا لا زال يقاوم ولم يرفع الراية البيضاء حتى جاءت معركة سيف القدس".
وتابع حديثه "هذه المعركة صنعت تحولا جذريًّا في تاريخ الصراع مع الاحتلال، في وقت اعتقد المحتل أنه نجح في تدجين أهلنا في 48؛ وجاءت معركة سيف القدس لتؤكد أولا وحدة شعبنا خلف خيار المقاومة".
ودعا المدلل لتعزيز الوحدة الوطنية التي تحافظ على ثوابت شعبنا وحقه في استمرار المقاومة، مطالبًا الكل الوطني للتوحّد خلف خيار مقاومة الاحتلال.
وطالب الرئيس محمود عباس لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مخرجات الأمناء العامين في بيروت، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تدير حالة الاشتباك والمقاومة في الضفة والقدس.
وأضاف "لا بد من التشبيك بين أبناء شعبنا مع أحرار أمتنا العربية والإسلامية على كافة المستويات التي لا زالت القدس في عقولهم ووجدانهم".
بدوره، بيّن القيادي بالجبهة الشعبية هاني الثوابتة أن تغوّل الاحتلال على مدينة القدس والمسجد الأقصى يأتي كونها قضية محورية وجوهر القضايا للأمة العربية والإسلامية، باعتبار أن القدس عاصمة الأحرار حول العالم.
وأوضح الثوابتة أن وجود الاحتلال في القدس يهدف لتغيير واقع المدينة بالكامل، مؤكدًا أنها محور الصراع مع الاحتلال.
وأضاف "نحن في أمس الحاجة اليوم لتوحيد كل طاقات شعبنا، هذا التوحيد لن يكون إلاّ بتوحيد كل مقدرات أبناء شعبنا، ودون ذلك سيبقى الاحتلال جاثم على صدورنا".
ودعا الثوابتة لتعظيم الاشتباك على كل المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية والدبلوماسية لكن في إطار وحدة فلسطينية ونظام سياسي فلسطيني موحّد، والإيمان بالشراكة وبرنامج المقاومة، وضرورة أن توظف كل الطاقات خدمةً لمشروع الكفاح الوطني والمقاومة الفلسطينية.