تسود مدينة القدس المحتلة حالة من الترقب والهدوء الحذر، بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى المبارك واعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطين والمعتكفين في باحاته، وسط مخاوف من تصاعد حدة الأوضاع ما بعد شهر رمضان المبارك.
وحولت سلطات الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، ونشرت عناصرها وقواتها الخاصة وشرطة "حرس الحدود" في الشوارع والطرقات ومداخل الأحياء، ونصبت الحواجز العسكرية، وخاصة في البلدة القديمة وأزقتها.
وتتخوف سلطات الاحتلال من تصعيد محتمل في مدينة القدس ومدن الداخل المحتل، على خلفية التصعيد المستمر في المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة.
وصعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها واقتحاماتها للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي، الذي تزامن مع "عيد الفصح" اليهودي، إذ اعتدت على المرابطين والمعتكفين فيه بالقمع والضرب وبإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة واعتقال المئات.
وصباح السبت، سادت أجواء من التوتر في المدينة المقدسة، بعد أن وضعت شرطة الاحتلال قيودًا على وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة للاحتفال بيوم "سبت النور"، الذي يسبق "عيد الفصح المجيد"، وأعاقت وصول المحتفلين عبر نصب الحواجز وإغلاق عدد من أبواب البلدة القديمة أمامهم.
ترقب وتوتر
وقال الناشط المقدسي ناصر الهدمي لوكالة "صفا" إن مدينة القدس تعيش حالة من الترقب والتوتر الشديدين، بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى، وانتهاء "عيد الفصح"، خشيةً من تصاعد الأوضاع في المدينة خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، وما بعده أيضًا.
وأوضح أن هذه الأيام المباركة تشهد تواجدًا مكثفًا للفلسطينيين الذين يؤمون القدس والأقصى من أجل الرباط والاعتكاف في باحاته، خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، في ظل حالة من الهدوء الحذر والترقب لما سيكون عليه الوضع ما بعد رمضان.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت وقف اقتحامات المستوطنين المتطرفين للأقصى خلال هذه الأيام، لكن التخوف سيد الموقف لما بعد انتهاء الشهر الفضيل، لأن صراعنا فيما يخص الأقصى لم ولن ينتهى، طالما هناك احتلال واقتحام لباحاته ما زال مستمرًا.
وأضاف "رغم الاعتداءات والقمع الهمجي، إلا أن هناك رجالًا دافعوا عن الأقصى والمقدسيين في مواجهة الاحتلال واعتداءاته، وكانوا سندًا وعونًا لهم".
قضية استراتيجية
وأكد أن تهويد القدس والأقصى يمثل مشروعًا مركزيًا واستراتيجيًا بالنسبة لحكومة الاحتلال، لا يقتصر فقط على الأعياد اليهودية، رغم أنها تستغل تلك الفترة لأجل تمرير خطوات دراماتيكية بشأن مخططاتها التهويدية بحق الأقصى.
وبحسب الهدمي، فإن مشروع التهويد يحظى بأولوية مهمة لدى الاحتلال، بحيث يتم تجييش كافة الإمكانيات لأجل تنفيذه في القدس والأقصى.
وبنظره، فإن المواجهة مع الاحتلال مستمرة، والأمور تتجه نحو التصعيد، في ظل مواصلة الاعتداءات على المقدسيين ومقدساتهم، وتحديدًا المسجد الأقصى، ومحاولات تهويده.
واعتبر الناشط المقدسي أن عملية قمع شرطة الاحتلال للمسيحيين وفرض قيوده على وصولهم لكنيسة القيامة بالأمس، ما هو إلا مؤشر واضح على أن الاحتلال يستهدف كل ما هو غير يهودي في المدينة المقدسية، ولا تتوقف عنصريته عند المسلمين والفلسطينيين.
وكان 3670 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا المسجد الأقصى من الأحد حتى الخميس الماضي، بمناسبة ما يسمى عيد "الفصح" اليهودي، وسط منع مئات الشبان من دخوله. وفق شبكة "القسطل" الإخبارية
ونشرت شرطة الاحتلال عناصرها في باحات الأقصى وحاصرت النساء في سطح قبّة الصخرة، في حين حاصرت الشبّان في المصلى القبلي، معتدية عليهم بالضرب والقنابل والرصاص ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات.
وتصدى المرابطون بهتافات التكبير وبالمفرقعات النارية والحجارة لاقتحامات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين الذين استباحوا حرمة الأقصى.