شهد الداخل الفلسطيني المحتل الليلة الماضية وساعات فجر السبت الأولى مسيرات واحتجاجات دفاعًا عن المسجد الأقصى الذي ما يزال يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أسبوع.
وتستعد شرطة الاحتلال خلال الأيام القادمة لإمكانية تحقق "السيناريو المتطرف" في موجة التصعيد الحالية المتمثل في اتساع دائرة المواجهات لتصل مدن الداخل المحتل.
وشهدت مدينة يافا وحيفا مسيرة مركبات ودراجات تنديدًا بالعدوان على الأقصى فجر السبت، فيما شهدت مدينة أم الفحم مسيرة حاشدة.
وصعدت قوات الاحتلال من حملة الاعتقالات الليلة الماضية خاصة في أم الفحم وذلك على خلفية المسيرة الأخيرة.
وخلال ساعات فجر السبت الأولى اعتدت شرطة الاحتلال على المتظاهرين في أم الفحم الذين خرجوا دفاعًا عن الأقصى، وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، بعد مسيرة حاشدة سبقتها بتواجد قواتها بشكل معزز بعد اقتحام مدخل المدينة.
ودعا إلى المسيرة "الحراك الفحماوي الموحّد" واللجنة الشعبية في المدينة التي انطلقت من مسجد أبي عبيدة.
وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 6 متظاهرين، فيما لم يعرف حتى الآن العدد النهائي للمعتقلين، إلا أن إحصائيات أخيرة أفادت بأن الاحتلال اعتقل ما يزيد عن 56 شابًا منذ بدء أحداث الأقصى والمظاهرات بالداخل، على خلفية العمليات الفدائية الأخيرة.
ومنذ بدء الاحتجاجات بالداخل قبل أسبوع تنديدًا بالعدوان على المسجد الأقصى، تضع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أم الفحم في دائرة الاستهداف الأكبر، حيث اعتقلت العشرات من أبنائها، واستهدفت عددًا من النشطاء البارزين والمرابطين المعروفين في الأقصى.
ووصلت مسيرة المركبات والدراجات النارية التي انطلقت من مدينة يافا إلى المسجد المبارك، بعد محاولات من الاحتلال لعرقلة وصولها إلى القدس.
وفي السياق، مددت محكمة الاحتلال في حيفا اعتقال عدد من الشبان، اعتُقلوا على خلفية أحداث المسجد الأقصى قبل أيام، وهم من أم الفحم ومجد الكروم وكفر كنا، حتى غدٍ الأحد.
واستنكر الحراك الفحماوي الموحد في بيان له التحريض المسبق لشرطة الاحتلال وإعلامه على المظاهرة الشرعية والاعتداء السافر على أمسية رمضانية نظمها الأهالي في ساحة متنزه النافورة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وقال في بيانه "نظمنا الجمعة مسيرة جبارة انتهت في حي راس الهيش، كانت مثالاً للعمل النضالي الوحدوي، ونحن نحمل شرطة الاحتلال مسؤولية كل ما تلاها من اعتداء على الناس واقتحام مدخل المدينة دون حاجة أو وجه حق".
وأكد الحراك أن "استمرار هذه التصرفات الرعناء الاستعراضية الشبيهة لما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى هو ما سيؤدي لمزيد من التصعيد لمواجهة هذه التصرفات الاحتلالية التي لا يمكن السكوت عنها".
واندلعت صباح الجمعة لليوم السادس على التوالي مواجهات عنيفة بين المعتكفين المرابطين في المسجد الأقصى وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأطلقت خلالها هذه القوات الأعيرة المطاطية، ما تسبب بوقوع إصابات.