أعلنت روسيا، اليوم الخميس، سيطرة قواتها على مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، ثاني أهم مدن منطقة دونيتسك بإقليم دونباس.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو في مؤتمر صحفي، إن قوات بلاده سيطرت على مدينة ماريوبول بأكملها باستثناء مصنع "آزوفستال".
وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن قوات بلاده "نجحت" في السيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية، وأمر بمحاصرة آخر المقاتلين الأوكرانيين بدلا من اقتحام موقع آزوفستال الصناعي حيث يتحصنون.
وقال بوتين لوزير الدفاع سيرغي شويغو: "إن نهاية عملية تحرير ماريوبول تعد عملًا ناجحًا"، كما ورد خلال لقاء بثه التلفزيون.
وأبلغ الرئيس الروسي وزير الدفاع أيضا أنه يريد محاصرة آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في موقع المعادن في آزوفستال، لأن شن هجوم سيكلف الكثير من الأرواح إذ إن المنطقة تتألف من شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض.
وقال بوتين: "أعتبر الهجوم المقترح على المنطقة الصناعية غير مناسب. أطلب إلغاؤه"، وتابع قوله: "يجب أن نفكر ... في حياة وسلامة جنودنا وضباطنا ولا يجب أن ندخل سراديب الموت هذه ونزحف تحت الأرض...يجب إغلاق هذه المنطقة بأكملها بحيث لا ندع ذبابة واحدة تمر".
وما زال الموقع الصناعي الواسع يضم ألفي جندي أوكراني، حسب وزير الدفاع الروسي. كما وعد بوتين بضمان سلامة من يستسلمون منهم، وقال: "اقترح مرة أخرى على كل الذين لم يلقوا أسلحتهم أن يفعلوا ذلك والجانب الروسي يضمن سلامتهم ومعاملتهم بكرامة".
يأتي ذلك، فيما رفض آخر المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول الاستسلام لكنهم طالبوا، اليوم الخميس، في اليوم الـ56 للحرب المجتمع الدولي بـ"ضمانات أمنية".
ويتحصن مئات المدنيين الذين يعانون نقص الطعام والماء في مصنع آزوفستال للصلب والمعادن مع الكتيبة 36 للجيش الأوكراني وكتيبة آزوف، آخر وحدتين قتاليتين في ماريوبول، حسب السلطات الأوكرانية.
وفي تغريدة على تويتر، كتب ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية وأحد المفاوضين مع روسيا، مساء الأربعاء "نحن مستعدون لعقد جلسة خاصة من المفاوضات في ماريوبول من أجل إنقاذ رجالنا، (كتيبة) آزوف، الجنود، المدنيون، الأطفال، الأحياء والجرحى. الجميع".
أما موسكو التي وجهت عددا كبيرا من الإنذارات النهائية للمدافعين عن ماريوبول، فهي مصممة على الاستيلاء على هذا الميناء الذي سيسمح لها بربط شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في 2014 بجمهوريتي دونباس الانفصاليتين المواليتين لروسيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا مستقبل لمفاوضات بلاده مع أوكرانيا إذا لم تأخذ كييف المطالب الروسية بعين الاعتبار، في حين عرض قائد عسكري أوكراني خروج العسكريين والمدنيين في ماريوبول المحاصرة إلى دولة ثالثة.