قال المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن مسيرة الأعلام التي ينوي المستوطنون تنفيذها في القدس المحتلة مساء يوم الأربعاء، تشكل نوعًا من الاستفزاز وصب الزيت على النار، وزيادة التوتر والاحتقان في المدينة المقدسة.
وأضاف أبو دياب في حديث خاص لوكالة "صفا" أن" هذه المسيرة ليس لها علاقة بمسيرة العام الماضي، والتي جاءت فيما يسمى "يوم توحيد القدس"، وأدت لإشعال الأوضاع واندلاع مواجهة عسكرية في قطاع غزة، بل هي مسيرة استفزازية تم استنساخها لأجل زيادة حدة التوتر والتصعيد".
وأوضح أن مسيرة الأعلام اليوم يقودها عضو الكنيست المتطرف "إيتمار بن غفير"، والذي يسعى إلى تأجيج الأوضاع وانفجارها في القدس وسائر المنطقة، وأيضًا لإحراج حكومة الاحتلال برئاسة "نفتالي بينيت".
أهداف أيدلوجية
واعتبر أن "هذه المسيرة تحمل أهدافًا أيدلوجية ودينية، وتشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين والفلسطينيين، ونوعًا من التصعيد سيجلب الخراب على دولة الاحتلال، لأن غلاة المتطرفين معنيين بتصاعد الأحداث وتوتيرها".
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال رفضت منح ترخيص لإقامة مسيرة الأعلام في البلدة القديمة، خوفًا على المستوطنين، خاصة أنها ستقام في وقت تشهد فيه البلدة تواجدًا كثيفًا للمقدسيين، وتوافدًا على المسجد الأقصى المبارك.
وبين أن شرطة الاحتلال حولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت عناصرها وقواتها الخاصة في كافة المناطق والمداخل، وخاصة في البلدة القديمة، وقد تفرض قيودًا مشددة على المقدسيين، في حال أقيمت المسيرة الاستفزازية.
وتوقع أبو دياب أن يتم إلغاء إقامة المسيرة نهائيًا، أو تغيير مسارها المقرر في بابي العامود والأسباط، خوفًا على المستوطنين.
ومساء الثلاثاء، رفضت شرطة الاحتلال منح ترخيص لإقامة مسيرة الأعلام السنوية في أرجاء البلدة القديمة الساعة الخامسة من مساء اليوم، على ضوء الإعلان عن خط سيرها داخل البلدة القديمة قبل نيل التراخيص اللازمة منها.
وذكرت الشرطة أن "المسيرة التي ستمر من باب السلسلة ومناطق أخرى في البلدة القديمة غير مرخصة، ولن تمنحها الحماية اللازمة".
أوضاع صعبة
وحول صورة الأوضاع في المدينة المحتلة، وصف أبو دياب الوضع بالمتأزم والصعب جدًا، في ظل مواصلة قوات الاحتلال اعتداءاتها على المرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى والمدينة، واستفزازات المستوطنين واقتحامهم للمسجد، بالإضافة إلى أداء صلواتهم في حائط البراق.
وقال: إن" الوضع شديد التوتر، وربما الانفجار بات قاب قوسين أو أدنى، وأي ردة فعل على مسيرة الأعلام قد تكون الصاعق الذي سيشعل المنطقة، وينذر بمعركة سيف القدس 2".
وحول اقتحامات المستوطنين، أوضح عضو هيئة أمناء الأقصى أن سلطات الاحتلال تريد بهذه الاقتحامات، أن "تثبت أنها صاحبة الحق والسيادة على المسجد المبارك، وأنه ليس مكانًا مقدسًا للمسلمين".
وأكد أن الاحتلال يسعى لاقتطاع جزء من المسجد الأقصى، وفرض وقائع تهويدية بالقوة، واستنساخ تجربة المسجد الإبراهيمي بتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، لكنها فشلت بسبب صمود المرابطين وأهل القدس وثباتهم، رغم الضريبة التي دفعوها، من أجل عدم تمرير الأطماع الإسرائيلية بالأقصى.
وقف الاقتحامات
وعن قرار وقف الاقتحامات، قال أبو دياب: إن" الاحتلال لم يستطيع باقتحاماته واعتداءاته، تحقيق أي شيء بالأقصى، ويتخوف من اندلاع مواجهة عسكرية كما حدث العام الماضي".
وأضاف أن" القرار الإسرائيلي يأتي لتخفيف الضغط في الشارع الفلسطيني، والعالم العربي والإسلامي، في ظل التحركات العربية والإسلامية، التي أدانت اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمصلين، ودعت لوقفها، وحتى لا يكون هناك ثورة عارمة".
وتابع "ربما يكون القرار لذر الرماد في العيون، وخداع المقدسيين"، لكن نؤكد أننا سنبقى متيقظين ومرابطين في الأقصى، وإذا لم يلتزم الاحتلال فإن القادم سيكون مؤلم.
ومساء الثلاثاء، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إغلاق ساحات المسجد الأقصى أمام المستوطنين اعتبارًا من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية شهر رمضان، الأمر الذي اعتبره "بن غفير"، "استسلام ورفع للراية البيضاء أمام الفلسطينيين".
وأطلقت دعوات مقدسية لتكثيف التواجد في منطقة باب العامود مساء اليوم، للتصدي لمسيرة الأعلام التي ينوي المستوطنون تنفيذها.
وستنطلق المسيرة من غرب القدس تحديدًا من ساحة بلدية الاحتلال، وصولًا إلى باب العامود، وسيتخللها أداء رقصاتٍ استفزازية، ومن ثمّ ستتجه إلى حائط البراق.