حذرت صحيفة إسرائيلية من تصاعد حدة الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، وقالت إنها قد تقود إلى اندلاع تصعيدٍ عسكري قد يُسهم في إدخال غزة في تلك التطورات.
وأوضح تحليل لـ"آنا أهرونهيم" بصحيفة "جيروزاليم بوست"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الأحداث التي اندلعت في الحرم القدسي تُعيد ذات المشهد السابق، وهو الاشتباكات بيت الشبان الفلسطينيين الغاضبين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح.
وقالت الكاتبة: "يمكن أن تجر مقاطع الفيديو منذ يوم الجمعة وحتى اليوم بما في ذلك لقطات لعناصر الشرطة وهم يضربون المصلين بالهراوات والقنابل الدخانية المنفجرة في المسجد الأقصى، الأمور نحو إشعال منصات إطلاق الصواريخ في غزة.
ولفتت إلى أن نفس المشهد دفع حركة حماس قبل عام إلى إطلاق سبعة صواريخ من غزة نحو القدس، مما أدى إلى حربٍ استمرت 11 يومًا.
وذكرت أن أحداث هذا العام- حتى الآن- تصدرتها التحذيرات التي أطلقتها حماس وفصائل فلسطينية أخرى والتي أكدت أن "القدس خطهم الأحمر الذي لا يُمكن تجاوزه".
وأشارت الكاتبة إلى أن عناصر الجيش المنتشرة في كافة أنحاء الضفة تحاول وقف تدهور الأحداث.
يأتي ذلك عقب سلسلةٍ من العمليات الفدائية خلال الأسابيع الأخيرة والتي قتُل فيها 15 إسرائيليًا.
ومنذ بداية الشهر الفضيل، تعمدت شرطة الاحتلال التضييق على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك من خلال تنفيذ سلسلة من الاعتداءات الوحشية والاعتقالات بحقهم.
وفي وقت لاحق من صباح أمس الأحد، استهدف فلسطينيون عدة حافلات تابعة لشركة "إيغد" الإسرائيلية كانت متجهة نحو حائط البراق في البلدة القديمة، وقاموا برشق الحافلات بالحجارة الكبيرة وأصيب عدد من المستوطنين.
ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال قتل خلال اقتحاماته لمدن ومخيمات الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة 13 فلسطينيًا، "وهو الأمر الذي لا يُمكن لقائد حماس في غزة يحيى السنوار السكوت عنه وعما يجري في القدس والمسجد المبارك".
وتطرقت الصحيفة إلى أنه "تم إطلاق صفارات الإنذار ظهر الأحد في "ناحال عوز" الواقعة على الحدود مع غزة، بينما سقطت قذائف الهاون داخل قطاع غزة وألغيت حالة التأهب، وكل ذلك يُظهر مدى هشاشة الوضع".
وأضافت كاتبة التحليل: "إن سكان مناطق غلاف غزة الذين لديهم ثوانٍ فقط للهروب إلى ملاجئهم بعد سماع صفارات الإنذار هم من عانوا حقًا من صواريخ غزة خلال الفترات الماضية".
وزعمت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي نادرًا ما يردّ على إطلاق الصواريخ نحو غلاف غزة، بخلاف تلك التي تستهدف القدس أو تل أبيب؛ حيث يكون الردّ فوريًا".
واختتمت التحليل بالقول إن: "إسرائيل تعهدت بأنها سترد بكل قوة على أي توتر يأتي من غزة"، ولكن مع الوضع المتفجر للغاية، دعت الصحيفة الجيش إلى أن "يوازن بين أمن الإسرائيليين وحرب شاملة أخرى".
وقالت إن: "الحرب مهمةٌ غير مجدية، وبغض النظر عما سيفعله الجيش؛ سيتم إلقاء اللوم عليه بشكلٍ أو بآخر".