web site counter

تهديد المقاومة ردع الاحتلال

صمود المرابطين أفشل إدخال "القرابين" للأقصى وأخّر الاقتحامات

القدس المحتلة - خاص صفا

أفشل صمود المرابطين والمعتكفين الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى المبارك حتى اللحظة، مخطط الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين إدخال "قرابين الفصح" للمسجد، رغم عمليات القمع والاعتداء والتنكيل التي تعرضوا لها إثر اقتحام المسجد.

وصباح الأحد، أغلق المرابطون مسار المقتحمين في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى بالمخلفات والردم الذي يمنع قوات الاحتلال إخراجه من المسجد، ما أجبرها على تأخير اقتحامات المستوطنين لمدة نصف ساعة.

ومنع المرابطون، المستوطنين من أداء طقوس تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى أو التوقف أثناء الاقتحام، مع اتخاذ مسار أسرع وأقصر من مسارهم المعتاد.

وانتظر المتطرفون دورهم أمام جسر المغاربة، تمهيدًا لاقتحام الأقصى، بعدما أمنت القوات الخاصة لهم طريقًا بديلًا عن طريقهم المعتاد في الساحة الشرقية، والذي أغلقه المرابطون تمامًا.

وبهذا الصدد، قال مدير منظمة "جيل الهيكل في أيدينا" المتطرف تومي نيساني: إن "الشرطة الإسرائيلية أخرت اقتحام المستوطنين نصف ساعة بعد أن وجدت مسار الساحة الشرقية للمسجد الأقصى مغلقًا بالعوائق، وفرضت على المجموعات المقتحمة قيودًا أمنية إضافية".

وأضاف أن الشرطة قللت عدد المستوطنين في كل فوج من المجموعات المقتحمة، متهمًا إياها بالتقصير لأنها "تركت المخربين العرب يسدون طريق اليهود طوال الليل".

وهذا وبحسب مراقبين ما يدعو لوضع مزيد من العوائق في طريق المقتحمين، والتأكيد على أنه سيبقى حتى يوم الخميس المقبل، ومن ينظفه ويزيله يكون شريكًا في تسهيل الاقتحامات.

انتهاك خطير

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني يقول لوكالة "صفا": إن "حشود المصلين والمرابطين داخل الأقصى أفشل خطوة المتطرفين لإدخال القرابين للمسجد المبارك".

ويضيف الكسواني "إذا أقدم الاحتلال على مثل هذه الخطوة والحماقة، فإنه يتحمل مسؤولية التصعيد ليس فقط بالقدس، بل في كل أنحاء فلسطين، وربما من شعوب العالم العربي والإسلامي".

و "ما حصل من اقتحام للأقصى واعتداء على المصلين ومحاصرة المصلى القبلي، ننظر له بعين الخطورة، لأنه يشكل انتهاكًا حرمة الأقصى على مسمع ومرأى العالم أجمع".

ويوضح أن المسجد الأقصى تحول اليوم إلى ثكنة عسكرية، عقب اقتحام شرطة الاحتلال بأعداد كبيرة باحاته، ومهاجمة المصلين، والاعتداء عليهم، ومحاصرة المصلى القبلي، ومنع كبار السن من الاقتراب منه، كما أغلقت أبواب المسجد، فيما أبقت على ثلاثة هي "حطة، السلسلة والمجلس".

ويؤكد أن "الاحتلال يريد أن يثبت لمستوطنيه أنه من يفرض المعادلة بقوة السلاح، وهذا لا يعطيه أي شرعية إطلاقًا على المسجد الأقصى"، مشيرًا إلى حكومة الاحتلال ماضية في الحفاظ على منتخبيها من المتطرفين.

وبحسب الكسواني، فإن" الجماعات المتطرفة تريد أن تحصل شيئًا فشيئًا على كامل المسجد الأقصى، ويريدون فرض المعادلة من خلال الاقتحامات والطقوس والصلوات التلمودية، لكنهم فشلوا في ذلك".

ويتابع "رغم ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية بحق الأقصى بقوة الاحتلال والسلاح، لن يغير من إسلاميته وعروبته، فهو حق خالص للمسلمين لا يقبل القسمة ولا الشراكة، سيبقى قبلة المسلمين الأولى".

ردع الاحتلال

وأما المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي، فيقول لوكالة "صفا" إن تهديد المقاومة، وحالة التوتر التي اتسعت في كل فلسطين، ردًا على اقتحام الأقصى، وضعت الاحتلال في مأزق، ومنعته من السماح للمتطرفين بإدخال القرابين للمسجد.

ويضيف أن صمود المرابطين والمعتكفين وتواجدهم في الأقصى، رُغم أنف الاحتلال، وكل ما شاهدناه من قمع وإجرام وعنف في المسجد، شكل حالة بطولية وأسطورية لدى أبناء شعبنا.

ويؤكد أن تواصل علاقات أهالي الداخل المحتل والتحامهم مع أبناء شعبهم حمل تغييرًا كبيرًا في طريقة التعامل مع الاحتلال، الذي حاول تغييبهم عن المشهد الفلسطيني.

وبحسب الهدمي، فإن" ما ساهم أيضًا في ردع الاحتلال، أحداث الضفة الغربية المحتلة، وما شهدته من وحدة بين الفصائل وأبناء شعبنا، ومن تغيير واضح على الأرض، وكذلك تصدي المقاومة للاعتداءات الإسرائيلية".

ويرى أن كل الأحداث في المسجد الأقصى تدلل على أن مشروع تهويده محورًا مركزيًا يعطيه الاحتلال كل أولوياته وإمكانياته، لذلك باعتقادي فأن الأمور تتجه شيئًا فشيئًا نحو مزيد من التوتر بشأن الأقصى.

ويؤكد أن الاحتلال يصارع من أجل تنفيذ مخططه والاستمرار في مشروع الاقتحامات، وتدنيس الأقصى، لأنه غير معني بخلق أي سابقة قد توقف هذه الاقتحامات، لذلك يمارس كل أشكال القمع والإرهاب ضد المقدسيين والفلسطينيين.

تطور الأدوات

وحول إعاقة المرابطين للاقتحامات اليوم، يقول الهدمي إن هذه الخطوة تدلل على تطور أدوات المرابطين، بحيث باتوا ينظرون إلى أسلوب آخر غير الهتافات والمواجهة في ساحات الأقصى، بالعمل على وضع الحواجز والعوائق في طريق المقتحمين، ما جعل مسار الاقتحامات أقصر وأسرع.

ويطالب بضرورة تطوير تلك الأدوات وأن يكون لها تأثيرًا أكبر، للتصدي للاقتحامات خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الاحتلال رغم كل التنكيل والقمع لم يستطع أن ينفذ مشروعه بالأقصى بشكل كامل.

والمطلوب-وفقًا للناشط المقدسي-مزيدًا من الثبات والصبر والالتزام بالاعتكاف، لأن الاحتلال يعي أن هذا أحد الأدوات التي يستخدمها المرابطون لإفشال مخططاته، فكلما زاد عدد المعتكفين ازداد الضغط على سلطات الاحتلال والمستوطنين.

وصباح الأحد، أصيب عدد من المرابطين والمعتكفين إثر اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى، والاعتداء على المتواجدين بداخله، تزامنًا مع اقتحام مئات المستوطنين باحاته.

ط ع/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام