تشهد مصانع الملابس في قطاع غزة، هذه الأيام، نشاطًا كبيرًا وزيادة في الإنتاج، في ظل بدء حركة الشراء في السوق المحلية على الملابس، استعدادًا لعيد الفطر.
وتنتج تلك المصانع كميات مضاعفة خلال شهر رمضان المبارك، عن غيره من الأشهر الأخرى، حيث تحاول تلك المنتجات أن تحجز لنفسها مكانًا على أرفف المحال التجارية التي تعج بالمستوردة خاصة من تركيا والصين.
ويتنوع إنتاج تلك المصانع ما بين ملابس جاهزة، تشمل: بنطايل بمختلف أنواعها خاصة الجينز، وقمصان، وفساتين، وجلبابات وغيرها..
ويقول أحمد الخطيب، أحد العاملين في مصنع "حسونة" بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لمراسل "صفا": "نصنع الملابس الجاهزة والجينز بمختلف المقاسات (محير، شبابي، حريمي، رجالي..) داخل المصنع، ونضاعف عملنا خلال شهر رمضان لارتفاع نسبة الطلب للمحال التجارية".
وأضاف الخطيب "نوزع البضاعة للتجار المحليين، وأصحاب المحال التجارية بشكل مباشر؛ ويوجد طلب عليها، وجودتها عالية، لا تختلف عن بضائع كثيرة مستوردة، بل أجود من بعض الأنواع المستوردة من الملابس الجاهزة".
وتمنى أن يكون هذا الموسم خير وبركة وبيع وفير، تباع في فيه الكميات التي صنعوها منذ أشهر استعدادًا لهذا الموسم؛ خلاف السنوات الماضية التي شهدت ضعف في الحركة بسبب كورونا وسوء الأوضاع الاقتصادية.
ويوجد في قطاع غزة العديد من مصانع الملابس الجاهزة والجينز، تصنع كميات كبيرة من الملابس للسوق المحلية، وأخرى يُسمح لها بالتصدير بكميات محدودة للضفة الغربية وخارج فلسطين في بعض الأحيان، كلما اتيحت الفرصة عبر معبر كرم أبو سالم.
اهتمام حكومي
أما، المختص في الشأن الاقتصادي، محمد أبو جياب، فقال لمراسل "صفا": "بدأنا نتلمس مؤخرًا حالة من الاهتمام الحكومي بقطاع مصانع الحياكة والملابس الجاهزة، ونرى منتجاتها في السوق المحلية".
وقديمًا كانت المصانع في قطاع تزيد عن 1000 ما بين مشغل ومصنع للملابس، يعمل بها قرابة 25 ألف عامل بشكل مباشر وغير مباشر؛ خلال سنوات الحصار أغلق معظمه؛ وفق أبو جياب.
وأستدرك "في الثلاث سنوات الأخيرة عاد عدد كبير منها للعمل، بسبب إتاحة التصدير للخارج، وسياسة الحماية التي توافق عليها القطاع الخاص فيما بينه بالشراكة مع وزارة الاقتصاد، تم تحديد تدفق المستورد بشكل كبير، وعادت مصانع الجينز تعمل بشكل قوي".
وقال: "معظم الجلبابات الشرعية تصنع محليًا، وما بين 50-60 من الجينز يُصنع بغزة؛ ونحو 70 من العبايات تصنع في غزة، وما بين 90-100% من الزي المدرسي يصنع محليًا".
وأضاف أبو جياب "بناءً على ما سبق عاد الآلاف للعمل في تلك المصانع؛ مؤكدًا أن هذا القطاع يحتاج للكثير كي يعود لسابق عهده، ويعود واحد ليكون واحد من أقوى القطاعات التي تصدر للداخل والخارج بشكل قوي".
وتابع "حتى الآن هناك قيود على عمليات التصدير والنقل، لم تصل بهذا القطاع لم موقع مهم".