ينطلق اليوم في باب الخليل

"تذوق الطعام العالمي".. مهرجان تهويدي يُزور هوية القدس وينزع قدسيتها

القدس المحتلة - خاص صفا

تُطلق بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، يوم الأحد، ما تسميه "مهرجان تذوق الطعام العالمي" التهويدي في باب الخليل بالبلدة القديمة، بمبادرة مما تسمى "وزارة شؤون القدس والتراث"، وإنتاج "شركة تنمية القدس".

واستعدادًا لهذا المهرجان التهويدي، رفعت بلدية الاحتلال عددًا من أعلام الدول الغربية المشاركة في منطقة باب الخليل.

ويعد باب الخليل ثاني أكبر الأبواب وأجملها في سور القدس بعد باب العامود، يقع في الحائط الغربي للبلدة القديمة، ويشكل المدخل الرئيس للمدينة وتاريخها العريق، ويطلق عليه باب الفتوحات الإسلامية أو "الغزاة"، حيث دخل منه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس.

وكثيرًا ما كانت تشهد تلك المنطقة خلال فترة الأعياد والمناسبات اليهودية عرض رسومات مضيئة على سور الباب ومحيطه، تروي روايات ملفقة ومزورة حول القدس وتاريخها وحضارتها.

وزعمت بلدية الاحتلال أن المهرجان الذي يقام للمرة الثانية في القدس، بعد أن أقيم لأول مرة عام 2019، هو "حدث طهوي دولي يربط القدس بالثقافات العالمية"، مشيرة إلى أنه يُقام عشية عيد "الفصح" اليهودي.

رمزية المكان

ويشكل إقامة المهرجان التهويدي في شهر رمضان المبارك، استفزازًا ومساسًا بمشاعر المسلمين والمقدسيين، وانتهاكًا لحرمة الشهر الفضيل، كما يقول المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب

ويوضح أبو دياب لوكالة "صفا" أن اختيار بلدية الاحتلال باب الخليل لإقامة المهرجان لم يكن عبثًا، بل تعمدت ذلك، نظرًا لرمزيته الإسلامية وقربه من المسجد الأقصى المبارك، وباعتباره مدخلًا رئيسًا للمدينة المقدسة ودخول السياح الأجانب والمتطرفين اليهود منه للبلدة القديمة.

وتسعى سلطات الاحتلال من خلال المهرجان الذي يستمر حتى يوم الخميس المقبل، إلى تقديم القدس كمدينة يهودية بعيدًا عن كل ما هو عربي إسلامي، والتعدي على قدسيتها وهويتها الإسلامية.

ويضيف أن الاحتلال تعمد تنظيم المهرجان في الشهر الفضيل، لأن المدينة تكتسي بطابع عربي إسلامي مميز وخاص، من خلال أجواء الزينة والاحتفالات ومدفع رمضان، والصلاة والاعتكاف في المسجد الأقصى، ما يدلل على هويتها وعروبتها.

ويبين أن هذا المشهد المميز لا يرق لسلطات الاحتلال، لذلك تعمل على تشويه طقوس الشهر الفضيل، واستفزاز مشاعر المسلمين، وسكان القدس، ناهيك عن محاولاتها لتغيير النمط الإسلامي في منطقة باب الخليل وساحة ميدان عمر بن الخطاب.

نزع القدسية

وبحسب أبو دياب، فإن "الاحتلال يسعى لنزع القدسية عن المدينة ذات الطابع الإسلامي وصبغها بطابع يهودي بحت، كي يثبت للعالم أنه لا يريد الاعتراف بأي شرائع أو ديانات غير اليهودية في القدس، وأيضًا أنها مدينة ليست إسلامية".

ويشير إلى أن بلدية الاحتلال أبعدت المهرجان عن منطقة باب العامود، لما يشهده من اعتداءات ومواجهات يومية خلال شهر رمضان، ومحاولة فرض "السيادة الإسرائيلية" على تلك المنطقة، بالإضافة للاستبسال المقدسيين في الدفاع عنه حفاظًا على هويته.

ويتضمن المهرجان التهويدي، عرض مأكولات غربية من دول أمريكا واليابان والصين، وبعض الدول الأوروبية التي رفعت أعلامها في منطقة باب الخليل، في محاولة لإثبات أن القدس ليست مدينة عربية، وكذلك جلي آلاف السياح الأجانب إليها لغسل أدمغتهم.

ويحذر الباحث في شؤون القدس من مخاطر مثل هذه المهرجانات الإسرائيلية، لأنه كلها تصب في خانة تهويد المدينة المقدسة وإلغاء طابعها وهويتها وتاريخها العريق.

ونقلت صحيفة "كول هاعير" العبرية عن وزير البناء والإسكان والقدس والتراث الإسرائيلي "زئيف إلكين" قوله: إن "أحد أهداف المهرجان هو عودة الجمهور الإسرائيلي لزيارة جميع أنحاء البلدة القديمة، ووضع المنطقة كمجمع سياحي واسع، حيث تقدم للزوار من إسرائيل والخارج مجموعة متنوعة من الأنشطة والمعالم السياحية التي من شأنها تعزيز المنطقة الخاصة والقدس بأكملها".

وأضاف أن "مهرجان تذوق طعام العالم قبل عيد الفصح مباشرة يُسمح لمئات الآلاف من الزوار القادمين إلى المدينة القديمة وزيارة المواقع التاريخية إلى جانب تجربة الطهي لجميع أفراد العائلة".

وتابع "تمثل المجموعات الضخمة مختلف البلدان وفي صالات الطعام يتم التخطيط لتجربة طهي مذهلة: موسيقيون وفرق موسيقية مع موسيقى شعبية أصيلة، وممثلون يرتدون أزياء ملونة، والشيء الرئيس - كبار الطهاة ومطاعم الطهاة التي ستقدم أطباقًا ذات نكهة ورائحة متخصصة من جميع الأذواق والروائح من جميع النكهات العالمية".

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة