يعتبر المسجد الأقصى المبارك معلمًا دينيًا وتاريخيًا، ومِن أهم المقدسات في تاريخِ المسلمين، ترتبط قدسيته بحوادث دينية وعقدية ترتبط بإيمانيات المسلمين وروحانيتهم أكثر من مجرد ارتباطِهم بالمكان الجغرافي المتمثل بأرض فلسطين ذات الحضارات الدينية المتواترة والمُتمثلة بزيارات الأنبياء أو إقامتهم وبعثهم.
ولأهمية المسجد الأقصى، وما يتمتع به من إرث ديني وتاريخي عريق، ارتأى "ملتقى القدس أمانتي" إطلاق حملة إعلامية دولية تحت عنوان "للأقصى ندعو"، نصرةً للمسجد المبارك، والدفاع عنه، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وتهدف الحملة التي ستنطلق في العاشر من شهر رمضان المبارك، وتستمر لنهايته، إلى تحميل الأمة الإسلامية مسؤوليتها تجاه ما يحدث في الأقصى من اعتداءات ومخاطر تستهدف تهويده وتزوير وطمس هويته العربية والإسلامية وسرقة تراثه.
وطيلة السنوات الماضية، كان ولا زال الأقصى هدفًا استراتيجيًا للاحتلال وللجماعات اليهودية المتطرفة التي لم تدخر وسيلة إلا واستخدمتها لأجل الترويج لهدمه وبناء "الهيكل" مكانه، وتكثيف الاقتحامات والبرامج الإرشادية، وأداء الصلوات التلمودية بداخله، ومحاولاتها لتغيير الوضع القائم فيه.
قضية الأمة
وتتحدث المنسقة الإعلامية للحملة شيماء عبد الرحمن لوكالة "صفا" عن تفاصيل الحملة، قائلة: إن "فكرتها انطلقت من أجل نصرة المسجد الأقصى، الذي يتعرض للحصار والاعتداءات الإسرائيلية، إذ يعتبر أقدم أسير لدى أقدم احتلال في العصر الحديث".
وتضيف عبد الرحمن أن المعاناة المتزايدة التي يتعرض لها الأقصى تحتم على أبناء الأمة الإسلامية أن يتحركوا لأجله، باعتباره قضية الأمة المصيرية.
وتوضح أن الواجب الشرعي يفرض علينا أن نذكر الأمة بمعاناة المصلين الذي يحاولون الوصول للمسجد، لكن سلطات الاحتلال تمنعهم، وتفرض قيودها على حرية العبادة بداخله.
وتأتي الحملة أيضًا، لأن المرابطين في باحات الأقصى من طلبة علم ونساء وشيوخ وأطفال ينتظرون مؤازرة فاعلة من الأمة، لأجل تثبيتهم ودعم صمودهم في مواجهة الاحتلال وإجراءاته العنصرية.
وبحسب عبد الرحمن، فإن فكرة الحملة ارتبطت بشهر رمضان، باعتباره شهر الانتصارات والفتوحات، وبهدف مضاعفة الأجر والثبات فيه وقبول الدعوات، لأن الدعاء للأقصى حاجة ملحة في سبيل نصرته والذود والدفاع عنه من براثن الاحتلال.
وتشير إلى أن الحملة تهدف إلى توجيه القلوب والعقول نحو مسرى الرسول الكريم في هذا الشهر الفضيل، من خلال استحضار القضية الفلسطينية وعدم تناسيها في خضم الأعمال والاجواء الرمضانية، وكذلك استحضار المسجد الأقصى في أذهان جميع المسلمين.
ومن خلال الحملة، سيتم توحيد خطبة الجمعة في شهر رمضان لأجل الأقصى، واستثمار الشهر المبارك في خدمته والدفاع عنه، ودعوة الناس لنصرته والعمل لأجل تحريره.
وتبين أن ملتقى القدس أمانتي يسعى من خلال الحملة الدولية، لحشد الطاقات العاملة للتعريف والتثقيف بالقضية الفلسطينية وما يواجهها من مخاطر بسبب الاحتلال، خاصة في شهر رمضان.
وتشارك 17 دولة من الفرق المحلية للملتقي في الحملة الرمضانية، منها تركيا، الجزائر، فلسطين، العراق، مصر، ليبيا، تونس، المغرب، تشاد، إندونيسيا، سوريا، لبنان، قطر، الكويت، السودان، وماليزيا.
فعاليات الحملة
وحول فعاليات الحملة، تقول عبد الرحمن إن الحملة تتضمن فعاليات إلكترونية وميدانية ستنفذها الفرق المشاركة فيها، من خلال إقامة أنشطة تعريفية وتثقيفية حول المسجد الأقصى، وما تحدق به من مخاطر، وعقد دورات ومسابقات ودورس مقدسية، وأنشطة كشفية ورياضية تذكر الشباب بالأقصى، وتدعو له وتسهم في خدمته.
وتتضمن أيضًا، الدعوة للرباط في الأقصى، واستثمار شهر رمضان بالدعوة للعمل من أجل تحريره، بالإضافة لإفطار الصائمين في مدينة القدس بنية نصرة بيت المقدس مع إرفاقها بمطويات ونشرات توعوية تحث على نصرة المسجد.
وتوضح أن الحملة تشمل كذلك، نشر مقاطع فيديو وصور على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حول التعريف بالأقصى وبيت المقدس، ولقاءات مع عدة شخصيات عبر "الزووم"، بالإضافة إلى تقديم هدايات بسيطة للمصلين والأطفال في المسجد، وتأسيس فرق شبابية ونسائية تعمل لأجل مساندة المقدسيين وتثبيتهم قدر المستطاع في القدس.
وتؤكد المنسقة الإعلامية للحملة ضرورة الحث على المشاركة في الحملات المقدسية على غرار هذه الحملة، والحديث عن قيمة الأقصى ومكانته لدى المسلمين، وأيضًا حشد الطاقات التخصصية للوقوف في مواجهة جرائم الاحتلال وتقويضها دوليًا.