web site counter

خبير إسرائيلي: إخفاق الإعلام العبري حوّل عملية "تل أبيب" إلى استراتيجية

القدس المحتلة - ترجمة صفا

قال الخبير العسكري الإسرائيلي في شؤون مكافحة الجماعات المسلحة "بوعز غنور" إن عملية "تل أبيب" التي وقعت أمس على يد الشهيد رعد حازم، لم تكن حدثاً استثنائياً في قوتها؛ إلا أن إخفاق الإعلام الإسرائيلي في الميدان هو الذي سيحولها إلى عملية استراتيجية.

وجاء على لسان البروفيسور "بوعز غنور" رئيس كلية "لاودر" لمكافحة الإرهاب والمدير العام المؤسس لمعهد السياسات ضد الإرهاب في مركز "هرتسليا" إن أخطاء الإعلام في عملية أمس كانت قاتلة لدرجة كبيرة وأنه من الصعب ترميم الروح المعنوية للإسرائيليين بعد المشاهد التي بثها الإعلام العبري.

وقال "غنور" إن عملية تل أبيب كانت نجاحاً تكتيكياً وفشلاً استراتيجياً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، لافتاً إلى أن العملية كانت فردية تم تنفيذها بمسدس واحد وصل منفذها إلى "تل أبيب" وهي مهمة ليست بالصعبة وخاصة إذا كان المنفذ بعيداً عن التكنولوجيا الحديثة والبنية التنظيمية الهيكلية مستغلاً الفتحات في السياج الفاصل حيث وصل أحد نوادي اللهو واستل مسدسه وأطلق النار، حيث اعتبر البروفيسور أن العملية لم تكن معقدة إلا أن الإعلام حولها إلى أكثر من ذلك.

وأضاف الكاتب: "وعلى الرغم من ذلك فما الشعور الذي أرسله الإعلام للمجتمع؟ إنه الخوف الوجودي والذي أثّر على آلافٍ من سكان منطقة العملية الذين أصيبوا بالذهول لدى متابعتهم بث القنوات الإسرائيلية، فالإرهاب مُعدّ لخلق حالةٍ من الرعب؛ في حين أن القتل ليس هدفاً بحد ذاته؛ وأن ما حصل هنا ليس أقل من إنجاز استراتيجي للإرهاب".

وقال: "لكي تتحول العملية من تكتيكية إلى نجاح استراتيجي فعلى منفذيه الاستعانة بسلوك غير مهني لوسائل الإعلام وقليل من الوعي من جانب الأجهزة الأمنية في كل ما يتعلق بالتصرف ساعة العملية والأمران توفرا في عملية الديزنغوف، فمن فتح التلفاز شاهد مراسلي الميدان التابعين لشتى القنوات الاسرائيلية وهم يبحثون عن أكثر صور الرعب قدر الإمكان".

وأضاف: "على سبيل المثال؛ فالجري خلال البث المباشر بوجود عشرات عناصر الشرطة والجيش والمدنيين في أعقاب بلاغات كاذبة بوجود مسلحين أو تصوير قريب لأسراب القوات الخاصة وهم يدفعون بعضهم بهستيريا مفزعة تجاه إحدى الشُرفات المهجورة وفقط بمعجزة لم تقع إصابات جراء انفلات الرصاص من كل هذا الكم من الأخطاء".

وواصل البروفسور حديثه قائلاً إن الإعلام لم يوفر أي خطأ ممكن في سبيل بث الرعب في قلوب الإسرائيليين؛ حيث استغل الإعلام انعدام الوعي لدى عناصر الوحدات الخاصة والأمن لغايات خلق عناوين كبيرة وضرب الحصانة النفسية لدى الإسرائيليين، حيث تم التأكيد مراراً وتكراراً على أن العملية غير مسبوقة وذلك على الرغم من أن المدينة مرت بعشرات العمليات التي كانت أعنف منها بدرجات.

واختتم الكاتب حديثه بالقول: "إلى أن يفهم هؤلاء أن الإرهاب عبارة عن حرب معنوية – نفسية وأن تصرفهم خلال الحدث من شأنه أن يشكل مضاعفة لقوة المخربين فسنواصل العيش في ظل حالة واسعة من الهلع في أحداث من هذا النوع وسنواصل تحويل العمليات من تكتيكية إلى استراتيجية".

أ ك/ع ص

/ تعليق عبر الفيس بوك