يُجهّز مجدي عكيلة في محله بسوق الزاوية وسط مدينة غزة أطباق "فتة الحمص" بأنواعها؛ استعدادًا لتلبية طلبات زبائنه الذين يقصدون متجره بعد صلاة العصر لشراء ما يحتاجونه لوجبتي الإفطار والسحور في شهر رمضان.
وتنتشر في قطاع غزة عديد المطاعم المتخصصة في المأكولات الشعبية، والتي تشهد إقبالًا ملحوظًا خلال شهر رمضان، الذي تزامن هذا العام مع ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء.
وتتزيّن موائد إفطار الفلسطينيين في غزة بـ"فتة الحمص" التي تعد من أبرز الأكلات الشعبية الرئيسية والطقوس المتبعة خلال الشهر الفضيل.
ويقول عكيلة (58 عامًا) لمراسل وكالة "صفا" إنه أخذ المهنة عن والده الذي ورثها عن أجداده، بعد أن هاجرت عائلته من بلدتها الأصلية في يافا؛ "ليكون أول مطعم شعبي مختص ببيع الفول والحمص والفلافل ومشتقاتها".
وتتكون "فتة الحمص" التقليدية من قطع خبز صغيرة توضع في ماء ساخن وتُهرس جيدًا، ثم يضاف إليها "التتبيلة" (ملح وفلفل وليمون وثوم)، ثم توضع الطحينة والحمص، وتُحرك جيدًا، ثم يُضاف إليها البقدونس والحمص المسلوق والكمون والسماق للتزيين، وفوقها زيت الزيتون.
ويمكن وضع اللحم المفروم أو الكبدة أو قطع صدر الدجاج الصغيرة، وبعض المكسرات المقلية على وجه طبق الفتة.
ويوضح عكيلة أنه منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 كان متجرهم الرئيس بغزة القديمة يستقبل وافدين من بلدان عربية لتذوق الفول والفلافل والحمص؛ وخاصةً في شهر رمضان، لما لهذا الشهر من خصوصية لدى المسلمين.
"أسعار شعبية"
وبالرغم من ارتفاع أسعار السلع الرئيسية جراء الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن المطاعم الشعبية في غزة لم ترفع أسعارها، مراعاة للمواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويقول محمد البهتيني (39 عامًا)، الذي يعمل في المطعم منذ 25 عامًا، إن الأسعار ما زالت كما هي، ولم يرتفع سعر طبق فتة الحمص التي يزداد الطلب عليها خلال الشهر الفضيل، لكنه أشار إلى أن أسعار الحمص والطحينة ارتفعت بشكل ملحوظ.
ويضيف "الأسعار مازالت ثابتة مراعاة للناس وللزبائن، حيث كانوا عونًا لنا في أيام الرخاء، فلماذا لا نساندهم في هذه الأيام؟".
ويتابع "من لا يملك المال نعطيه بالدَين، وأحيانًا نوزّع وجبات بالمجان لكل من يضيق به الحال ويقصدنا من البسطاء".
وتتراوح أسعار أطباق فتة الحمص من 5 إلى 20 شيكل (الدولار =3.2 شيكل) حسب وزن الطبق، في وقت يُباع قرص الفلافل المحشو بالبصل والسماق، وأطباق الفول بأسعار تتراوح بين 1-5 شيكل، حسب رغبة الزبون.
ويزداد الإقبال على مطاعم الأكلات الشعبية بشكل ملحوظ في رمضان، وجرت العادة أن تبدأ بتحضير الوجبات بعد صلاة الظهر مباشرة، ليتمكن الزبائن من شرائها بعد صلاة العصر.
ولا يقتصر طلب "فتة الحمص" على المواطنين، وفق البهتيني، إذ يرغب بها عديد الشخصيات الوطنية والصحفيين وموظفي القطاع الخاص، ويتناولونها إما على الإفطار أو السحور.
ويضيف "موسم رمضان وفير لجميع التجار، وهو موسم رزق للناس أيضًا".
ويحث البهتيني المواطنين وأصحاب المطاعم على التكاتف ومساندة بعضهم البعض، مضيفًا "رمضان شهر الخير؛ لنكن جميعًا عونًا لبعضنا البعض، ونأمل من الله أن يكون رمضان هذا العام مليئًا بالخير والمحبة".