قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إن ظاهرة جديدة تغزو مختلف مناطق الضفة الغربية، وكأنها جزء من مخطط استيطاني مدروس تنفذه جهات في مجالس المستوطنات بتواطؤ وتشجيع من الباطن مع جيش الاحتلال، الذي يوفر الحماية لعربدة المستوطنين المتطرفين.
وأوضح المكتب في تقرير له، أن مستوطنين يهود مسلحين ومن ضمنهم "شبيبة التلال" الإرهابية بدأت بالحضور إلى حيّ الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة خلال أيام شهر رمضان، بحجة أنهم ”سيدافعون” عن اليهود المستوطنين الذين يسكنون في الحيّ.
وأشار إلى أن المستوطنين ينوون ممارسة نفس العمليات الإرهابية التي نفذوها في مدينة اللد خلال فترة العدوان على غزة في معركة “سيف القدس”.
وأضاف أن المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال يقومون ببناء المزيد من البؤر الاستيطانية في مخطط استيطاني يتجاوز ما يسمونه تباطؤ حكومة الاحتلال في إقرار المزيد من المشاريع والخطط الاستيطانية.
ولفت إلى أن مسلسل إقامة البؤر الاستيطانية يتنقل من محافظة لأخرى في الضفة الغربية، بدءًا بجبل صبيح مرورًا بالمعرجات وانتهاءً بالأغوار.
وبحسب التقرير، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة قرب تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات، الواقعة بين محافظتي رام الله والبيرة وأريحا والأغوار، وأحضروا معدات بناء وخزان مياه، وأقاموا مسكنًا، قرب تجمع عرب المليحات على طريق المعرجات.
كما وضع مستوطنون مقاعد استراحة في منطقة سهل موفية بالأغوار الشمالية وثبتوها بالإسمنت، في سهل موفية شمال شرقي خربة الحديدية مقدمة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة، علمًا أن أراضي سهل موفية مملوكة بالطابو للمواطنين.
وكان المستوطنون قد كثفوا من هجماتهم الاستيطانية خلال عام 2021 ومن اعتداءاتهم على الأرض والمواطنين الفلسطينيين.
واتبع المستوطنون خططًا مدروسة من المجالس الإقليمية للمستوطنات والجمعيات الاستيطانية الفاعلة في مجال التوسع الاستيطاني، من خلال إقامة بؤر جديدة للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية الرسمية، ونشاط رعوي للمستوطنين، وصدامات متكررة بينهم وقوات الاحتلال للتوسع الاستيطاني.
كما تصاعدت حملات الانتقام التي يشنها المستوطنون على القرى الفلسطينية، واعتراضهم المستمر لمركبات أبناء شعبنا والاعتداء عليها.
وأوضح التقرير أن حكومة الاحتلال تسابق الزمن في مشاريعها الاستيطانية والتهويدية في القدس المحتلة، فتحت عنوان "النهوض بالاستيطان وتنميته" وافقت لجنة المالية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على سلسلة من المشاريع الاستيطانية ورفاهية المستوطنين.
ورصدت اللجنة مبلغ قياسي 241 مليون شيكل لتوسيع الاستيطان في جبل أبو غنيم، وإضافة 560 وحدة استيطانية باتجاه الشرق نحو الحاجز العسكري "في مزمورية".
كما أعلنت بلدية الاحتلال نيتها تعزيز تخطيط وبناء الطرق في القدس بما في ذلك قرى وأحياء أم طوبا، شعفاط، بيت حنينا، رأس العمود وغيرها، حيث خصصت 71 مليون شيكل لتطوير الحيز العام في مشروع مدخل المدينة عبر بوابات فصل المستوى في شارع "شازار"، والشوارع المحيطة في مستوطنات "رمات شاريت" (كاديش لوز) و"راموت".