قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الأربعاء، إن ذكرى يوم الأرض ستظل محطة بارزة يستلهم منها الشعب الفلسطيني معاني الوحدة الوطنية في الصمود والثبات والمقاومة.
وأضافت حماس، في بيان وصل وكالة "صفا"، بالذكرى السَّادسة والأربعين ليوم الأرض، أن "شعبنا يستحضر، ثلة من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا دفاعًا عن أرضهم، في الجليل والمثلث والنقب المحتلة، في مثل هذا اليوم من عام 1976م".
وأكدت حماس أن "دماءهم الطاهرة شكلت ثورة عارمة، تنبض بروح المقاومة الشاملة، التي لا تخبو ولا تسقط رايتها، ليتجدّد تلاحم شعبنا ووحدته في تمسّكه بكلّ شبرٍ من أرضه، ويعلن رفضه لكلّ مخططات التنازل والتفريط بها، ومشاريع تصفية حقوقه المشروعة".
وشددت على "التمسك بأرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، والحق المشروع في الدّفاع عن الأرض والمقدسات، وردّ العدوان وحماية شعبنا، وبخيار المقاومة الشاملة خيارًا استراتيجيًا لردع الاحتلال وانتزاع حقوقنا الوطنية كاملة".
وأوضحت حماس أن "القدس والمسجد الأقصى المبارك هما محور الصراع مع العدو الصهيوني، ولن تسمح باستمرار عدوانه وتصعيد إرهابه ضدّهما"، محذرة من مغبّة تدنيس باحاته والسماح للمستوطنين باقتحاماتهم الاستفزازية، والاعتداءات على المرابطين فيه.
وأشارت حماس إلى أن "جرائم الاحتلال بالتهويد والقتل والتشريد لن تفلح في تغيير حقائق التاريخ، ولن تمنحه حقًا في الوجود أو أمنًا مزعومًا على شبر من أرض فلسطين، وهي جرائم موصوفة لن تسقط بالتقادم، وسيحاكم مرتكبوها كمجرمي حرب، وينالوا جزاءهم".
وأكدت حماس رفضها "كلّ مشاريع التنازل أو التفريط بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدّمتها حقّ عودة اللاجئين"، داعية الأمة العربية والإسلامية ممثلة بالقادة والحكومات، وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى حماية اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وحيّت حماس الأسرى المستمرين في معركتهم ضدّ السجّان، قائلة: "نعاهدهم أنَّ تحريرهم على رأس أولوياتنا، وندعو شعبنا إلى مواصلة دعمهم والتضامن معهم حتى انتزاع الحريّة".
وذكرت أن "مسيرات العودة الكبرى، المنطلقة من غزّة العزّة ومن كلّ أراضينا المحتلة، في ذكرى يوم الأرض، منذ عام 2018م، ومعركة سيف القدس في العام الماضي، محطّات مباركة في تاريخ شعبنا النضالي جسّدت وحدة شعبنا في معركة التحرير والعودة".
وأضافت "هذه المحطات غيّرت في معادلة الصراع مع العدو، وسطّرت بدماء الشهداء وتضحيات شعبنا وبسالة المقاومة عهدًا جديدًا عنوانه أنَّ ما قبل هذه المعركة لن يكون كما بعدها".
وبحسب حماس فإن "تحرير أرض فلسطين وإنهاء الاحتلال مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الأمَّة العربية والإسلامية وأحرار العالم، وهي قضية يجب أن تجتمع عليها الأمَّة اليوم، قبل أيّ وقت مضى، في ظلّ تصاعد جرائم الاحتلال، ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية".
وجددت حماس التحية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 "الثابتين على أرضهم، والمدافعين عن هُويتهم الوطنية وانتمائهم لأمَّتهم، ولكل جماهير شعبنا في القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة والشتات ومخيمات اللجوء الذين يسطّرون ملحمة بطولية في التمسّك بأرضهم، والذّود عنها والتضحية في سبيل تحريرها من الاحتلال".
كما حيّت حماس "كلّ القابضين على زناد المقاومة، والمرابطين على الثغور في الدَّاخل المحتل والقدس وعموم الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة والشتات ومخيمات اللجوء".
يوافق يوم الأربعاء، الذكرى الـ46 ليوم الأرض الذي جاء بعد هبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ضد سياسات الاقتلاع والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
وتعود أحداث يوم الأرض الخالد إلى 30 آذار/مارس عام 1976، عندما هب فلسطينيو الداخل، ضد استيلاء الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية بمنطقة الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في إطار خطة "تهويد الجليل"، فقمعتها قوات الاحتلال واستشهد ستة فلسطينيين.
ويُحيي الفلسطينيون في الداخل المحتل وقطاع غزة والضفة الغربية، والشتات هذه الذكرى، من خلال سلسلة فعاليات وأنشطة.