أكد قائد سلاح المشاة الإسرائيلي الجنرال "تامير يدعي" أن خيار الاجتياح البري لقطاع غزة هو "علاج أخير حال فشلت جميع الخيارات، فيما سيكون ذلك مقابل ثمنٍ كبير".
وأضاف الضابط في مقابلةٍ له نُشرت السبت، أنه "يتوجب أن يكون الهدف المرجو من الاجتياح البري يستحق كل تلك المخاطرة".
ورداً على سؤال حول العبر المستخلصة من عملية اجتياح الضفة الغربية في 2002، قال "يدعي" إن العبرة هي أن العمليات الجوية لا تحسم المعارك وأنه لا بد من الاجتياح البري لتطهير المنطقة من المسلحين وأن هذا الأمر ينطبق على الضفة وغزة ولبنان.
وقال إن من يعتقد أنه بالإمكان الوصول إلى إنجازات جوهرية دون الاجتياح البري ودفع الثمن فهو واهم؛ فهنالك ثمن لعدم القيام باجتياح بري وهو فقدان قوة الردع.
واستدرك بالقول: "رغم ذلك؛ فإني أدعم أي خطة تبعدنا عن الحاجة لتعريض جنودنا للخطر ولكن يجب نفهم أن تحقيق الإنجاز العسكري الكبير أو إخضاع الخصم لن يكون ممكناً دون اجتياح بري واسع النطاق مع الثمن الباهظ الذي سوف ندفعه".
حصار عرفات
وفي سياق المقابلة، كشف الضابط تفاصيل جديدة عن حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات في المقاطعة برام الله قبل 20 سنة.
وقال إنه كان قائداً لوحدة "أغوز" الخاصة في انتفاضة الأقصى، حيث أوكلت له مهمة اقتحام ومحاصرة المقاطعة التي تواجد فيها الراحل أبو عمار، وذلك دون القيام باستهدافه شخصياً أو بمستشاريه المقربين.
وزعم أن مقاومة احتلال المقاطعة كانت ضعيفة وأقل من المتوقع وتمت السيطرة على المكان بسرعة وتم البدء بتطهير المكاتب والطوابق المحيطة، زاعمًا العثور على سجن وخزنات أموال وذهب وآلات تزوير أموال وهويات ومخازن للأسلحة كانت معدة لاستخدامها في العمليات.
وأضاف أن الوحدة العسكرية سيطرت على المقاطعة وأبقت لعرفات ورجاله منطقة محدودة للتحرك فيها؛ حيث فصل حائط واحد بين الجنود وأبو عمار.
وقال: "قمنا بفتح ثغرة في الجدار لنراقب ما يجري في الداخل حيث دارت اشتباكات أحياناً بيننا وبين الحرس الرئاسي التابع لعرفات، وبعد وصولنا إلى هناك اتصل بي قائدي طالباً مني البقاء في المكان، وقمنا بعزل المقاطعة عن العالم الخارجي وسمحنا بعد أيام بإدخال الطعام والحاجيات للداخل".
ولفت الضابط إلى أنه أصدر تهديداً للحرس الرئاسي الفلسطيني بأنه سيلجأ إلى إطلاق الصواريخ تجاه المبنى الذي يتواجد فيه عرفات إذا ما أطلقت النار من داخله.
وحول معرفتهم بمكان تواجد عرفات بشكل دقيق داخل المبنى؛ قال الضابط ان المعلومات كانت تفيد بتواجده في إحدى الغرف وتقرر إطلاق النار تجاه غرفة مجاورة أطلقت منها النيران وتم تجهيز صاروخ "لاو" لإطلاقه تجاه تلك الغرفة ولكن وفجأة وصلته الأوامر بعدم إطلاق الصاروخ لأن عرفات غير موجود في غرفته بل في الغرفة التي يستعد الجنود لإطلاق الصاروخ باتجاهها.
وأردف قائلاً: "كان بإمكاننا تغيير وجه الشرق الأوسط بشكل سريع لو تمكنا من إطلاق ذلك الصاروخ".