تمرّ اليوم الخميس الـ24 من مارس الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال الأسير المحرّر مازن فقها، القيادي بكتائب القسام، بعدما أطلق عملاء الاحتلال الإسرائيلي النار عليه من سلاح كاتم للصوت أمام منزله جنوب غزة؛ ما أدى إلى استشهاده على الفور.
والشهيد فقها صاحب الردّ الأوّل على استشهاد القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة، من خلال إشرافه على عملية صفد التي نفذها الاستشهادي القسامي جهاد حمادة من الأردن، والتي قتل فيها 15 جنديًا إسرائيليًا وأصيب العشرات، معظمهم من خبراء مفاعل ديمونا النووي.
كما أشرف على عملية مفرق بات الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي محمد هزاع الغول على مقربة من مستوطنة جيلو بالقدس عام 2002م، والتي قتل خلالها 19 إسرائيليًا وجرح العشرات، إضافة إلى مشاركته في عمليات أخرى، من بينها مهاجمة مستوطنين وجنود إسرائيليين بمنطقة الأغوار ووادي المالح ومعسكر تياسير الإسرائيلي.
ولد مازن محمد سليمان فقها في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1979 في طوباس شمالي الضفة، وحفظ القرآن كاملاً في سن مبكرة، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة النجاح.
كما التحق الشهيد بصفوف كتائب القسام خلال دراسته الجامعية في جامعة النجاح، وعمل برفقة عدد من قادة القسام بالضفة أبرزهم "قيس عدوان، وكريم مفارجة، ومهند الطاهر، ومحمود أبو هنود، ويوسف السركجي".
واعتقل فقها لدى الأجهزة الأمنية في الضفة ثلاث مرات عام 2000؛ بتهمة مقاومة الاحتلال وامتلاك مواد متفجرة كان يهم الشهيد بنقلها إلى قيادة القسام في مدينة جنين، ثم عاودت اعتقاله لأكثر من شهر عام 2001، وأفرج عنه بضغط من أهالي مدينته؛ بسبب نية قوات الاحتلال التقدم تجاه السجن الذي كان معتقلاً فيه، ليصبح بعدها مطاردًا للاحتلال.
وبعد الإفراج عنه من سجون السلطة عمل الشهيد على إعادة تشكيل خلايا القسام وبنائها في مدينة طوباس، كما شارك القائد نصر جرار في إعادة تشكيل خلايا القسام في جنين، وأشرف على عملية فك الحصار عن القائد قيس عدوان ورفاقه والتي استمرت لـ 7 ساعات.
وفي أغسطس من عام 2002م اعتقلت قوات الاحتلال الشهيد القائد مازن فقها بعد معركة استمرت لـ 6 ساعات، تلاها اعتقال والده وشقيقه وتدمير منزله بشكل كامل.
ولاقى الشهيد صنوفًا من العذاب داخل أقبية التحقيق التي مكث فيها ما يزيد على 90 يومًا، ولم يعترف بأي من التهم التي وجهت إليه، فحكم عليه بالسجن 9 مؤبدات وخمسين سنة إضافية.
وأفرجت سلطات الاحتلال عن القائد فقها ضمن 1027 أسيرًا في صفقة "وفاء الأحرار" في أكتوبر من عام 2011 مقابل إفراج كتائب القسام عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وجرى إبعاده إلى قطاع غزة، حيث اتّهمته أجهزة أمن الاحتلال بالعمل من غزة على إحياء وتشكيل خلايا لكتائب القسام في الضفة الغربية.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بغزة من إلقاء القبض على المنفذين الرئيسيين لاغتيال فقها بعد أقل من شهرين على الجريمة، في عملية أطلقت عليها "فك الشيفرة 45"؛ والتي أسفرت عن اعتقال 45 عميلًا للاحتلال، بينهم ثلاثة أسهموا مباشرة في تنفيذ عملية الاغتيال.
وانتهت عملية "فك الشيفرة 45" بإصدار المحكمة الدائمة في جهاز القضاء العسكري بقطاع غزة أحكامًا نهائية بالإعدام على ثلاثة مدانين باغتيال القائد في كتائب القسام مازن فقها، جرى إعدامهم لاحقًا.