قال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات إن سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان قرار عنصري خاطئ، يهدف إلى تأجيج الأوضاع.
وأوضح بكيرات في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الأربعاء، أن اقتحام الأقصى في شهر رمضان يشكل انتهاكًا صارخًا لحرمته، وتعديًا للخطوط الحمراء في انتهاك وتدنيس حرمة المسجد المبارك خلال الشهر الفضيل.
وأضاف أن المسجد المبارك برمضان يشهد تواجد أعداد كبيرة من المصلين والمعتكفين لأداء الصلوات، وخاصة خلال صلاتي العشاء والتراويح، واقتحامه يمثل تعديًا على الناس وحرية العبادة، وأيضًا يخلق نوعًا من الاستفزاز، وسيؤجج الصراع.
وأكد أن المسجد حق خالص للمسلمين وحدهم، ولا حق لغير المسلمين بهذا المكان المقدس، وأي دعوات أو قرارات إسرائيلية بالسماح للمستوطنين باقتحامه بالشهر الفضيل إنما هي دعوات عنصرية وغير مسؤولة، نرفضها جملةً وتفصيلا.
وحذر من أن سلطات الاحتلال بهذا القرار، تريد إشعال حرب دينية في مدينة القدس، وتأجيج الصراع، لكن أهل بيت المقدس سيدافعون عن مسجدهم، ويتصدون لتلك الاقتحامات الاستفزازية.
وتابع أن هذه الانتهاكات والاقتحامات لحرمة الأقصى تشكل أيضًا تعديًا على الأمة الإسلامية، وهي خطيرة جدًا يجب أن نكون مستعدين لمواجهتها.
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف قال إنه سيسمح لجماعات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان كما هو الحال في الأشهر المختلفة.
وأضاف بارليف في تصريحات لإذاعة 103 العبرية "اليهود سيكونون أحرارًا في دخول الحرم القدسي كما هو الحال دائمًا"، مشيرًا إلى أن هناك استعدادات أمنية كبيرة لمنع أي تصعيد خلال الشهر المقبل، وذلك رغم محاولات تصعيد الأوضاع في الأيام والأسابيع القليلة الماضية.
مواجهة الاقتحامات
وعن آليات مواجهة تلك الاقتحامات، قال نائب مدير عام الأوقاف:" نحن على استعداد تام لاستقبال المصلين خلال الشهر المبارك، وتهيئة أنفسنا لمواجهة تلك الاقتحامات، بصمودنا وثباتنا، وعلى الفلسطينيين تكثيف شد الرحال للأقصى والرباط الدائم فيه".
وأضاف "نحن نرفض الاحتلال ومشاريعه ومخططاته في القدس والأقصى، ونعمل على مقاومتها"، موجهًا نداء استغاثة للحاضنة الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية بأنه آن الأون للوقوف معنا في مواجهة هذه المخططات".
وأكد بكيرات أن سلطات الاحتلال تريد من خلال الاقتحامات برمضان، أن ترى ردة فعل المقدسيين خاصةً والفلسطينيين عامةً، وقياس مدى الاستعداد للتصدي لها.
ولفت إلى أن الأصوات الإسرائيلية التي تُنادي باقتحام الأقصى تمثل شعارات انتخابية، "فكلما أمعنوا بإيذاء المصلين والاعتداء على المسجد، كلما زادت أصوات اليمين المتطرف الذي يُسير الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي تنم عن أيدولوجية خطيرة لا تعترف بوجود أي بشر على الأرض إلا المحتل".
وتابع أن "الاحتلال يريد أن يُفسد سعادة المصلين وفرحتهم بالشهر الفضيل، وأن يتجاوز الخطوط الحمراء، وأن يُروض المسلمين للقبول بمشاريعه التهويدية، وهذه الانتهاكات والاقتحامات وكأنها أمر واقع".
واعتبر أن السماح باقتحام الأقصى، بمثابة "رسالة تحريضية للجمهور الإسرائيلي على المسجد، بأن عليكم اقتحامه رُغم الأعداد المتواجدة فيه، وحرية العبادة، وأنه لم يعد هناك شيء يُخيفكم، وأن القداسة الإسلامية للأقصى لم تعد موجودة، بل هناك قداسة يهودية".
التقسيم المكاني
وبحسب بكيرات، فإن سلطات الاحتلال تريد بعدما أقامت "كنيس الخراب" عام 2010، تطمع حسب أيدولوجيتها، لإيجاد موطئ قدم لها داخل المسجد الأقصى.
وأردف قائلًا:" بعدما قفزت من التقسيم الزماني، تسعى اليوم لفرض التقسيم المكاني في الأقصى، كأنهم يمارسون أعيادهم بمكان الهيكل المزعوم".
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة بدأت العام الماضي بأداء الصلوات التلمودية داخل المسجد، وتريد تثبيت طقوس جديدة حتى يُضحى المسجد مقسمًا بين المسلمين واليهود.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أنه" قبيل شهر رمضان، سيتم زيادة عدد عناصر حرس الحدود" في المناطق والقطاعات الحساسة ومنها القدس مطلع الشهر المقبل".
وتتخوف سلطات الاحتلال من دخول توقيت الأعياد اليهودية، والتي تبدأ في 11 أبريل المقبل مع دخول توقيت "عيد الفصح" اليهودي الذي يتزامن مع شهر رمضان، خاصة في ظل تهديدات جماعات استيطانية إسرائيلية بتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى وتنفيذ طقوس تلمودية معلنة داخله.
ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين وعلى فترتين صباحية ومسائية، في وقت يستهدف الاحتلال فيه المقدسيين من خلال الاعتقالات والغرامات والإبعاد عن المسجد الأقصى، لأجل تركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.