تعرف على تاريخ وأساليب عمل وحدات المستعربين بالأراضي المحتلة

القدس المحتلة - خاص صفا

عادت الوحدات الإسرائيلية الخاصة والتي يطلق عليها اسم "وحدات المستعربين" إلى الواجهة مجددا مع تنفيذها العديد من عمليات القتل والإعدام والاعتقال مؤخرا في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

وعمد الاحتلال على استخدام هذه الوحدات عقب تصاعد حالة المقاومة وتشكيل مجموعات من المقاومين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.

ويسعى الاحتلال إلى تفكيك الخلايا والمجموعات العسكرية التي بدأت تنشط في الضفة الغربية المحتلة مؤخرا.

وشنت وحدات المستعربين بالتعاون مع قوات جيش الاحتلال هجوما مشتركا على "خلايا عسكرية لحماس" في أيلول/سبتمبر من العام الماضي في الضفة.

كما تعرضت خلايا عسكرية تابعة لكتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس الشهر الماضي لضربة هي الأعنف منذ سنوات عبر استهداف ثلاثة من قادتها في كمين نفذته في حي المخفية جنوبي المدينة ما أدى لاستشهاد الثلاثة في المكان بعد تعرضهم لعشرات الطلقات النارية.

نشاط المستعربين

ونشطت الوحدات الإسرائيلية الخاصة وخاصة وحدات المستعربين خلال الانتفاضة الأولى لاستهداف ملقي الحجارة أولا، وبعدها لاستهداف نشطاء العمل المسلح، حيث عرف عنها تأقلمها مع المحيط المزروعة فيه، وإتقانها عادات وتقاليد المكان بالإضافة لإتقانها للكنات المحلية والانخراط السريع في البيئة المحلية.

بينما يعود أصل تسمية "المستعربين" إلى يهود الدول العربية الذين أخفى بعضهم يهوديتهم، وتمت تسميتهم بالمستعربين إلى أن تم تشكيل وحدات خاصة بهذا الاسم والتي تحافظ على سرية عمل كبيرة جدًا ومستوى عال من التخفي وابتكار الأساليب الجديدة مع مرور الوقت سعياً للوصول إلى أهدافها.

تاريخ المستعربين

ونشطت أولى فرق المستعربين قبيل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بين عامي 1942-1950 فكانت منظمة "البالماخ" التي تخفى أعضاؤها على هيئة فلسطينيين، ونفذوا عملياتهم الإجرامية داخل فلسطين، وفي سبعينيات القرن الماضي نشطت وحدة المستعربين "شكيد" وهي وحدة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي ونفذت عمليات خاصة كثيرة وبخاصة في قطاع غزة خلال سبعينيات القرن الماضي.

فيما بعد تم تشكيل وحدة المستعربين "حرميش" والتي عملت حتى عام 1994 ونفذت العديد من العمليات الخاصة في الضفة والقطاع.

كما جرى تشكيل وحدة مستعربين جديدة إبان انتفاضة الحجارة عام 1987 واستمرت في عملها حتى عام 1996.

في حين، عملت بالتوازي معها وحدة "ريمون" منذ عام 1970 وحتى عام 2005 وكان تركيزها على العمليات الخاصة في قطاع غزة.

أما في الوقت الحاضر فتنشط 7 وحدات خاصة وهي: وحدة هيئة الأركان "سييرت متكال" التابعة لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال، وتضم أيضا فرقاً من المستعربين.

ونفذت هذه الوحدة عمليات كثيرة كان آخرها عملية خانيونس في نوفمبر عام 2018 والتي اكتشف أمرها فقتل قائدها وأصيب آخر من أعضائها برصاص مقاومين من كتائب القسام، فيما استشهد عدد من المقاومين بينهم القائد بالقسام نور بركة.

أما وحدة المستعربين الثانية والتي لا زالت تنشط في الأراضي الفلسطيني فهي وحدة "دوفدفان" التي انخرطت في إطار لواء الكوماندو منذ عام 2015.

ونفذت الوحدة الكثير من العمليات مؤخراً وعلى رأسها الحملة العسكرية على خلايا حماس العسكرية في الضفة خلال أيلول/سبتمبر 2021.

بينما منيت الوحدة بضربة قاتلة عام 2000 عندما حاولت اعتقال القائد العام لكتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة آنذاك محمود أبو هنود في بلدة عصيرة الشمالية شمالي مدينة نابلس، حيث اشتبكت الوحدة مع بعضها عن طريق الخطأ فقتل ثلاثة من أفرادها وأصيب 9 آخرون ووصف الحادث بالكارثة ونجا الشهيد أبو هنود من الكمين بإصابات متوسطة.

كما تنشط أيضًا في الضفة الغربية والداخل والقدس وحدة المستعربين التابعة لقوات ما تسمى بـ"حرس الحدود" المنبثق عن الشرطة الإسرائيلية "يماس" وهي ذات الوحدة التي قتلت قبل أيام ثلاثة فلسطينيين في مخيم بلاطة بنابلس ومخيم قلنديا ومدينة راهط.

كما شارك عناصرها في عملية خاصة وسط جنين شمال الضفة الغربية المحتلة واعتقلوا مطلوباً بعد تخفيهم بمركبات مدنية.

وحدة مكافحة الإرهاب "يمام"

وبرزت خلال السنوات الأخيرة الوحدة الخاصة رقم (1) في الأراضي المحتلة والتي أنيطت بها أعقد العمليات الخاصة وسميت وحدة مكافحة الإرهاب "يمام" التابعة لحرس الحدود المنبثق عن شرطة الاحتلال ونفذت عشرات العمليات الخاصة خلال الأشهر الأخيرة.

ولعل أبرزها استهداف ثلاثة من نشطاء كتائب الأقصى في نابلس الشهر الماضي بعد دخولهم المدينة بمركبة عمومية وأخرى خاصة واعتراضهم طريق مركبة المطلوبين وإمطارها بوابل من الرصاص.

كما تم تكليف الوحدة بمهمة اعتقال الأسرى الفارين من النفق في سجن "جلبوع" في أيلول/سبتمبر 2021.

وحدة تشغيل العملاء

أيضا لا زال جيش الاحتلال يحتفظ بوحدة تشغيل العملاء وهي وحدة خاصة تضم فرقة مستعربين وتسمى الوحدة "504".

وهي وحدة لتشغيل العملاء خارج الحدود وتنشط في دول الطوق وكذلك بشكل محدود في الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة.

وعلى صعيد جهاز الشاباك "المخابرات الإسرائيلية" فيحتفظ الجهاز بوحدة عمليات خاصة تشترك في الكثير من العمليات برفقة جيش الاحتلال ومهمتها القيام بعمليات سرية خاصة في عمق الأراضي الفلسطينية.

وتعرف عن وحدات المستعربين أنها سريعة التكيف على بيئة الهدف والتطور السريع، في ظل التقدم التكنولوجي العالمي حيث تنتهج وحدات المستعربين أساليب عمل متجددة وغير كلاسيكية.

كما لا تعتمد على وحدة عملياتية واحدة في الميدان، بل تتعمد تلك الوحدات العمل بعدة خلايا حول الهدف بحيث تشترك جميعًا في الوصول إلى الهدف، وفي حال فشل إحداها تكمل الأخرى.

ع ص/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة