جروح ورضوض وكدمات في جسد الفتى علي راتب قنيبي وآثار نفسية تؤرقه ليل نهار، هو ما تسببت به شرطة الاحتلال ومحققو مركز المسكوبية أثناء اعتقاله في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.
فمنذ نحو شهر ونصف، يستهدف الاحتلال أطفال وشبان الحي بالاعتقال والإبعاد والسجن البيتي ودفع الكفالات المالية، تزامناً مع نصب عضو الكنيست المتطرف "أيتمار بن غفير" مكتبه البرلماني في أرض عائلة سالم داخل الحي.
واعتقلت قوات الاحتلال نحو20 قاصراً وشاباً من الشطر الغربي بالشيخ جراح، من بينهم 6 ما زالوا موقوفين في زنازين المسكوبية، ينتظرون محاكمتهم، وآخرين أفرج عنهم بشرط الحبس المنزلي والكفالات المالية.
اعتداء وحشي
ويعد الفتى قنيبي (14 عاماً) من الشطر الغربي بالحي، ضحية اعتداء وحشي على أيدي شرطة الاحتلال ومحققي المسكوبية.
واعتقلت قوات الاحتلال قنيبي مرة أولى لبضعة أيام، ثم مرة ثانية في أغسطس الماضي وأقرت عليه غرامة مالية قدرها 10 آلاف شيكل، وحبساً منزلياً لـ7 أشهر، انتهى قبل أيام.
وما لبث أن أنهى حبسه المنزلي، حتى أعاد الاحتلال اعتقال علي مرة ثالثة الأسبوع الماضي، لمدة يوم وأفرجت عنه بشرط الحبس المنزلي 5 أيام، مع فرض غرامة قدرها 3 آلاف شيكل.
وعن الاعتقال الأخير يقول علي لوكالة "صفا": "تفاجأت بقوات الاحتلال تقتحم المنزل فجراً، بينما كنت نائماً وتعتقلني، ولم تسمح لي بارتداء حذائي".
ويضيف، "اعتدت قوات الاحتلال عليّ بالضرب المبرح منذ بداية اعتقالي في مركبة الشرطة حتى الوصول إلى مركز المسكوبية، بعد وضع الكمامة على عيوني والقيود الحديدية بيدي".
التحقيق بالمسكوبية
ويروي علي عن التحقيق معه بقوله:" تعرضت في المسكوبية للضرب المبرح على وجهي ورأسي وجسدي من قبل 3 محققين بأيديهم والركل بأرجلهم، وكلما صرخت يزيدون في ضربي".
ويضيف، "وضعوني في غرفة باردة جداً لمدة تراوحت بين 3 و4 ساعات، ولم يقدموا لي الطعام ولا الماء، وحققوا معي حول حرق سيارة قبل 3 أشهر، علماً أنني في ذلك الوقت كنت قيد الحبس المنزلي".
وقضت محكمة الاحتلال في اليوم الثاني بالإفراج عنه بشرط الحبس المنزلي لمدة 5 أيام، ودفع كفالة بقيمة 3 آلاف شيكل، وعدم الحديث مع أصدقائه المعتقلين على نفس القضية لمدة 3 أشهر.
كما طلبت منه المحكمة الابتعاد عن أي شيء يتعلق بالمستوطن تال أو سيارته أو بيته بمسافة 500 متر، علماً أن طريقاً تفصل بين منزله ومنزل المستوطن.
وأعاد المحققون التحقيق مع الفتى علي قبل إخلاء سبيله، بعد صدور قرار الإفراج وانتهاء جلسة المحكمة.
وبعد الإفراج عن علي توجه إلى العيادة للعلاج، وأبلغه الطبيب أنه مصاب برضوض وكدمات في مختلف أنحاء جسده، وعانى من آلام شديدة في رأسه ووجهه وخلف أذنه وكتفه.
معاناة وقهر وحرمان
وعن الحبس المنزلي، يقول علي :"عانيت بشدة جراء هذا الحبس ظلماً، كنت أعيش بين جدران المنزل، وأجلس طوال الوقت عند النافذة لتنفس الهواء ورؤية أصحابي وسكان الحي".
ويضيف، "شعرت بالقهر الشديد عندما أرى أصحابي يلعبون في الحي، ويتنقلون بحرية، بينما أنا معتقل داخل البيت، ولا أستطيع مشاركتهم".
ويصف القرار "بالظالم، وأنه "جاء بدون وجه حق وبتهم مزيفة وباطلة " في إشارة لاتهامه بحرق سيارة مستوطن.
وقضى الفتى علي قنيبي خمسة أشهر بالحبس المنزلي ثم سمحوا له بالذهاب إلى المدرسة، بشرط مرافقة عائلته له خلال ذهابه لها والرجوع منها، بعد أن حرم أكثر من نصف فصل من الدراسة والامتحانات بمدرسة أمال القدس في أم طوبا ببلدة صور باهر.
اعتداء وحشي وعنيف
أما والده راتب يقول: "تعرض علي لاعتداء وحشي فظيع وعنيف لا يحتمله كبير السن، آثار كدمات وعلامات وجروح برأسه ووجهه".
ويؤكد أن الأمر لم يقتصر على الاعتداء الجسدي بل زاد الأمر سوءاً بسبب تدهور حالته النفسية خلال الحبس المنزلي.
ويتابع والده:" نحن أيضا تأثرنا نفسياً على حالة علي، بسبب منعه من الخروج من البيت وممارسة حياته الطبيعية".