عقدت مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية السبت، يومًا دراسيًا بعنوان "الياسين – إدارة وإرادة"، وذلك في قاعة السلام أبو حصيرة على شاطئ بحر مدينة غزة.
وتناول اللقاء الذي حضره أكاديميون، ومخاتير، وطلبة جامعات، حياة الشيخ وسيرته التاريخية الحافلة بالأحداث والمواقف الأصيلة تجاه القضايا الوطنية والاجتماعية والدينية، والسِمات القيادية في شخصيته.
ففي كلمة عضو مجلس أمناء مؤسسة "الياسين، والنائب بالمجلس التشريعي الأستاذ فرج الغول، استعرض فكر الشيخ الراحل وممارسته تجاه حقوق الإنسان قائلًا: "إن فكره كان يرتكز على مبادئ أساسية لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال".
وأردف "الغول" أن مواقف الشيخ أحمد ياسين، كانت ممارسة حقيقية وترجمة عملية مبنية على الأساس القويم لهذه المبادئ الإسلامية لتحقيق المقاصد في كلياتها الخمس.
وجاء في كلمته: "أن الشيخ مثال بارز، على الضحيّة التي تعرضت للانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان بدءًا من الاحتلال الإسرائيلي، ومرورًا بأعوانه الذين ضيّقوا الخِناق عليه وحاصروه، وفرضوا الإقامة الجبرية عليه، ومنعوه من السفر، إضافة لاعتقاله رغم ظروفه الصحية".
أما في محور "إضاءات حول الفكر الإداري والاقتصادي" للشيخ "ياسين"، فقد تحدث وزير الاقتصاد السابق الدكتور علاء الرفاتي، عن "الانفتاح الذي كان يتمتع به الراحل، وامتلاكه المؤهلات التي مكنّته من ممارسة الإدارة كعملية ضرورية في العمل الإداري".
واستكمل نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة نسيم ياسين الحديث عن إدارة العمل الدعوي والتربوي لدى الشيخ أحمد ياسين، بالقول: "سلك الشيخ نهج القرآن وقراءة التفسير وفقه الدعوة والسيرة النبوية، وانطلاقًا منها قاد مرحلةً مهمة من مراحل القضية الفلسطينية".
وأورد "ياسين" أن الشيخ الراحل يتمتع بمكانة عالمية في نفوس الناس جميعا، نظرًا لإخلاصه وتفانيه لنشر الدعوة، مشيرًا إلى أنه كان حاسمًا في اتخاذ القرار، وسعى للشهادة ونالها.
وفي كلمة رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان الدكتور زياد أبو هين، أكد على أن الشيخ سعى خلال سنوات حياته على ترسيخ الحق بالمساواة داخل المجتمع الفلسطيني فضلًا عن حُسِن خطابه، وقدرته على الاتصال مع الآخرين والتأثير بهم.
وبالانتقال إلى دور الشيخ أحمد ياسين في دعم المرأة، قالت رئيس لجنة الأبحاث والدراسات الدكتورة ختام الوصيفي، إن الشيخ كان يُبدى اهتمامه دائمًا بانخراط النساء في العمل الإسلامي وحرص على عقد لقاءات متعددة الأغراض والأهداف مع الأخوات.
وأضافت "الوصيفي" رئيس جلسة اليوم الدراسي، أن الشيخ الراحل كان يجلس مع النساء لتعليمهن أمور دينهن وتحفيظ القرآن، كما شجع الفتيات على دخول الجامعة الإسلامية التي كان هو أحد مؤسسيها.
بدروه أشاد رئيس لجنة تجمع "ذوي الإعاقة" الأستاذ ظريف الغرة، بدور الشيخ في تحفيز الشباب ذوي الإعاقة للاستمرار في حياتهم العملية، وإيصال فكرتهم للعالم والمجتمع.
وأكمل "الغرة" في كلمته باليوم الدراسي: "لقد كان للشيخ دورًا إيجابيًا بارزًا في حياتي وحياة وزملائي البالغ عددهم 300 ألف مصاب، عبر شخصيته المُلهمة التي قادت القضية الفلسطينية في مراحلٍ حساسة، وأثبتت نجاحها".