دعت "جماعات الهيكل" المزعوم لاقتحام المسجد الأقصى المبارك يومي الأربعاء والخميس، بذريعة إحياء عيد "المساخر أو البوريم".
ونشرت الجماعات المتطرفة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لمناصريها لاقتحام المسجد المبارك خلال ساعات الاقتحام اليومية.
ويحتفل اليهود بـ"عيد البوريم" في ١٦ و17 مارس الجاري، فيما ستوافق ليلة النصف من شعبان بالتقويم الهجري في الليلة التالية مباشرة.
وتحاول تلك الجماعات خلال أعيادها، فرض طقوس "البوريم" في المسجد المقدس يومي الأربعاء والخميس، ضمن مسعاها لفرض كامل الطقوس التوراتية داخل المسجد.
وبحسب ما نشره الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص على صفحته بالفيسبوك، فإن "عدوان جماعات الهيكل على الأقصى يشمل تنظيم اقتحامات مركزية للمسجد بقيادة كبار حاخامات "الهيكل"، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع داخل الأقصى وبشكل جماعي، والسجود الملحمي، وتلاوة فقرات التوراة والصلوات العلنية".
وأضاف أن" أعضاء جماعات الهيكل سيحاولون إدخال الصفارات والأدوات التنكرية المشهورة في هذا العيد إلى المسجد المبارك ومنها، الأزياء الغريبة، والكعك الخاص بالعيد، والهدايا والألعاب، بالإضافة إلى الغناء والرقص والاحتفال على أبوابه، وهو هدف متكرر لتلك الجماعات خلال السنوات الماضية".
إشعال الأوضاع
وتعليقًا على الدعوات اليهودية، قال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات في تصريح خاص لوكالة "صفا" السبت، إن "جماعات الهيكل" تريد بهذه الدعوات المتطرفة، إشعال المنطقة، وإبقاء المسجد تحت دائرة الخطر.
وأضاف أن "هذه الدعوات ليست بالجديدة، لكن ما دام هناك احتلال وجماعات متطرفة، فإن هذه الدعوات ستبقى مستمرة ولن تكون أول المطاف ولا آخره، وتعني أن الصراع على الأقصى مستمر".
وأوضح أن هذه الدعوات تحمل عدة رسائل، أولًا، رسالة تحريض على الأقصى، "للمجتمع الإسرائيلي بأن عليكم كسر الحواجز وتتعدوا الخطوط الحمر لتنفيذ اقتحامات للأقصى حتى لو في شهر رمضان المبارك".
وبين أن هذا يشكل تحريضًا على الأقصى وحرمة الشهر الفضيل، وعلى أهل القدس والمرابطين والمرابطات في المسجد.
وبحسب بكيرات، فإن الرسالة الثانية، هي لأهل القدس ورواد الأقصى ولكل من يرتاده، بأن "عليكم ألا تأتون إلى المسجد، خشية من تعرضكم للقمع والضرب كما حدث يوم إحياء ذكرى الإسراء والمعراج، فهي تحمل رسالة إحباط حتى لا يتم شد الرحال للأقصى".
وأما الرسالة الثالثة، فهي لدائرة الأوقاف وللوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات ولكل المسلمين، بأن" هؤلاء المتطرفين يريدون مشاركتكم في هذا المكان المقدس، وأنه لم يعد هناك قدسية إسلامية واحدة فيه".
ووجه بكيرات رسالة للاحتلال وللمستوطنين، قائلًا: إن" هذه الدعوات لن تزيدنا إلا إصرارًا على البقاء والتجذر في المسجد الأقصى، الذي لا يقبل القسمة على اثنين، ولا التفاوض عليه، بل هو خط أحمر، لن نسمح لهم بالمساس به، ولا أن يغيروا الواقع، وسيبقى الأقصى مسجدًا إسلاميًا لا يمكن أن نتنازل عنه".
ودعا بكيرات عشاق الأقصى وأهالي الداخل الفلسطيني المحتل وكل من يستطيع لشد الرحال للمسجد المبارك، وألا يأبوه لمثل هذه الدعوات.
وطالب دائرة الأوقاف والملك الأردني عبد الله الثاني بالوقوف إلى جانب الأقصى، والعمل على محاصرة الاحتلال مثلما يحاصر القدس ويضيق الخناق على سكانها، ويسعى لانفجار الأوضاع بالمدينة.
وكان رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ رائد صلاح حذر من الخطوات التصعيدية لمؤسسات الاحتلال في القدس، من الاقتحامات الفردية للمستوطنين بحراسة قوات الاحتلال، وصولًا إلى الصلوات التلمودية الجماعية داخل أسوار المسجد الأقصى.
وشدد على أن "المسجد الأقصى ثابت من الثوابت التي لا يمكن أن تتغير في تاريخ المسلمين، وهو وعد الله في القرآن الكريم، وبيت المقدس لا يعمِّر فيها ظالم، وبالتالي الاحتلال إلى زوال قريب".
ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين وعلى فترتين صباحية ومسائية في محاولة لبسط "السيطرة الإسرائيلية" عليه، حيث اقتحمه خلال فبراير 3447 مستوطنًا.