تدخل الحرب بين روسيا وأوكرانيا أسبوعها الثاني، مع احتدام المواجهات في ضواحي العاصمة كييف، في وقت يبدأ فيه لقاء ثلاثي، صباح الخميس، لوزراء خارجية تركيا وروسيا وأوكرانيا في مسعى لوقف القتال.
وحثت واشنطن على ضرورة حشد الجهود لضمان استقلال أوكرانيا، كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده للحوار ورفضها الاستسلام.
وحمّل زيلينسكي الغرب مسؤولية كارثة إنسانية إذا لم يفرِض حظرا للطيران، كما أثنى على الرئيس الأميركي جو بايدن لقراره فرض حظر على استيراد منتجات الطاقة الروسية.
واعتبر الرئيس الأوكراني القرار إشارة قوية للعالم، وشكر أيضا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لاتخاذه قراراً مماثلاً.
قتلى مدنيون
واتهم زيلينسكي روسيا بشن غارة جوية على مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول جنوبي البلاد، وقال في تغريدة مرفقة بمقطع فيديو عن المستشفى المدمر: "إن الناس والأطفال ما زالوا تحت الأنقاض".
بينما أعلنت السلطات الأوكرانية، عن سقوط 3 قتلى بينهم فتاة صغيرة في القصف الروسي لمستشفى الأطفال بماريوبول.
في السياق نفسه، أكدت هيئة الطوارئ الأوكرانية، مقتل 4 مدنيين بينهم طفلان بقصف روسي على قرية سلوبوزانسكي في منطقة أيزيوم في خاركيف.
هجمات روسية متواصلة
من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن 90% من المطارات العسكرية الأوكرانية تم إخراجها من الخدمة، وتدمير 146 طائرة عسكرية أوكرانية منذ بدء العمليات العسكرية.
وأوضح أن الجيش الروسي دمّر 2911 من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء العملية الخاصة.
وقال كوناشينكوف، إن قواتنا تحلل وتدرس الوثائق المتعلقة بالأنشطة العسكرية البيولوجية الأميركية السرية في أوكرانيا.
في غضون ذلك أعلنت الخارجية الروسية، أن موسكو لن تشارك بعد الآن في اجتماعات المجلس الأوروبي.
اتهامات بالتخطيط لاستخدام أسلحة كيميائية
يأتي هذا بينما تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بشأن التخطيط لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا.
ونفت الخارجية الأميركية ما وصفها بالأكاذيب الصريحة التي تنشرها عن عمد روسيا ومفادها أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقومان بأنشطة أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا.
واعتبر بيان الخارجية الأميركية أن روسيا تخترع ذرائع كاذبة في محاولة منها لتبرير أعمالها المروعة في أوكرانيا، وفق تعبير البيان.
وأضاف البيان أن روسيا هي التي لديها برامج أسلحة كيميائية وبيولوجية نشطة وتنتهك اتفاقية الأسلحة الكيميائية واتفاقية الأسلحة البيولوجية.
وحول الممرات الإنسانية، قالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن بلادها تفتح سبعة ممرات اليوم الخميس حتى يغادر المدنيون مدنا تحاصرها القوات الروسية ومن بينها مدينة ماريوبول الساحلية.
وقال حاكم إقليمي إن المدنيين بدأوا فعلا في مغادرة مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا بموجب وقف محلي لإطلاق النار.
إلى ذلك، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، أن روسيا اعتقلت نحو 13500 شخص في المظاهرات المناهضة للحرب في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.
تواصل الدعم الأمريكي
وأقر مجلس النواب الأميركي مساء الأربعاء ميزانية جديدة للحكومة الفدرالية تتضمن تمويلاً ضخماً تناهز قيمته 14 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا على التصدي للغزو الروسي وتداعياته.
وتتضمن المساعدات شقاً اقتصادياً وآخر إنسانياً بالإضافة إلى أموال ستخصص لتزويد كييف بأسلحة وذخيرة، لكنها بحاجة لموافقة مجلس الشيوخ كي تحال إلى الرئيس جو بايدن للمصادقة عليه.
ويشمل هذا التمويل أيضاً أكثر من 6.5 مليار دولار للبنتاغون ستستخدم بشكل خاص لنشر قوات عسكرية في المنطقة. كذلك، سيتم تخصيص أموال لتمويل الردّ على موسكو، بدءًا بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على أفراد من النخبة الروسية.