لتكثيف الوجود اليهودي في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك، وتسهيل اقتحامات أعداد كبيرة من المستوطنين للمسجد، شرعت شركات إسرائيلية بأعمال إنشائية واسعة النطاق وعلى مساحات واسعة لتنفيذ مشروع "مصعد البراق" التهويدي.
ويتضمن المشروع التهويدي بناء مصعدين عاموديين متلاصقين، في قلب الصخر بارتفاع 26 مترًا، وأيضًا بناء نفق تحت الأرض بطول 70 مترًا، وعرض 14 مترًا.
وفي العام 2016، وافقت "لجنة التراخيص التابعة لقسم التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة على إصدار ترخيص لمخطط بناء "مصعد البراق"، بين حارة الشرف بالبلدة القديمة، وساحة البراق الملاصقة للأقصى، بدعوى تسهيل حركة المستوطنين والسياح.
وساحة البراق هي جزء لا يتجزأ من الأقصى، وتعتبر من أشهر معالم مدينة القدس، سيطر عليها الاحتلال بعد احتلاله المدينة عام 1967، وتعمل عدة مؤسسات احتلالية حكومية وجمعيات استيطانية على تهويدها بالكامل وتزوير هويتها الإسلامية.
تفاصيل المشروع
وعن المشروع التهويدي، يقول الإعلامي محمود أبو العطا لوكالة "صفا" إن شركة إسرائيلية تابعة لحكومة الاحتلال وبلديتها شرعت بأعمال إنشائية وحفريات واسعة في منطقة البراق، التي تبعد 300 متر عن غربي المسجد الأقصى، تمهيدًا لإقامة "مصعد البراق".
ويوضح أن العمل في المشروع يجري على قدم وساق، وقد تسارع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وخاصة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت.
ويتضمن المشروع حفر تفقين عامودي وأفقي في قلب المنطقة الصخرية الواصلة بين مستوى حارة الشرف، التي احتلت عام 1967م، وحولها الاحتلال إلى ما يسمى "الحي اليهودي"، وبين مستوى ساحة البراق.
ويضيف أنه سيضاف إلى المصعد الخاص والممرات التحت أرضية، طابقًا أرضيًا لاستقبال الإسرائيليين الوافدين بمساحة بنائية تصل لـ 1023 متر مربع، ومناطق تجارية بمساحة 158 متر مربع.
ووفقًا للمشروع، فإنه سيتم بناء طابق إضافي علوي فوق طابق الاستقبال سيكون بمثابة طابق إداري وقاعة عامة متعددة الأهداف والاستخدامات.
وبحسب أبو العطا، فإن المشروع الذي سيتم تنفيذه على ستة مراحل، يهدف إلى تسهيل وصول أعداد كبيرة وإضافية من الإسرائيليين، والسياح الأجانب، وذوي الاحتياجات الخاصة إلى المنطقة المذكورة، بهدف تكثيف الوجود اليهودي الإحلالي في ساحة البراق، وتسريع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
ويبين أن المشروع يتيح المجال لقطاعات إسرائيلية كثيرة للوصول إلى ساحة البراق ومن ثم اقتحام باحات الأقصى، محذرًا في الوقت نفسه من خطورته وتداعياته على المسجد المبارك.
ومن خلال جولة ميدانية متكررة للمنطقة المذكورة، فإن أعمال الحفريات تجري في عدة مستويات، وتم البدء ببناء أجزاء من الهيكل الخارجي للمشروع، كما تجري عمليات قدح وتفريغ صخر من قلب طبقات الأرض، بمشاركة عشرات العمال الإسرائيليين يوميًا.
وبهذا الصدد، يوضح أبو العطا أن الاحتلال يجري حفريات أثرية لطبقات الأرض، تم خلالها تدمير عشرات الموجودات الأثرية العربية والإسلامية، والتي تعود للفترات الأموية والعثمانية والعباسية، وتم وضعها في أكياس كبيرة.
ومن خلال الحفريات أيضًا، جرى اكتشاف عين ماء أثرية ادعوا أنها من "بقايا مخلفات الهيكل الأول والثاني المزعومين"، رُغم أن كل عيون الماء يبوسية تم تطويرها في الفترة الأموية.
ويشير إلى أن غالبية المنطقة البنائية أُحيطت بسياج وألواح حديدية عالية، وتم نصب لافتات تشرح أهداف ومراحل المشروع التهويدي.
ووفق أبو العطا، فإن الاحتلال رصد مبلغ مليون شيقل لتنفيذ مشروع "مصعد البراق"، أغلبها من ميزانيات حكومية، ومن المتوقع أن يستمر العمل في المشروع نحو 3 سنوات.
ويلفت إلى أن هناك مخطط إسرائيلي تهويدي شامل لبناء طبقة كاملة تحت الأرض في ساحة البراق.
مخاطر كبيرة
ولهذا المشروع مخاطر كبيرة على المسجد الأقصى وساحة البرق، كما يؤكد أبو العطا، كونه سيسمح لأعداد كبيرة من اليهود المتطرفين باقتحامهما، بالإضافة إلى أن إقامة مناطق اقتصادية في المنطقة المستهدفة وربطها من ناحية تجارية سيؤثر على التجار والاقتصاد المقدسي.
ويضيف أن المشروع سيتيح استجلاب مجموعات من السياح الأجانب إلى ساحة البراق، وزيادة الاعتداءات الإسرائيلية وتدنيس باحات الأقصى ومنطقة البرق، وكذلك تكثيف الوجود اليهودي في تلك المنطقة.
ويُكمن الخطر أيضًا، في أن المشروع يتضمن إقامة قاعات واسعة للاجتماعات، ما يعني تكثيف الإعلان والإعلام والتثقيف الإسرائيلي حول المنطقة، والترويج لروايات تلمودية مضللة، ما يؤثر على الوضع العام في المدينة المقدسة.
ويتابع أن هذا المشروع يتضمن مستقبلًا، ربط منطقة الاستقبال بمشروع القطار الخفيف تحت الأرض، والذي سيصل قسمًا منه ما بين غربي القدس إلى منطقة البراق، وقسم آخر تحت أبنية وسور البلدة القديمة وسيتم ربط منطقة المصعد بهذا القطار.